الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَمراقبات

العدد 1636 28 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 02 تشرين الأول 2024 م

والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ

البصيرةمراقباتوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

العدد 1635 21 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 25 أيلول 2024 م

أثر التوحيد في مواجهة البلاء - السيدة زينب (عليها السلام) نموذجاً-

العدد 1634 14 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 18 أيلول 2024 م

طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّه

المصلحة الإلزاميّة للأمّة هي في الوحدة الإسلاميّة
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1630 15 صفر 1446 هـ - الموافق 20 آب 2024 م

أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وأعزّ المرسلين، سيّدنا محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

إلى مولانا صاحب العصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء)، وإلى نائبه وليّ أمر المسلمين الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، وإلى مراجعنا وقادتنا العظام، وإلى الأمّة الإسلاميّة جمعاء، نرفع أسمى آيات العزاء، في هذه الأيّام، أيّامِ أربعين الإمام الحسين (عليه السلام).


عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ أَسَاسٌ، وَأَسَاسُ الْإِسْلَامِ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ»[1].

إنّ حبّ أهل البيت (عليهم السلام) أساس الإسلام، وعلامة الإيمان، وأفضل العبادة، وقد حثّت الروايات على معرفتهم ومعرفة حقّهم، وعدّ القرآن الكريم أجرَ الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في تبليغ الرسالة وإقامة الدين، إنمّا تُحقِّقه الأمّةُ له، بإعلانها مودّة أهل بيت العصمة، قال تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾[2]. ومن ثمّ، فإنّ مجافاتهم وعدم مودّتهم نكرانٌ لجهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وللإنجازات الّتي أقامها في سبيل تشييد هذا الدين.

محبّة أهل البيت (عليهم السلام) أساس الإسلام
إنّ معرفة أهل البيت (عليهم السلام) وولايتهم والإيمان بهم، وبأنّهم آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المطهَّرون، ووُلاة الأمر، وخلفاؤه على العباد والبلاد، هي أساس البنية الإيمانيّة والعقائديّة للإنسان المسلم، وركيزتها، وإنّ التأكيد على هذه المضامين في الروايات يدلّ على أنّ الارتباط بأهل البيت (عليهم السلام) يجسّد عمق الولاء والانتماء للرسالة الإسلاميّة، وقد بيّنت هذه الروايات فضل هذا الحبّ والارتباط والآثار المترتّبة، وجعلته كحُبِّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فهم خلفاء الله، وأوصياء نبيّه (صلّى الله عليه وآله)، وفي مودّتهم وولايتهم صراط النجاة وطريق الحقّ، عن الإمام الرضا، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ، وَيُضَاعِفُ الْحَسَنَاتِ. وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَتَحَمَّلُ عَنْ مُحِبِّينَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ مَظَالِمِ الْعِبَادِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْهُمْ فِيهَا عَلَى إِضْرَارٍ وَظُلْمٍ لِلْمُؤْمِنِين،‏ فَيَقُولُ لِلسَّيِّئَاتِ: كُونِي حَسَنَاتٍ»[3].

وعنه (صلّى الله عليه وآله) أيضاً: «مَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ شَهِيدًا، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مَغْفُورًا لَهُ، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ تَائِبًا، أَلَا وَمَنْ مَاتَ عَلَى حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ مَاتَ مُؤْمِنًا مُسْتَكْمِلَ الإِيمَانِ»[4].
وتجدر الإشارة إلى أنّ محبّتَهم شرطٌ في تحقُّق الدرجة الأولى في سلّم الكمال الإنسانيّ، وهي الإسلام، ناهيك عن سوى ذلك من درجات التقوى واليقين، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «أَسَاسُ الإِسْلَام ِحُبِّي وَحُبُّ أَهْلِ بَيْتِي»[5]، وعن الإمام الباقر (عليه السلام): «حُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ نِظَامُ الدِّين‏»[6]، وفي دعاء الندبة: «فَكَانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ، وَالْمَسْلَكَ إِلَى رِضْوَانِك‏»[7].

أثر حبّ أهل البيت (عليهم السلام) في قبول الأعمال
وإنّ من أصول عقيدتنا أنّ من تشهّد الشهادتين دخل الإسلام، وطُبِّقت عليه أحكام المسلم واقعاً وظاهراً؛ أمّا قبول الأعمال في الآخرة، فشرطه الإيمان، والإيمان في أصول مذهبنا لا يتحقّق إلّا بولاية أهل البيت (عليهم السلام) ومحبّتهم، فإنّ أعمال مَن لم يأخذ من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) لا تكون مورداً للقبول؛ لأنّه لم يأخذها من الطريق الّذي نصبه الله تعالى له.

وقبول الأعمال يعني ترتّبُ الأثر في ميزان الأعمال يوم القيامة، من الحسنات والثواب والدرجات العُلى. وعليه، فإنّ أيَّ عملٍ يقوم به المرء، ما لم يرتّب له أثرٌ يوم الحساب، فلا قيمة له.

وهذا الأمر أكّدته السنّة الشريفة، وأوصى به رسول الله (صّلى الله عليه وآله) قبل رحيله عن هذه الدنيا؛ إذ أمر الأمّة بأن تتمسّك بالثقلين: كتاب الله تعالى والعترة الطاهرة، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيًّا، لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ اللَّهَ بِعَمَلِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، ثُمَّ لَمْ يَأْتِ بِوَلَايَةِ أُولِي الْأَمْرِ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا»[8]، وعن الإمام الحسن بن عليّ (عليهما السلام): «قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله): الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ... وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَنْتَفِعُ عَبْدٌ بِعَمَلِهِ، إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا»[9]، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ عَبْدٍ وَهُوَ يَشُكُّ فِينَا»[10].

حبط الأعمال بغير ولايتهم (عليهم السلام)
وفي المقابل، ثمّة روايات تبيّن عدم قبول الأعمال لمبغضي أمير المؤمنين والأئمّة الأطهار (عليهم السلام)، بل إنّ أعمالهم تُحبط يوم القيامة، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «أَمَا وَاللَّهِ، لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَفَّ قَدَمَيْهِ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ مُصَلِّيًا، وَلَقِيَ اللَّهَ بِبُغْضِكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، لَدَخَلَ النَّارَ»[11]، وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾[12]: «إِذَا أَطَاعُوا اللَّهَ وَأَطَاعُوا الرَّسُولَ، مَا يُبْطِلُ أَعْمَالَهُمْ؟»، قَالَ: «عَدَاوَتُنَا تُبْطِلُ أَعْمَالَهُمْ»[13].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ إِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ، الصَّلَوَاتُ الْمَفْرُوضَاتِ، وَعَنِ الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، وَعَنِ الصِّيَامِ الْمَفْرُوضِ، وَعَنِ الْحَجِّ الْمَفْرُوضِ، وَعَنْ وَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؛ فَإِنْ أَقَرَّ بِوَلَايَتِنَا، ثُمَّ مَاتَ عَلَيْهَا، قُبِلَتْ مِنْهُ صَلَاتُهُ وَصَوْمُهُ وَزَكَاتُهُ وَحَجُّهُ، وَإِنْ لَم يُقِرَّ بِوَلَايَتِنَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ، لَم يَقْبَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ شَيْئًا مِنْ أَعْمَالِهِ»[14].

حبّ الإمام الحسين (عليه السلام)
وللإمام الحسين (عليه السلام) خصوصيّة معيّنة، وحرارة خاصّة في قلوب المؤمنين، لا تبرد أبداً، كما أخبرنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، والّذي تضافرت الروايات الواردة عنه بشأن الإمام الحسين (عليه السلام)، والّتي تُبرِز المكانة الرفيعة له في دنيا الرسالة والأمّة، فقد جاء عنه (صلّى الله عليه وآله): «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا»[15]، وعن الإمام الرضا، عن آبائه (عليهم السلام): «قَالَ رَسُولُ اللِه (صلّى الله عليه وآله): مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْن‏»[16].

زيارة الأربعين
وفي كلّ عامٍ، في العشرين من شهر صفر، يعبّر الموالون عن ارتباطهم العميق بهذا الوليّ الصالح، وبما يمثّله من صراطٍ مستقيم وسفينة نجاة، يعبّرون عن المحبّة والولاء لهذه المسيرة، وذلك عبر صيغةٍ واعيةٍ تمثّل حالةً من حالات الانجذاب إلى الله تعالى؛ إذ إنّ من أعظم مظاهر الارتباط والتعلّق بهذا الإمام العظيم، المداومة على زيارة مقامه الشريف، فإنّ لزيارته (عليه السلام) خصوصيّةً بالغة، وفضلاً عظيماً، وقد أكّدت الروايات والأحاديث ذلك، وحثّت على الالتزام بهذه الزيارة على مرّ الأيّام، بل جعلتها فريضةً على كلّ مؤمنٍ يقرّ بإمامة الحسين (عليه السلام)، فعن الإمام الباقر (عليه السلام): «مُروا شيعتَنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)؛ فإنّ إتيانه مفترضٌ على كلّ مؤمنٍ يقرّ للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله»[17].

ولم تكتفِ الروايات بالحثّ على الزيارة، بل إنّها نهَت عن تركها للمُقتدِر، فقد سُئل الإمام الصادق (عليه السلام): جُعِلتُ فداك! ما تقول في مَن ترك زيارته، وهو يقدر على ذلك؟ قال (عليه السلام): «أقول: إنّه قد عقّ رسولَ الله محمَّداً (صلّى الله عليه وآله)، وعقّنا، واستخفّ بأمرٍ هو له»[18].

وإنّ زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) قد جُعِلَت في العديد المناسبات الإسلاميّة العظيمة، وذُكِرت مفصّلاً في كتب الأدعية، منها في ليالي القدر، وعيدَي الأضحى والفطر، ويوم عرفة... ومن الزيارات المهمّة زيارة الأربعين، فعن الإمام العسكريّ (عليه السلام): «عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ: صَلَاةُ إحدى وخَمْسِينَ، وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ، وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ، وَتَعْفِيرُ الْجَبِينِ، وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»[19].


[1] ابن شعبة الحرّانيّ، تحف العقول عن آل الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ص52.
[2] سورة الشورى، الآية 23.
[3] الشيخ الطوسيّ، الأمالي، ص164.
[4] الثعلبيّ، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، ج8، ص314.
[5] القاضي النعمان المغربيّ، شرح الأخبار، ج3، ص515.
[6] الشيخ الطوسيّ، الأمالي، ص296.
[7] السيّد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج1، ص506.
[8] الشيخ المفيد، الأمالي، ص115.
[9] البرقيّ، المحاسن، ج1، ص61.
[10] الشيخ المفيد، الأمالي، ص3.
[11] الشيخ المفيد، الأمالي، ص253.
[12] سورة محمّد، الآية 33.
[13] الكوفيّ، تفسير فرات الكوفيّ، ص419.
[14] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص328.
[15] الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص127.
[16] ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج3، ص228.
[17] الشيخ المفيد، المقنعة، ص468.
[18] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص246.
[19] السيّد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج3، ص100.

21-08-2024 | 14-29 د | 373 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net