الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1529 18 صفر 1444 هـ - الموافق 15 أيلول 2022م

زيارة قبورهم وفاءٌ بالعهد

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين وآله الطيّبين الطاهرين.

إلى مولانا صاحب العصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء)، وإلى مراجعنا وقادتنا العظام، ولا سيّما وليّ أمر المسلمين الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، وإلى الأمّة الإسلاميّة جمعاء، نرفع أسمى آيات العزاء، بذكرى أربعين الإمام الحسين (عليه السلام).

جاء في الرواية عن الإمام الرضا (عليه السلام): «إنّ لكلّ إمامٍ عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحُسن الأداء، زيارة قبورهم؛ فمن زارهم رغبةً في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمّتُهم شفعاءَهم يوم القيامة»[1].

إنّ زيارة أهل الفضل على الأمم والبشريّة، مضافاً إلى كونها تكريماً لهم في الظاهر، واحتراماً واعترافاً بأياديهم البيضاء، فهي أيضاً تمثّل حالة إدامة الربط والارتباط بهم، وبما يُمثّلون من قِيمٍ ومبادئ، وهي بابٌ للتفاعل الروحيّ والنفسيّ، بما يؤدّي إلى إيقاظ أسمى المعاني الخُلُقيّة الرفيعة.

وهذه الزيارات هي حالة من التجسيد العمليّ، وفاءً للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) وآله الأطهار (عليهم السلام)، وهذا ما عبّرت عنه رواية الإمام الرضا (عليه السلام): «إنّ من تمام الوفاء بالعهد وحُسن الأداء، زيارة قبورهم»[2]؛ إذ إنّها تندب إلى زيارة قبور النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام)، وكان هذا دأب الصالحين والمؤمنين على طول الزمان.

ولمّا كانت كربلاء، قد شهدت تلك الملحمة النادرة في التاريخ الرساليّ، بما حوته من بطولات وتضحيات وقيم وأخلاق، ولكونه (عليه السلام) أحيا دينَ جدِّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأضاء بدمه على نورانيّة أهل البيت (عليهم السلام) وطهارتهم؛ حاز الإمام الحسين (عليه السلام) تلك المنزلة من الشرف والتقديس، وألبس الزمان الذي استشهد فيه، والمكان الذي ثوى فيه، قدسيّةً وشرفاً خاصَّين، ليصبح مرقده الشريف مهوى الأفئدة، وقبلة القلوب، فغدَت قلوب الناس أسيرة مشهده، تهوي إليه كما تهوي إلى البيت العتيق.

ولقد كان لأهل البيت (عليهم السلام) الدور البارز في التوجيه والحثّ على زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام)، ولو عن بعد، فهذا ابن عبّاس ينقل عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال له: «يابن عبّاس، من زاره عارفاً بحقّه، كُتِب له ثواب ألف حجّة وألف عمرة، ألا ومن زاره فكأنّما زارني، ومن زارني فكأنّما قد زار الله، وحقّ الزائر على الله ألّا يعذّبه بالنار»[3].

واستمر الأئمّة (عليهم السلام) يحثّون الشيعة على زيارته (عليه السلام)، إذ يُنقَل عن الإمام الباقر (عليه السلام): «مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)؛ فإنّ إتيانه مفترضٌ على كلّ مؤمن يُقرُّ للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عزَّ وجلَّ»[4].

فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)
ورد في ما رُوي عن أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) الكثير من وصف فضل زيارته (عليه السلام) وثوابها، نذكر منها:

1. تزيد في العمر والرزق: عن الإمام الباقر (عليه السلام): «مُروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)؛ فإنّ إتيانه يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع مدافع السوء...»[5].

2. الأمن يوم القيامة: عن الإمام الصادق (عليه السلام): «من أتى قبرَ الحسين (عليه السلام) تشوّقاً إليه، كتبه الله من الآمنين يوم القيامة، وأُعطي كتابه بيمينه، وكان تحت لواء الحسين (عليه السلام) حتّى يدخل الجنّة، فيُسكنه في درجته، إنّ الله عزيز حكيم»[6].

3. غفران الذنوب: عن الإمام الكاظم (عليه السلام): «أدنى ما يُثاب به زائر الحسين (عليه السلام) بشاطئ الفرات، إذا عرف حقّه وحرمته وولايته، أن يُغفر ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر»[7].

هذا مضافاً إلى ما ذكرته الروايات من أنّ زيارته (عليه السلام) تعدل الحجّ والعمرة والجهاد، وتخفّف الحسابِ، وتورثُ ارتفاع الدرجات، وإجابة الدعوات، وقضاء الحاجات، ورفع الهموم، وتهوين سكرات الموت، وتُذهب بهول القبر...

المعصوم (عليه السلام) يدعو للزائرين
ويكفي أنّ بعض الروايات ذكرت استقبال الملائكة للزوّار قادمين، ومشايعتهم لهم عائدين، وأنّ الأنبياء والأوصياء والأئمّة والملائكة يزورون الحسين (عليه السلام)، ويدعون لزوّاره، ويبشّرونهم.

عن معاوية بن وهب، قال: دخلت على الصادق (عليه السلام)، وهو في مصلّاه، فجلست حتّى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربّه، ويقول: «يا من خصّنا بالكرامة، ووعَدَنا الشفاعة، وحمّلنا الرسالة، وجَعَلنا ورثة الأنبياء»، إلى أن يقول (عليه السلام): «فكافِهم عنّا بالرضوان، واكلأهم[8] بالليل والنهار... وأعطِهم أفضل ما أمَّلوا منك في غربتهم... فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلّبت على قبر أبي عبد الله (عليه السلام)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمةً لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهمّ إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش»[9].

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء ويوم الأربعين
لا تكاد تخلو مناسبة من المناسبات الدينيّة، إلّا ويُستحبّ فيها زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، منها زيارته في النصف من رجب والنصف من شعبان وفي ليالي القدر ويوم الفطر ويوم الأضحى، مضافاً إلى استحباب زيارته مطلقاً في أيّ زمان ومكان، ولعلّ من أهمّ أوقات الزيارة، زيارته حيث يجتمع الزمان مع المكان؛ بمعنى زيارته (عليه السلام) في كربلاء يوم العاشر من المحرّم، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): «من زار قبر الحسين بن عليّ (عليه السلام) في يوم عاشوراء، حتّى يظلّ عنده باكياً، لقي الله عزَّ وجلَّ يوم يلقاه، بثواب ألفي حجّة، وألفي عمرة، وألفي غزوة، كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومع الأئمّة الراشدين»[10].

ومن الزيارات زيارة الأربعين، يوم العشرين من صفر، فعن الإمام العسكريّ (عليه السلام): «علامات المؤمن خمس، صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم»[11].

الزيارة في كلّ زمان ومن كلّ مكان
رُوي أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) سُئل عن زيارة الإمام الحسين (عليه السلام): ألها وقت أفضل من غيره؟ فقال (عليه السلام): «زوروه في كلّ وقت، وفي كلّ حين؛ فإنّ زيارته خير موضوع، فمن استكثر منها، فقد استكثر من الخير، ومن قلَّل، قلَّل له، وتحرَّوا بزيارتكم الأوقات الشريفة، فإنّ الأعمال فيها مضاعفة»[12].

وعن زيارته (عليه السلام) من كلّ مكان، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا بعُدت بأحدكم الشقّة، ونأت به الدار، فليعلُ أعلى منزله، فيصلّي ركعتين، وليوميء بالسلام إلى قبورنا، فإنّ ذلك يصير إلينا»[13].

اللهمّ، ارزقنا في الدنيا زيارته، وفي الآخرة شفاعته، واحشرنا مع جدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، وعجّل فرج الطالب بثأره من آل محمّد (عليهم السلام)، والحمد لله ربّ العالمين.


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏4، ص567.
[2] المصدر نفسه.
[3] الخزّاز الرازيّ، كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر، ص17.
[4] ابن قولويه القمّيّ، كامل الزيارات، ص121.
[5] المصدر نفسه، ص151.
[6] المصدر نفسه، ص142.
[7] المصدر نفسه، ص153.
[8] كلأه الله: حفظه وصانه.
[9] الشيخ الصدوق، ‏ثواب الأعمال وعقاب الأعمال‏، ص95.
[10] الشيخ الطوسيّ، مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد‏، ج‏2، ص772.
[11] السيّد ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج‏3، ص100.
[12] الحرّ العامليّ، هداية الأمّة إلى أحكام الأئمّة (عليهم السلام)، ج5، ص487.
[13] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏4، ص587.
 

15-09-2022 | 11-27 د | 851 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net