الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1467 27 ذو القعدة 1442 هـ - الموافق 08 تموز 2021م

أهمّيّة العاطفة في بناء أسرة سليمة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

أيّها الأحبّة،
لطالما يسعى الكثيرون في تأمين كلّ ما يلزم الأسرة من حاجيّات ومادّيّات تقع في سبيل رفاهيتها وعيشها الكريم، وإنّ هذا أمر مشروع ومحبّب عند الله -سبحانه-، بل قد أجزل الفضل لمن يجهد في سبيل ذلك، كما عن الإمام الصادق (عليه السلام): «الكادّ على عياله من حلال، كالمجاهد في سبيل الله»[1].

وإن كان لذلك من الفضل ما له، إلّا أنّه لا يقع في مرتبة الجانب العاطفيّ الذي ينبغي أن يكون عليه الآباء تّجاه أبنائهم وبناتهم؛ فإنّ لهذا الجانب أثراً عظيماً في بناء شخصيّة الأبناء وتقويم ما في داخلهم، وتوجيه قلوبهم ونفوسهم إلى الاتّزان والاستقامة؛ ذلك أنّ القلب والجانب العاطفيّ عند الإنسان هو أساس توجّهه في هذه الحياة، إذ يميل إلى ما يُشبِع هذه النّفس بالحبّ والمودّة والمعنويّات، وهذا أمر فطريّ زرعه الله -تعالى-  في النّفس البشريّة.

من هنا، أولى الإسلام اهتماماً عظيماً بالجانب العاطفيّ في عمليّة التربية، وحدّد الأسلوب السليم في سبيل ذلك، وأنّه ينبغي أن ينشأ من منطلق عاطفيّ كي يكون له الثمرة المرجوّة.

في العلاقة مع الأبناء
ثمّة العديد من الأحاديث الواردة عن المعصومين (عليهم السلام)، ترشدنا إلى الأسلوب الأنجح في التعامل مع الأبناء، منها:

1. إظهار الحبّ والوفاء بالوعد
عن الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه واله): «أحبّوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم؛ فإنّهم لا يدرون إلّا أنّكم ترزقونهم»[2].
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال موسى (عليه السلام): يا ربّ، أيّ الأعمال أفضل عندك؟ قال: حبّ الأطفال، فإنّي فطرتهم على توحيدي، فإن أمتّهم أدخلتهم جنّتي برحمتي»[3].

ومن أساليب إظهار الحبّ والعاطفة:
أ. الملاطفة
يُروى أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان «إذا أصبح مسح على رؤوس وُلده ووُلد ولده»[4].

ب. احتضان الولد
عن الإمام عليّ (عليه السلام) يحدّثنا كيف كانت معاملة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) له وهو طفل: «وضعنِي فِي حِجْرِهِ وأنا وليدٌ، يَضُمُّنِي إلى صدرِه»[5].

ج. التقبيل
عن الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه واله): «أكثروا من قبلة أولادكم؛ فإنّ لكم بكلّ قبلة درجة في الجنّة؛ مسيرة خمسمئة عام»[6].

د. ملاعبة الأولاد
عن الإمام عليّ (عليه السلام): «من كان له ولد، صبا»[7].
ويروى أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان يلاعب الإمامين الحسن والحسين (عليهما السلام) في طفولتهما، عن جابر قال: دخلتُ على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والحسن والحسين (عليهما السلام) على ظهره، وهو يجثو لهما ويقول: «نِعْمَ الجمل جملكما! ونِعْمَ العدلان أنتما!»[8].

هـ. الإنصاف
عن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه واله) أنّه قال: «اعدلوا بين أولادكم كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البرّ واللّطف»[9].

2. تخصيص البنات
نلاحظ في بعض ما ورد عن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، أنّ ثمّة تخصيصاً للبنات عن غيرهنّ في ما يتعلّق بمعاملة الأولاد؛ وذلك لما تحمله البنات من رقّة ولين، ما ينبغي عنده مراعاة مشاعرهنّ وأحاسيسهنّ بشكل دقيق، وهذا في الواقع يدخل ضمن الضرورات التي لا بدّ للآباء والأمهات من مراعاتها في العمليّة التربويّة، عن النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور»[10].

في العلاقة بين الزوجين
قال الله -تعالى-: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾[11].

إنّ العلاقة بين الزوجين، جزء أساس في العمليّة التربويّة للأسرة؛ ولهذا فقد وضع الإسلام العديد من الضوابط الأخلاقيّة والشرعيّة والسلوكيّة، التي ينبغي التقيّد بها في العلاقة بينهما، ومن ذلك إضفاء الجوّ العاطفيّ بين الطرفين؛ لما في ذلك من آثار إيجابيّة، تسهم في دواميّة العلقة الزوجيّة واستمرارها بشكل سليم.

من ذلك:
عن الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «قول الرّجل للمرأة: إنّي أحبّك، لا يذهب من قلبها أبداً»[12].

عن الإمام الصادق (عليه السلام): «ولا غنى بالزوجة في ما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال... وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه»[13].

جاء رجل إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال له: إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت لي: ما يهمّك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّل لك به غيرك، وإن كنت تهتمّ لأمر آخرتك فزادك الله همّاً، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «إنّ لله عمّالاً، وهذه من عمّاله، لها نصف أجر الشهيد»[14].

شهادة الإمام محمّد الجواد (عليه السلام)
في التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة 220 هجريّة، ذكرى شهادة الإمام الجواد (عليه السلام)، فإلى صاحب الزمان الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه)، وإلى الإمام الخامنئيّ المفدّى (دام ظلّه)، وإلى الأمّة الإسلاميّة جمعاء، نرفع أسمى آيات العزاء بهذه المناسبة الأليمة، سائلين المولى العليّ القدير أن يمنّ علينا بالثبات على ولاية الأطهار (عليهم السلام) والسير على خطاهم المباركة.


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج5، ص88.
[2] المصدر نفسه، ج6، ص49.
[3] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج101، ص97.
[4] المصدر نفسه، ج101، ص99.
[5] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص300.
[6] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج101، ص92.
[7] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج6، ص50.
[8] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج43، ص285.
[9] المصدر نفسه، ج 101، ص92.
[10] المصدر نفسه، ج 101، ص69.
[11] سورة الرّوم، الآية 21.
[12] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج5، ص569.
[13] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج75، ص237.
[14] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج3، ص389.

07-07-2021 | 15-41 د | 1155 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net