الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب-السنة العشرون العدد 1067-محرم 1435 هـ-06 تشرين الثاني 2013 م
أهداف الإحياء الحسيني

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
مقدمة
لابدّ من حرارة مؤججة في النفوس
الإحياء الحسيني إصلاح لخط النبوة
تلازم الدمعة والفكرة ضروري
التفاعل بين النهضة الحسينية واحياؤها

الهدف
بيان الأهداف من إحياء النهضة الحسينية على مرّ التاريخ.

تصدير الموضوع:
"والله لا أفارق الطريق الأعظم حتى يقضي الله ما هو قاض".
(الإمام الحسين عليه السلام )

مقدمــة:
الارتباط بين اهداف الإحياء الحسيني والثورة الحسينية نفسها ارتباط وثيق, وكذلك الارتباط بين الأعمال المسنونة كالبكاء والتباكي والزيارات القريبة والبعيدة من ضريح الامام الحسين عليه السلام وبين الأهداف هو ارتباط من قبيل المقدمة الموصلة الى ذي المقدمة.

انّ التعاقب لإرسال الرسل والانبياء عليه السلام تأريخياً لأمرين هما:
-التصديق بالرسالة السابقة
- والتبشير بالنبوة اللاحقة

وهذه النبوة المصدّقة والمبشّرة لها دور مهم و رئيسي هو اصلاح الفساد الذي عاثه ويعيثه الصناديد من خصوم الأنبياء وأعداء الرسالات وبعبارة اخرى فان التهديدات التي تواجه نهج الهداية الإلهية للإنسان على طول التاريخ مواجهة من قبل الانبياء عليهم السلام ومن آمن بهم، اذن فهم ضمانة لعدم الانحراف في خط الرسالات، ويعملون على اصلاح الفساد اللاحق بهذا الخط .

وبما انّ النبي محمد صلى الله عليه واله هو خاتم الأنبياء وانه لانبيَّ بعده فضمانة الخط من الانحراف والعامل الاساسي في اصلاح الفساد - اللاحق به - عبر الأوصياء لرسوله صلوات الله عليهم، وأعظم عملية اصلاح قد جرت على يدي الامام الحسين عليه السلام في كربلاء ويعود ذلك الى ان أخطر عملية فساد وإفساد وانحراف أصاب الخط واتباعه في ذلك الظرف، ولابدّ من كون مواجهة الفساد والانحراف بحجمها وزيادة لتأمين الضمانة وتحقيق سلامة خط الرسالة، وربما يقال بأنّ حجم التضحيات التي تُقدّم من قبل الرساليين يكشف لنا عن حجم التهديدات والانحراف، وهذا هو الواقع الذي عاش فيه الامام الحسين عليه السلام ، واما في فترة الغيبة الكبرى التي تعيش فيه الأمة التي لم تلحق بنبيّها وغاب عنها إمامها، والحال ان الفساد منتشر وان التهديد بالانحراف قائم فيأتي السؤال: ماهي العوامل التي تضمن سلامة النهج من الانحراف وتعمل على ازالة الفسادومواجهة التهديدات؟

فيأتي الحديث حينها عن السيرة المباركة للامام الحسين عليه السلام والدور الفعّال والمؤثر لهذه السيرة في حفظ النهج تشكل اهم العوامل في ضمانته من الانحراف. والدليل عليه من الواقع العملي ماعبّر عنه الامام المقدس روح الله الموسوي الخميني{ وبعد الانجاز الضخم الذي قام به، فيقول: ان كل ماعندنا من عاشوراء.

لابد من حرارة مؤججة في النفوس
انّ عامل الزمان كفيل بتبديل ثقافة البشر من حالة الى اخرى وكذلك يساهم في عملية النسيان ومحو الذاكرة للناس، ولتحصين العقول والنفوس من العامل المذكور فلا بدّ من وجود قضية تكون مصدراً للحرارة لا تبرد ابداً, وبالتالي ترفض النفوس الخنوع والتكاسل والتردد وتبقى روح الاقدام والتضحية متوهجة, وهنا ندرك ان القضية الوحيدة التي هي اكسير النفوس والارواح والعقول هي قضية التضحيات الحسينية، وقد عبّر عن هذه الحقيقة النبي الاكرم صلى الله عليه واله حينما قال صلى الله عليه واله : "ان لقتل الحسين عليه السلام حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد ابدا".

الاحياء الحسيني اصلاح لخط النبوة .

روي عن الحسن البصري انه قال: اربع خصال كنّ في معاوية، ولو لم تكن فيه الا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى اخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه بعده ابنه سكيراً، خميراً، يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زياداً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله :"الولد للفراش، وللعاهر الحجر"1، وقتله حجراً وأصحاب حجر فيا ويلاً له من حجر !ويا ويلاً له من حجر وأصحاب حجر".

فأخطر عملية ارتداد بدأت في عهد معاوية، واكبر عملية تضليل اعلامي وحرب نفسية نجد بدايتها حينما تربع معاوية على كرسي الخلافة الاسلامية وتجسدت بسبِّ أمير المؤمنين عليه السلام على منابر المسلمين واستمرت لتسعة وستين سنة وحين آل الأمر الى يزيد إذ أوكلت اليه المهمة الأكبر وهي تشويه صورة النبي صلى الله عليه واله في عقول المسلمين وازالة حبه من قلوبهم ونفوسهم فينقل في التاريخ انه حصل لقاء بين المغيرة بن شعبة الذي تولى إمارة الكوفة وبين معاوية بعد شهادة الامام الحسن المجتبى عليه السلام فقال المغيرة له: "لقد ظفرت يا معاوية ببني هاشم وآلَ الملك اليك، واخذهما الحديث زهو الانتصار ...رفع المؤذن صوته بلا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله ...ثار معاوية مغضباً وضرب صدر المغيرة وقال له:يا مغيرة انت تسخر مني، هذا المُلك الذي لا يُبلى، (اللات والعزى) ساعمل على محو هذا الاسم، ثم اوكل المهمة الى ولده يزيد ولذا نجد هذا الأخير قام وعلى مدار ثلاث سنوات متوالية حيث انه بادئ الامر قتل الحسين عليه السلام ثم حرق المدينة المنورة واستباحتها لجيشه ثم عمد الى قصف الكعبة الشريفة بالمناجيق".

وقد عبّر عن حقيقة التهديد وخطورة الانحراف مانقل عن عبدالله بن حنظلة غسيل الملائكة "والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء، إن رجلاً ينكح الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر، ويدع الصلاة ... والله لو لم يكن معي احد من الناس لأبليت الله فيه بلاءً حسناً"2.

فان قيام الامام الحسين عليه السلام بثورته والتضحيات العظيمة التي قدمها انما كان للوقوف امام هذه الحركة الاموية الارتدادية وقد عبر عن هذه الحقيقة حينما قال:"اني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد صلى الله عليه واله ".
من جملة الأهداف الكبرى لاحياء القضية الحسينية هو الحفاظ على حركة الاصلاح في امة النبي صلى الله عليه واله ، ويمكن القول ان الاحياء العاشورائي هو صرخة مستمرة وجهد دائم ومتواصل لعملية الاصلاح لكل فساد وتقويم لكل اعوجاج يصيب أمة النبي محمد صلى الله عليه واله حتى ينتهي الامر الى صاحب الامر عجل الله فرجه الشريف .

تلازم الدمعة والفكرة ضروري:
ان الدموع التي تذرفها العيون على الحسين عليه السلام ومصابه لهو تعبير صادق عن عاطفة حارة متوهجةفي النفوس ومتّقدة في القلوب، اذ من دون توهج العواطف والمشاعر تنطفئ قضايا كبيرة ومصيرية وفي هذا السياق تأتي دعوة النبي صلى الله عليه واله - بعد شهادة الحمزة بن عبد المطلب- النساء الى اقامة مجالس البكاء والحزن عليه فكيف اذا كانت الحادثة هي قتل الامام الحسين عليه السلام مظلوماً غريباً عطشاناً؟! ومنه يتبين لنا فلسفة بكاء النبي صلى الله عليه واله على ولده وهو في ايامه الأولى وكذلك نفهم تقديم جبرائيل التعزية للنبي محمد صلى الله عليه واله بولده الحسين عليه السلام حين ولادته، وهكذا فاننا نفقه ماورد عنهم من التاكيد على البكاء او حتى التباكي الذي يحطّ الذنوب العظام كما عن الامام الرضا عليه السلام :"على مثل الحسين فليبك الباكون".

واما الفكرة التي تزيل الشك والشبهة عن العقول وتبين حقيقة الوقائع والكرامات وتدخلها الى دائرة الامكان كالقضية التي نقلها المؤرخون في كتبهم وهي: "مكث الناس شهرين، بعد عاشوراء، كانما تلطّخ الحوائط بالدماء، ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع"3.

فالتلازم بين الوعي والاحاطة بالقضية الحسينية من جهة وتأجيج نيران الاحاسيس والعواطف من جهة اخرى ضمان لديمومة حركة الامة وللبذل والعطاء من دون حساب مطلقاً والشاهد الحي على ذلك اليوم هو المقاومة وتضحياتها ووعي ابنائها حيث ان هذا التلازم قدتجسد واقعاً ملموساً اذ أنّ شرارة المقاومة في الجنوب ضد اسرائيل انطلقت من ساحة سيّد الشهداء عام( 1983م) يوم العاشر من المحرم ...حيث يحتفي ابناء الجنوب بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام ...ففي هذا اليوم المفعم بحرارة الايمان ومحبة الحسين عليه السلام تفجر غضب هؤلاء الشباب الحسيني حينما لمحوا حافلات العدو الصهيوني تشق صفوف المحتفلين فلم يتمالكوا من ان ينثالوا عليها بسيوفهم واضرموا النار بحافلاته، وامتد الغضب الى الجماهير المحتشدة وكان يوماً مشهوداً سجّل عبر هذه الوثبة الحسينية الجريئة من إباء أبي الأحرار الامام الحسين عليه السلام شرارة المقاومة ضد العدو الصهيوني الغاشم واضفى عليها هذا اليوم العظيم البركة فراحت تتنامى وتتصاعد حتى كتب النصر المؤزر، ومن الملفت للنظر وكريم الصدف ان هذا النصر المبين جاء يوم اربعين الامام الحسين عليه السلام عام 2000 م فكانت البداية والنهاية محاطة ببركة وعناية الامام الحسين عليه السلام4 .

التفاعل بين النهضة الحسينية واحيائها:
الامام الحسين عليه السلام وهو في طريقه من مكة الى كربلاء قال بعض أهل بيته: لو تنكبت الطريق كما فعل ابن الزبير، قال: "والله لا افارق الطريق الاعظم، حتى يقضي الله ماهو قاض". هذا الطريق الاعظم هو منهج الانبياء والرسل من لدن آدم حتى خاتمهم صلى الله عليه واله ومحال من مثل الحسين عليه السلام ان يتنكب عنه او يحيد فهو الوارث لهم وهو الضامن لسلامته حتى تقوم الساعة ، وبما ان ثمن الحفاظ عليه هو دماؤه الزاكية جاد بها طوعاً ثم استحال دمه نفوساً أبيّة وأنوفاً حمية في حركة دائمة مستمرة لصون منجزات كربلاء وتحصين الاحكام من الضياع وهكذا فانه يتولد من نهضته الشريفة ومن احيائها من قبل محبيه ما كان يؤديه الأنبياء من دور جسيم ومهمة عظيمة الا وهو اداء الرسالة الالهية الى أقوامهم ثم الحفاظ عليها من الانحراف او الفساد.


1 - الكامل: ج3-ص 487
2 - طبقات ابن سعد: ج5-ص65 وسير اعلام النبلاء: ج3- وابو الشهداء ص50 والعلايلي ص 63.
3- تاريخ الطبري: ج5- ص 455 والكامل لابن الاثير: ج4- ص80 .
4- مجلة المنبر الحسيني –العدد الثاني 0محرم 1422 آذار 2001)

07-11-2013 | 12-27 د | 2821 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net