الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة العشرون - العدد:991- 30 جمادى الثانية 1433هـ الموافق 22 أيار 2012م
من وصايا الإمام علي الهادي عليه السلام (المعاملة بالمثل)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل




محاور الموضوع ألرئيسة:
1- تربية أهل البيت عليهم السلام لأتباعهم ولغيرهم في أمور الدين والدنيا.
2- لا يتوقع الانسان الصفاء ممن آذاه.
3- لا تتوقع الوفاء من إنسان كنت قد غدرت به سابقاً.
4- لا تتوقع أن ينصحك من أسأت ظنك به.
5- تعرف المودة بين الناس بما تكنه قلوبهم لبعضهم البعض.

الهدف:
بيان الأسلوب الأفضل في التعامل مع الناس، والقاعدة الاجتماعية الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بأن الآخرين يعاملونك كما تعاملهم.

تصدير الموضوع:
عن الامام علي الهادي عليه السلام أنه قال للمتوكل في جواب كلام دار بينهما: "لا تطلب الصفاء ممن كَدّرت عليه، ولا الوفاء ممن غَدرت به، ولا النُصحَ ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك [ لك ] كقلبك له"1.

مقدمة

من النعم الالهية التي نالها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، أن الله عز وجل هداهم إلى المصدر الذي يرجعون إليه ليكون وسيلة لهم للتعرف إلى معالم دينهم، وهم الأئمة عليهم السلام، فمنهم يتلقّى المؤمن ما فيه نفعه في دنياه وآخرته.

وكما اهتم الأئمة عليهم السلام بتربية أصحابهم على الإيمان والتقوى والعمل الصالح وعلى إصلاح العلاقة بينهم وبين ربهم كذلك اهتموا عليهم السلام بتربية أصحابهم على الأخلاق الحسنة في التعامل مع محيطهم ومع الناس من حولهم، أي على إصلاح العلاقة بينهم وبين سائر الناس.

فتضمنت وصايا الأئمة عليهم السلام القواعد التي ينبغي أن تحكم العلاقات الاجتماعية، لتسير على أساسها وهي بذلك تحفظ دوامها وبقاءها واستمرارها وسيرها نحو الهدف المنشود.

ومن هذه المواعظ ما يتضمن الحكمة مع بيان القاعدة، فالامام يعطي الموعظة، ويضمنها الدليل والحكمة، بما يوجب إقناع الآخرين وتسليمهم لكلام الإمام، لأن القلب يلين للحكمة.

الموعظة لكل أحد
وكانت سيرة الأئمة عليهم السلام توجيه النصح والحكمة والموعظة للناس جمعيا، من مواليهم أو من أعدائهم، صغارا وكباراً، سواء أكانوا من أصحاب السلطة والمال والجاه والنفوذ، أم من سائر الناس، وبهذا كان الإمام الهادي عليه السلام يوجه وعظه ونصيحته وإرشاده حتى إلى المتولي على السلطة، والمستولي على الخلافة في ذلك الزمان أي المتوكل العباسي، وهو المعروف بالقسوة والشدة والظلم والبطش، يريد الامام الهادي عليه السلام بوعظه أن يحدَّ من ظلمه للناس، واضطهاده لهم.

المعاملة بالمثل
عنوان موعظة الامام الهادي عليه السلام الأساس هو في مبدأ المعاملة بالمثل، فيجب أن تعامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك، ولا تطلب من شخص أن يعاملك بالحسنى وأنت تُسيء إليه، او أن يعتني بك وأن لا توليه أي اهتمام.

1- لا تطلب الصفاء ممن كَدّرت عليه
طبع هذا الإنسان أن يبادل الإساءة بالإساءة، نعم يجب على الإنسان أن يتغلّب على هذا الطبع بأن يسعى للتخلق بخلق العفو عمن ظلمه والتجاوز عن الإساءة، ولكن هذا لا يرفع عنه الظلم الذي يتعرض له، والأذى الذي يلحق به.

ليس من حقك أن تطلب ممن أسأت له مادياً او معنوياً أن يبادل إساءتك بالإحسان، وأن تلومه إن لم يحسن إليك، أو إن أعرض عنك، فأنت لم تكن معه كما تريده أن يكون معك.

إذاً لك الحق في أن تطلب من الآخرين ما تعطيهم، لا أن تمنعهم الشيء ثم تطالبهم بمثله.

2- ولا الوفاء ممن غدرت به
الغدر صفة الخائن العاجز، الذي لا يجد وسيلة للوصول إلى مآربه إلا من خلال الخيانة، ولذا كان الغدر صفة اللئام بل وأقبح الخيانة، كما ورد وصف الأئمة له بذلك.

وهنا يشير الامام عليه السلام إلى أن الشخص الذي يلجأ إلى الغدر ليس له أن يتوقع من الآخرين الوفاء له، وهذا لا يعني إطلاقا أن الامام عليه السلام يحثّ الآخرين على الغدر، او يشجعهم عليه، أو يبرر لهم ذلك، لأن الغدر قبيح سواء صدر إبتداءاً او كردة فعل، ولكن عادة الناس أن تبادل من يغدر بعدم الوفاء.

إن الذي يقع في الغدر هو الذي يفتح الباب أمام مبادلة الآخرين له بذلك، فعليه أن يلوم نفسه، وأن يعلم عاقبة فعله، فإنه إن صدر الغدر منه اليوم قد يقع الغدر عليه في الغد.

3- ولا النصح فيمن صرفت سوء ظنك إليه
مهما بلغ الإنسان من الكمال العلمي ومن التجربة الحياتية فإنه لا يستغني عن نصيحة من حوله، إذ قد تخفى عليه بعض الأمور فيتخذ القرار غير الصائب، بل ما هو متعارف في زماننا من جعل الحكام وأصحاب المناصب العليا مستشارين حولهم إنما هو للاستنصاح منهم، فليست النصيحة عيبا يجب أن يتجنبه الإنسان، بل هو أمر ممدوح حثت عليه روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام، وحثت على الاستماع إلى النصيحة والقبول بها، فقد ورد عن الامام علي عليه السلام: "طوبى لمن أطاع ناصحاً يهديه، وتجنب غاويا يرديه"2.

ولكن عندما تطلب النصيحة من أحد فعليك أن تحسن اختيار من تطلب نصيحته، فكما لا ينبغي أن تختار من لا يكون حاسداً لأن الحاسد لا يريد لك الخير، بل يتمنى النعمة له دونك، وكما لا تطلب النصيحة من الجاهل لأنه يرديك وهو لا يدري، فكذلك لا تطلب النصيحة من شخص لديك سوء ظن به، في كونه يريد الخير لك أو لا يريده.

حقّ الناصح
إنّ للناصح حقوقاً على المستنصح لا ينبغي أن يتجاوزها وقد وردت في رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام قال: "حق الناصح أن تلين له جناحك، وتصغي إليه بسمعك، فإن أتى الصواب، حمدت الله عز وجل، وإن لم يوافق رحمته، ولم تتهمه وعلمت أنه أخطأ، ولم تؤاخذه بذلك"3، فالناصح قد يصيب وقد يخطئ وليس لك أن تتهمه بشيء إذا أخطأ فتظن أنه لا يريد لك الخير، او أنه غشّك في نصيحته لك.

وكثيرا ما يحصل من الانسان إساءة الظن بالناصح إذا لم تكن النصيحة موافقة لهواه او كانت مخالفة لرغباته، فيتجه تبريراً لمخالفة النصيحة بأن هذا الشخص لا يريد الخير لي، وقد حذرت الرواية عن الامام الباقر عليه السلام من ذلك حيث يقول عليه السلام: "اتبع من يبكيك وهو لك ناصح، ولا تتبع من يضحكك وهو لك غاش"4.

ولذا ورد أيضا عن أئمة أهل البيت عليهم السلام حثّ الناصح أن يصدق في نصيحته وأن لا يرى حَرَجاً في أن يكون صريحاً في نصيحته وإن خالفت رغبة طالب النصيحة فقد ورد عن الامام علي عليه السلام: "مرارة النصح أنفع من حلاوة الغش"5.

القاعدة العامة: قلب غيرك لك كقلبك له
كما أن معاملة الناس مع بعضهم البعض تعتمد المقابلة بالمثل، كذلك القلوب، فإنها تقبل بالمحبة لمن أحبها، وتبتعد مبغضة او بغير اهتمام ممن أبغضها أو لم يهتم بها.

فالمودة بين الناس تعرف بما تضمره قلوبهم لبعضها البعض، وقد ورد عن صالح بن حكم: سمعت رجلاً يسأل أبا عبد الله عليه السلام فقال: الرجل يقول: إني أودك فكيف أعلم أنه يودني؟ فقال عليه السلام: "امتحن قلبك فإن كنت تودّه فإنه يودك"6.

وفي رواية أخرى عن عبيد الله بن إسحاق المدائني: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: إن الرجل من عرض الناس يلقاني فيحلف بالله أنه يحبني فأحلف بالله إنه لصادق؟ فقال عليه السلام: "امتحن قلبك فإن كنت تحبه فاحلف وإلا فلا".


1- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 71 ص 181
2- عيون الحكم والمواعظ - علي بن محمد الليثي الواسطي - ص 313
3- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 71 ص 19
4- الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 ص 638
5- عيون الحكم والمواعظ - علي بن محمد الليثي الواسطي - ص 489
6- الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 ص 652

28-05-2012 | 01-56 د | 3656 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net