الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1666 01 ذو القعدة 1446 هـ - الموافق 29 نيسان 2025م

مهلاً عن معاصي الله

كريمةُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في مراسم عزاء ذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام)بيان الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) إثر الحادثة التي تعرّض لها ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عبّاساجتناب الذنوب أهمّ الأعمالمراقبات

العدد 1665 23 شوال 1446 هـ - الموافق 22 نيسان 2025م

هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ

فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع كبار مسؤولي السلطات الثلاث في البلادالبصيرة تحتاج إلى عزم وإرادة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المداومةَ المداومةَ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «الْمُدَاوَمَةَ الْمُدَاوَمَةَ! فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِعَمَلِ الْمُؤْمِنِينَ غَايَةً إِلَّا الْمَوْتَ»[1].

تعظمُ هِممُ أهلِ الإيمانِ، ويشتدُّ عزمُهُم في شهرِ رمضانَ على العملِ الصالحِ، والمواظبةِ على القيامِ بالواجباتِ ومراعاةِ آدابِها وشروطِها، وكذلكَ على فعلِ المستحبّاتِ وتلاوةِ الكتابِ الكريمِ، ولكنْ لا بدَّ منَ الحذرِ منْ فتورِ الهممِ بعدَ الشهرِ الكريمِ؛ لذا يؤكِّدُ الإمامُ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام) في هذا الحديثِ الاستمراريّةَ والمحافظةَ على النشاطِ في العباداتِ والطاعاتِ.

وعنِ الإمامِ الباقرِ (عليه السلام): «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ، وَإِنْ قَلَّ»[2].

وهذا يحصلُ بجعلِ العملِ الصالحِ عادةً تسيرُ عليها نفسُ الإنسانِ، ويعلِّمُنا الإمامُ الباقرُ (عليه السلام) في حديثٍ آخرَ كيفيّةَ ذلكَ، في ما رُويَ عنهُ أنّهُ كانَ يقولُ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَدُومَ عَلَى الْعَمَلِ إِذَا عَوَّدَتْنِي نَفْسِي، وَإِنْ فَاتَنِي مِنَ اللَّيْلِ قَضَيْتُهُ مِنَ النَّهَارِ، وَإِنْ فَاتَنِي مِنَ النَّهَارِ قَضَيْتُهُ بِاللَّيْلِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دِيمَ عَلَيْهَا»[3].

وفي الحديثِ عنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) توصيةٌ بأنْ يكونَ الاستمرارُ عليهِ مدّةَ سنةٍ، فقدْ رُويَ عنهُ (عليه السلام): «إِذَا كَانَ الرَّجُلُ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَدُمْ عَلَيْهِ سَنَةً، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ إِلَى غَيْرِهِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ يَكُونُ فِيهَا فِي عَامِهِ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ»[4].

ومِنْ أعظمِ ما أوصى بهِ أهلُ البيتِ (عليهم السلام) شيعتَهُم، المواظبةُ على العملِ الصالحِ، وهيَ وصيّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ في كتابِهِ الكريمِ، وأكّدَتِ التعاليمُ الواردةُ عنهُم (عليهم السلام) العنايةَ التامّةَ بذلكَ؛ لأنّهُ رفيقُ الإنسانِ في سفرِهِ ورحلةِ الآخرةِ المُنتظَرةِ، وفي الحديثِ المرويِّ عنْ أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «إِنَّ ابْنَ آدَمَ إِذَا كَانَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ، وَوَلَدُهُ، وَعَمَلُهُ، فَيَلْتَفِتُ إِلَى مَالِهِ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ عَلَيْكَ حَرِيصاً شَحِيحاً، فَمَا لِي عِنْدَكَ؟ فَيَقُولُ: خُذْ مِنِّي كَفَنَكَ.

قَالَ: فَيَلْتَفِتُ إِلَى وَلَدِهِ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ لَكُمْ مُحِبّاً، وَإِنِّي كُنْتُ عَلَيْكُمْ مُحَامِياً، فَمَا ذَا لِي عِنْدَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نُؤَدِّيكَ إِلَى حُفْرَتِكَ نُوَارِيكَ فِيهَا.

قَالَ: فَيَلْتَفِتُ إِلَى عَمَلِهِ، فَيَقُولُ: وَاللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ فِيكَ لَزَاهِداً، وَإِنْ كُنْتَ عَلَيَّ لَثَقِيلًا، فَمَا ذَا عِنْدَكَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا قَرِينُكَ فِي قَبْرِكَ، وَيَوْمِ نَشْرِكَ، حَتَّى أُعْرَضَ أَنَا وَأَنْتَ‏ عَلَى رَبِّكَ.

قَالَ: فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ وَلِيّاً، أَتَاهُ أَطْيَبَ النَّاسِ رِيحاً، وَأَحْسَنَهُمْ مَنْظَراً وَأَحْسَنَهُمْ رِيَاشاً، فَقَالَ: أَبْشِرْ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَجَنَّةِ نَعِيمٍ، وَمَقْدَمُكَ خَيْرُ مَقْدَمٍ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، ارْتَحِلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْجَنَّةِ»
[5].

نسألُ اللهَ للمجاهدينَ جميعاً قَبولَ الأعمالِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ ونيلَ مقاماتِ القربِ منهُ.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج1، ص130.
[2] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص82.
[3] الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج1، ص129.
[4] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏2، ص82.
[5] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج‏3، ص231 - 232.

09-04-2024 | 13-23 د | 580 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net