الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة السادسة عشرة- العدد:916- 8 محرم 1432 هـ الموافق 15 كانون أول 2010م
قراءة في خطبة السيدة زينب عليها السلام في الشام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
- إعداد زينب عليها السلام لقيادة الثورة.
- السيدة زينب في مواجهة الطاغية يزيد.

الهدف:
التعرف على بعض مواقف السيدة زينب عليها السلام في الشام.

تصدير الموضوع:
مما قالته العقيلة في توبيخ يزيد: ".. فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَنَّ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا...".

1- إعداد زينب عليها السلام لقيادة الثورة:
إن حياة السيدة زينب عليها السلام كانت بمثابة إعداد وتهيئة للدور الأكبر الذي ينتظرها في هذه الحياة. فالسنوات الخمس الأولى من عمرها والتي عايشت فيها جدها المصطفى عليها السلام وهو يقود معارك الجهاد لتثبيت أركان الإسلام ويتحمل هو وعائلته ظروف العناء والخطر.

والأشهر الثلاثة التي رافقت خلالها أمها الزهراء بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورأت أمها تدافع عن مقام الخلافة الشرعي، وتطالب بحقها المصادر وتعترض على ما حصل بعد الرسول من تطورات، وتصارع الحسرات والآلام التي أصابتها. والفترة الحساسة الخطيرة التي عاصرت فيها حكم أبيها علي وخلافته وما حدث فيها من مشاكل وحروب.

ثم مواكبتها لمحنة أخيها الحسن وما تجرّع فيها من غصص وآلام، فكل تلك المعايشة للأحداث والمعاصرة للتطورات... كانت لإعداد السيدة زينب عليها السلام لتؤدي امتحانها الصعب ودورها الخطير في نهضة أخيها الحسين عليه السلام بكربلاء، فواقعة كربلاء تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان للسيدة زينب عليها السلام دور أساسي ورئيس في هذه الثورة العظيمة، فهي الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الحسين عليه السلام، كما أنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها الحسين عليه السلام وأكملت ذلك الدور العظيم بكل جدارة. فحين حدثت الفاجعة الكبرى بمقتل أخيها الحسين عليه السلام بعد قتل كل رجالات بيتها وأنصارهم خرجت السيدة زينب تعدو نحو ساحة المعركة، تبحث عن جسد أخيها الحسين بين القتلى غير عابئة بالأعداء المدجّجين بالسلاح، فلما وقفت على جثمان أخيها الحسين عليها السلام، فالكل كان يتصور أنها سوف تموت أو تنهار وتبكي وتصرخ أو يغمى عليها، لكن ما حدث هزّ أعماق الناظرين، فوضعت يدها تحت جسده الطاهر المقطع وترفعه نحو السماء وهي تدعو بمرارة قائلة "اللهم تقبل منا هذا القربان".

2- السيدة زينب في مواجهة الطاغية يزيد:

أ- الدفاع عن السبايا: لما وصلت قافلة السبايا إلى الشام إلى مجلس الطاغية يزيد بن معاوية، وأظهر الطاغية فرحته الكبرى بإبادته لعترة رسول الله  وأخذ يهزّ أعطافه جذلاناً متمنّياً حضور القتلى من أهل بيته ببدر ليريهم كيف أخذ بثأرهم من ذرية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وراح يترنّم هذه الأبيات التي مطلعها:

لَيْــــتَ أَشـــــْيَاخِي بِبَدرٍ شَـهِدُو

جَزَعَ الْخَزْرَجِ مِـنْ وَقْعِ الأَسَـلْ

ولمّا سمعت العقيلة هذه الأبيات ألقت خطبتها الشهيرة بفصاحة وشجاعة أبيها علي عليه السلام وقد ضمّنتها أعنّف المواقف لفرعون عصره يزيد ومما قالته عليها السلام: "أَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلىَ مُحَمّدَ وآلِهِ أَجْمَعِيَن، صَدَقَ اللهُ كَذَلكَ يَقُولُ: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون...، أَمِنَ الْعَدْلِ يَا بْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَإمَاءَكَ وَسُوقَكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللهِ سَبَايَا؟! قدْ هَتَكْتَ سُتورَهُنَّ، وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ، تَحْدُو بِهِنَّ الأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدِ إلى بلدٍ، .. وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالبَعِيدُ..".

ب- الدعاء على الظالم في محضره: فقالت عليها السلام: أَللَّهُمَّ خُذْ بِحَقِّنَا، وَانتَقِمْ مِمَّنْ ظَلَمَنَا، وَاحْلُلْ غَضَبَكَ بِمَنْ سَفَكَ دِمَاءَنَا وَقَتَلَ حُمَاتَنَا. فَوَاللهِ مَا فَرَيْتَ إِلاَّ جِلْدَكَ، وَلا حَزَزْتَ إِلاَّ لَحْمَكَ، وَلَتَرِدَنَّ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بِمَا تَحَمَّلْتَ مِنْ سَفْكِ دِمَاءِ ذُرّيَّتِهِ، وَانْتَهكْتَ مِنْ حُرْمَتِهِ فِي عِتْرَتِهِ وَلُحْمَتِهِ..

ج- اليقين والتسليم بالحق: فقالت مخاطبة يزيد - مؤكّدة على أن نهج محمد لن يمحوه أحد مهما عظمت التضحيات-: َكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَنَّ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا.

د- توبيخ يزيد الظالم في مجلسه، قالت عليها السلام: ".. وَلَئِنْ جَرَّتْ عَلَيَّ الدَّوَاهِي مُخَاطَبَتَكَ، إِنِّي لأَسْتَصْغِرُ قَدْرَكَ، وَأَسْتَعْظِمُ تَقْرِيعَكَ، وَأَسْتَكْثِرُ تَوْبِيخَكَ، لَكِنِ الْعُيُونُ عَبْرىَ، وَالصُّدَورُ حَرّىَ".

هـ- الظالم من حزب الشيطان: فصرّحت عليها السلام قائلة: "أَلاَ فَالعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ لِقَتْلِ حِزْبِ اللهِ النُّجبَاءِ بِحِزْبِ الشَّيْطَانِ الطُّلَقَاءِ..".

3- بعض ما يستنتج من خطبة زينب عليه السلام:

1- لقد كشفت الظن الزائف ليزيد بل لجميع الطغاة على مر التاريخ حسبانهم ان ما حققوه من غلبة على أعدائهم بالظلم والعدوان كرامة وقوة وعظمة، وهو في الحقيقة ضعف وخسارة، لانه تجاوز على حدود العقل والشرع والمنطق السليم، واستشهدت بقوله تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ.

2- كشف عمق الجريمة الأموية في هتك حرمات العائلة النبوية من خلال الاستعراض العام لحرائر آل محمد من بلد إلى بلد وهي جريمة لا تدانيها جريمة أخرى وهي سبي بنات رسول الله ص وهذا ما لا تعرف له الإنسانية مثلاً في سابق عهدها.

3- أعادت إلى الأذهان أن ما أقدم عليه يزيد امتداد لما أقدمت عليه جدته هند وجده أبو سفيان في حرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وان هذه الجريمة هي امتداد لتلك الجريمة التي أقدمت عليها جدته حين مضغت كبد حمزة عم الرسول.

4- ثم تُعلم يزيد بقصر مدته، وما سيقع فيه من ندم وحسرة يوم يقف بين يدي الله، ويتمنى لو إنه شلت يداه وبكم لسانه لما سيلاقيه من عذاب اليم.

5- أوضحت حقيقة إلهية ان كل جريمة او فعل قبيح يقدم عليه الإنسان إنما يضر نفسه، ويحرق بها مستقبله ولهذا تخاطب يزيد قائلة: "فوالله ما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك"، وان الموت الحقيقي قد حل بك وبأضرابك وإسلافك، وان الحياة الخالدة قد منحت للذين قتلتهم ومثلت بأجسادهم ورفعت رؤوسهم على الرماح وأكدت ذلك باستشهادها بقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.

6- ورغم ما أقدمت عليه يا يزيد من جريمة شنيعة، فأن مصيرك الى بؤس وعذاب، لأنك خاصمت الله ورسوله صلى الله الله عليه وآله وسلم ومن كان الله خصمه أفلج حجته، وأهلكه في الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.

7- ثم تستصغر قدر يزيد وتستحقره وتهينه بعبارة دامغة لاذعة فتقول انني اكبر من ان أخاطبك، وأنت أحقر من أن أقرعك وأوبخك، لأنك اصغر وأحقر من ان توبخ، فحتى التوبيخ والتقريع في حقك كثير فما أنت الا كالأنعام بل أضل سبيلا، وهل تنتفع الأنعام بالتوبيخ والتقريع؟.

8- ثم تبدي عجبها واستغرابها، لتسلط حزب الشيطان المجرم على الأولياء من حزب الله تعالى النجباء الأطهار.

9- ثم تتحداه أن يحقق أهدافه التي يصبو إليها، وهي محو ذكر أهل البيت وإماتة وحيهم.

17-12-2010 | 08-25 د | 4784 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net