الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَمراقبات

العدد 1636 28 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 02 تشرين الأول 2024 م

والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ

البصيرةمراقباتوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

العدد 1635 21 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 25 أيلول 2024 م

أثر التوحيد في مواجهة البلاء - السيدة زينب (عليها السلام) نموذجاً-

العدد 1634 14 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 18 أيلول 2024 م

طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّه

المصلحة الإلزاميّة للأمّة هي في الوحدة الإسلاميّة
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1594 30 جمادى الأولى 1445 هـ - الموافق 14 كانون الأول 2023 م

قد آمَنتُ شيعتَها من النار

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وأعزّ المرسلين، سيّدنا محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

إلى مولانا صاحب العصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء)، وإلى نائبه وليّ أمر المسلمين الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، وإلى مراجعنا وقادتنا العظام، نرفع أسمى آيات العزاء، بذكرى شهادة سيّدة نساء العالمين السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الثالث من جمادى الآخرة.
 
جاء في الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّي سمَّيتُ ابنتي «فاطمة»؛ لأنّ اللهَ عزّ وجلّ فطمها وفطم مَن أحبَّها من النار»[1].

إنّ حياةَ الأنبياء والأولياء والعلماء الربّانيِّين حياةُ عملٍ وجهاد، هي حقلٌ يعملون فيه لأجل الناس، لهدايتهم وإرشادهم، والأخذ بأيديهم في طريق الخير والصلاح، والسير بهم على الصراط المستقيم. هم لا يحملون همّاً فرديّاً خاصّاً، بل يتطلّعون إلى الإنسانيّة جمعاء، يعملون على إخراجها من ظلمات الغيّ والضلال إلى نور الهداية.

وإنّ رسولَ الله (صلّى الله عليه وآله) هو خاتم النبيّين وسيّدهم، ورسالته هي الرسالة الخاتمة، وأوصياؤه بعده هم عترته وأهل بيته، سفينة نجاة هذه الأمّة وصراطها المستقيم.

وإنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي هبة الله وعطيّته لرسوله الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، وهي سرّ الإمامة، ومحور خلق الأئمّة المعصومين (عليهم السلام)؛ إذ إنّها أنارت الحياة، وأقامت الدين الحقّ بأبنائها المعصومين (عليهم السلام) ومواقفها التاريخيّة. عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وهو آخذٌ بيد فاطمة (عليها السلام): «مَن عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها، فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي وروحي التي بين جنبَيَّ، فمن آذاها فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله»[2].

لكن، مع الأسف، غدرَت الأمّة برسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ولم تحفظ وصيّته في أهل بيته (عليهم السلام)، ولم تقدّرهم، وآذوهم كلّ أذيّة، إلّا قليلاً منها، ممّن آمن بهم وثبت على ولايتهم ومحبّتهم وطاعتهم، فهؤلاء مأمونون من النار يوم القيامة، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «... يقول الله عزّ وجلّ لملائكته: يا ملائكتي، انظروا إلى أَمَتي فاطمة سيّدة إمائي، قائمةً بين يديّ، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلَت بقلبها على عبادتي، أُشهِدُكم أنّي قد آمَنتُ شيعتَها من النار»[3].

شفاعة السيّدة الزهراء (عليها السلام)
إنّ هؤلاء المؤمنين والمُحبّين، لهم موقفٌ يوم القيامة مع سيّدة نساء العالمين (عليها السلام)، حيث تستنقذهم (عليها السلام)، وتأبى أن تدخل نعيمها المخلَّد إلّا وهم معها، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: «دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذات يوم على فاطمة (عليه السلام)، وهي حزينة، فقال لها: ما حزنك يا بُنيّة؟ قالت: يا أبهْ، ذكرتُ المحشر ووقوفَ الناس عراةً يوم القيامة. قال: يا بُنيّة، إنّه ليومٌ عظيم»، ثمّ يخبرها عن أحداث يوم القيامة، إلى أن يقول: «ثمّ يقول جبرئيل (عليه السلام): يا فاطمة، سلي حاجتَكِ، فتقولين: يا ربّ، شيعتي، فيقول الله: قد غفرتُ لهم، فتقولين: يا ربّ، شيعة وِلْدي، فيقول الله: قد غفرتُ لهم، فتقولين: يا ربّ، شيعة شيعتي، فيقول الله: انطلقي، فمَنِ اعتصم بكِ فهو معكِ في الجنّة، فعند ذلك يَوَدُّ الخلائق أنّهم كانوا فاطميِّين، فتسيرين ومعكِ شيعتكِ وشيعة وِلْدكِ وشيعة أمير المؤمنين، آمنةً روعاتُهم، مستورةً عوراتُهم، قد ذهبَت عنهم الشدائد، وسُهِّلَت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون، ويظمأ الناس وهم لا يظمؤون»[4].

إنّ هذه الرواية تصوِّر لنا مشهداً عظيماً من مشاهد رحمتها ورأفتها (عليها السلام) على الناس، وما هذه الرحمة الفاطميّة إلّا انعكاسٌ ومظهرٌ للرحمة الإلهيّة العظيمة التي تشرئبّ لها الأعناق يوم القيامة. وشفاعتها (عليها السلام) لم تقتصر على شيعتها وشيعة وِلْدها وزوجها، بل شمَلَت شيعة شيعتها، ويضيف الإمام الصادق (عليه السلام) في رواية أخرى المحبّين لشيعتها (عليها السلام) والمرتبطين بهم، إذ تشملهم الرحمة الإلهيّة بياناً لعظمة مقامها (صلوات الله عليها) ومقام شيعتها، يقول (عليه السلام): «فإنّها لَتلتقط شيعتَها ومحبّيها كما يلتقط الطيرُ الحَبَّ الجيّدَ من بين الحَبِّ الرديء، حتّى إذا صارت هي وشيعتها ومحبّوها على باب الجنّة، ألقى الله عزّ وجلّ في قلوب شيعتها ومحبّيها أن يلتفتوا، فيُقال لهم: ما التفاتكم، وقد أُمرتِم إلى الجنّة؟! فيقولون: إلهَنا، نحبّ أن نرى قدرنا في هذا اليوم، فيُقال لهم: ارجعوا، فانظروا مَن أحبَّكم في حبّ فاطمة، أو سلّم عليكم في حبّها أو صافحكم، أو ردّ عنكم [غيبة] فيه، أو سقى جرعة ماء، فخذوا بيده، فأدخلوه الجنّة»، قال الإمام الصادق (عليه السلام): «فوالله، ما يبقى يومئذٍ في النار إلّا كافر أو منافق في ولايتنا»[5].

مَن هم شيعتها (عليها السلام)؟
على الرغم من هذه الرحمة الإلهيّة العظيمة المُتجليّة في سيّدة نساء العالمين (عليها السلام)، والتي تكاد تعمّ أغلب الناس ما خلا المعاندين والمنافقين، إلّا أنّ لهذا الأمر مقدّماتٍ وشروطاً لا بدّ من توفّرها وتحقّقها، فلكي يملك الإنسان قابليّةَ نيل الشفاعة وتلقّي الرحمة، ينبغي أن يحوذ على صفاتٍ ومزايا، تبيّنها لنا السيّدة الزهراء (عليها السلام)، ففي الرواية عن الإمام العسكريّ (عليه السلام): «قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فسليها عنّي، أنا من شيعتِكم، أو لستُ من شيعتِكم؟ فسأَلَتْها، فقالت (عليها السلام): قولي له: إن كنتَ تعمل بما أمرناك، وتنتهي عمّا زجرناك عنه، فأنت من شيعتنا، وإلّا فلا. فرجعَت، فأخبرته، فقال: يا ويلي! ومَن ينفكّ من الذنوب والخطايا، فأنا إذاً خالد في النار، فإنّ مَن ليس مِن شيعتهم فهو خالد في النار. فرجعَت المرأة، فقالت لفاطمة (عليها السلام) ما قال لها زوجُها. فقالت فاطمة (عليها السلام): قولي له: ليس هكذا [فإنّ] شيعتَنا من خِيار أهل الجنّة. وكلُّ محبّينا، ومُوالي أوليائنا، ومعادي أعدائنا، والمُسلِّم بقلبه ولسانه لنا، ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرَنا ونواهيَنا في سائر الموبقات، وهم مع ذلك في الجنّة، ولكن بعد ما يُطهَّرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا، أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدِها، أو في الطبق الأعلى من جهنَّمَ بعذابها، إلى أن نستنقذَهم بحبِّنا منها، وننقلَهم إلى حضرتنا»[6].

إنّ هذه الشفاعةَ مشروطةٌ إذاً بالعمل والجدّ والاجتهاد، وهذا تأكيد على ضرورة الالتزام بالشريعة الإسلاميّة التي جاء بها الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، وعمل بها الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) وبيّنوها للناس، عن الإمام الباقر (عليه السلام): «يا جابر، أيكتفي مَن ينتحل التشيّعَ أن يقولَ بحبِّنا أهلَ البيت؟! فوالله، ما شيعتنا إلّا مَنِ اتّقى الله وأطاعه»[7].


[1] الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج2، ص51.
[2] عليّ بن أبي الفتح الإربليّ، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، ج2، ص95.
[3] الشيخ الصدوق، الأمالي، ص176.
[4] فرات بن إبراهيم الكوفيّ، تفسير فرات الكوفيّ، ص446.
[5] القاضي النعمان المغربيّ، شرح الأخبار، ج3، ص63.
[6] التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ (عليه السلام)، ص308.
[7] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص74.

13-12-2023 | 15-46 د | 2045 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net