الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1506 05 شهر رمضان 1443 هـ - الموافق 07 نيسان 2022م

فضل الدعاء وآدابه

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

أيّها الأحبّة،

إنّ للدعاء فضلاً عظيماً عند الباري سبحانه وتعالى، فبه يؤكّد الإنسان حاجته إليه وفقره بين يديه، وأن لا شيء في الوجود إلّا وهو تحت سلطته وقوّته سبحانه، وعندها تتحطّم في نفسه روح العناد والتكبّر على أوامر الله، وتتّضع جوانحه لمن هم أمثاله من الناس، إذ إنّهم جميعاً إلى الله محتاجون.

يحمل الدعاء في مضمونه مفاهيم عظمى، فهو ليس مجرّد طلب مسألة أو حاجة، بل هو إقرار وتوكّل وتسليم، بأن لا قدرة في هذه الحياة تعلو قدرةَ الله، وهو الملجأ عندما تعيى بالإنسان السبل.

الدعاء عبادة
وصف الله -تعالى- في كتابه الكريم الدعاء بأنّه عبادة، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): «الدعاء هو العبادة التي قال الله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾، ادعُ اللهَ عزّ وجلّ، ولا تقل إنّ الأمر قد فُرِغ منه»[1].

تغيير القدر
إنّ للدعاء ارتباطاً وثيقاً بتغيير القدر الذي عليه الإنسان، فبه يبدّل الله -تعالى- حال الإنسان، ويردّ به القضاء ويدفع به البلاء، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ الدعاء يردّ القضاء، ينقضه كما يُنقَضُ السلْكُ، وقد أُبرِم إبراماً»[2].

وعنه (عليه السلام) أيضاً: «الدعاء يردّ القضاء، بعدما أُبرِم إبراماً؛ فأكثروا من الدعاء، فإنّه مفتاح كلّ رحمة، ونجاح كلّ حاجة، ولا ينال ما عند الله -عزّ وجلّ- إلّا بالدعاء، وإنّه ليس باب يكثر قرعه إلّا يوشك أن يُفتح لصاحبه...»[3].

الدعاء شفاء
للدعاء أثر في الروح والنفس، بل في عامّة ما يحيط الإنسان، ويجد الداعي ذلك الأثر عندما يكون مهموماً أو محزونًا ليخفّف عنه الدعاء ثقل ما في قلبه من همّ وحزن، عن الإمام الصادق (عليه السلام): «عليك بالدعاء؛ فإنّه شفاء من كلّ داء»[4].

آداب الدعاء
لكي يكون دعاء الإنسان ناجعاً ونافعاً، بيّنت لنا النصوصُ الشريفة عن النبيّ الأكرم وأهل بيته (عليهم السلام) بعضَ الآداب التي ينبغي اتّباعها والالتزام بها، وبعضها قد يُعَدّ شرطاً للاستجابة، منها:

1. الطهارة والصلاة
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «[...] ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غَمٌّ من غموم الدنيا أن يتوضّأ، ثمّ يدخل مسجده، فيركع ركعتين، فيدعو الله فيها؟»[5].
يقول سبحانه: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾[6]، وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «من توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى ركعتين، فأتمَّ ركوعهما وسجودهما، ثمّ سلَّم وأثنى على الله عزَّ وجلّ، وعلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ثمّ سأل حاجته فقد طلب الخير في مظانّه، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب»[7].

2. البسملة
بأن يبتدئ الدعاء بالبسملة، والتي لها فضل كبير عند الإقدام على أيّ فعل يقوم به الإنسان، عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «لا يُرَدّ دعاءٌ، أوَّله بسم الله الرحمن الرحيم»[8].

3. الصلاة على النبيّ وآله (عليهم السلام)
وهو ذكرٌ ورد فيه تأكيد كبير على فضله وثوابه وآثاره الجليلة، عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «لا يزال الدعاء محجوباً حتّى يُصلّى على محمّد وآل محمّد»[9].

4. التوسّل بالنبيّ الأكرم وآله الأطهار (عليهم السلام)
إنّ للفيض الإلهيّ وسائل، أعظمها أولياؤه المطهّرون، النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والسيّدة فاطمة (عليه السلام) والأئمّة الاثنا عشر (عليهم السلام)، وقد كان التوسّل بهم مدعاة لاستجلاب الفيض الإلهيّ واستجابة الدعاء مهما عظمت الحاجة، عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «الأوصياء منّي إلى أن يردوا عليّ الحوض، كلّهم هادٍ مهتدٍ، لا يضرّهم مَن خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، فبهم تُنصَر أمّتي، بهم يمطرون، وبهم يُدفع عنهم البلاء، وبهم يُستجاب دعاؤهم»[10].

5. حسن الظنّ بالله
يعني أنّ من يدعو الله -تعالى- يجب أن يكون عارفاً به وبصفاته، وأن يوقن برحمته اللامتناهية، وبأنّه -سبحانه- لا يمنع أحداً من فيض نعمته، عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «قال الله عزَّ وجلَّ: من سألني وهو يعلم أنّي أضرّ وأنفع، استجبت له»[11].
وقيل للإمام الصادق (عليه السلام): ما بالنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟! قال (عليه السلام): «لأنّكم تدعون من لا تعرفونه»[12].

6. تسمية الحوائج
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ الله -تبارك وتعالى- يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، لكنّه يحبّ أن تُبثّ إليه الحوائج، فإذا دعوت فسمِّ حاجتك»[13].

7. رفع اليدين
إنّ للهيئة التي يكون عليها الإنسان أثراً في استجابة الدعاء، ومن هيئة الداعي أن يكون متضرّعاً، عليه سمات الخشوع بين يديّ الله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَاذكر رَبَّكَ في نَفسكَ تَضَرّعاً وَخفيَةً﴾[14].
فالتضرّع أمر ممدوح، وينبغي أن يقترن مع الدعاء بين يدي الله إقراراً من الداعي إلى خالقه، بأنّه القوي ّوالقادر والغنيّ الذي يحتاج إليه جميع الخلق.
سُئل الإمام الباقر (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿فَمَا استَكَانوا لرَبّهم وَمَا يَتَضَرَّعونَ﴾، فقال (عليه السلام): «الاستكانة هي الخضوع، والتضرّع رفع اليدين والتضرّع بهما»[15].

8. الإلحاح بالدعاء
وهو أن يواظب في دعائه، سواء أكان قد حصل على مراده أم لا، لئلّا يكون ممّن ينسَون فضل الله عليهم، كما في قوله تعالى: ﴿وَإذَا مَسَّ الإنسَانَ ضرٌّ دَعَا رَبَّه منيباً إلَيه ثمَّ إذَا خَوَّلَه نعمَةً منه نَسيَ مَا كَانَ يَدعو إلَيه من قَبل﴾[16].
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل يَعظه: «لا تكن ممّن [...] إن أصابه بلاءٌ دعا مضطرّاً، وإن ناله رخاءٌ أعرض مغترّاً»[17].


[1]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص467.
[2]  المصدر نفسه، ج2، ص469.
[3]  المصدر نفسه، ج2، ص470.
[4]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج59، ص89.
[5]  المصدر نفسه، ج66، ص342.
[6]  سورة البقرة، الآية 45.
[7]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج3، ص478.
[8]  الميرزا النوريّ، مستدرك الوسائل، ج5، ص304.
[9]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص491.
[10]  العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج36، ص257.
[11]  الشيخ الصدوق، الخصال، ص153.
[12]  الشيخ الصدوق، التوحيد، ص289.
[13]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص476.
[14]  سورة الأعراف، الآية 205.
[15]  الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص480.
[16]  سورة الزمر، الآية 8.
[17]  نهج البلاغة، ص498.

07-04-2022 | 12-42 د | 896 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net