الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1419 – 16 ذوالحجة 1441هـ - الموافق 06 آب 2020م

مفهوم الولاية

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.

قال الله -تعالى- في محكم كتابه: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينً﴾[1].

أيّها الأحبّة،
هذه الآية المباركة، تحكي لنا عن ذاك اليوم الذي أتمّ فيه اللهُ نعمتَه على عباده، بأن جعل عليهم وليّاً، يرتضيه من بعد خاتم الأنبياء والمرسلين (صلّى الله عليه وآله)، ألا وهو الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

في ذاك اليوم، أوقف رسولُ الله حجّاجَ بيت الله الحرام، امتثالاً لأمر الله -تعالى- بأن يبلّغَهم رسالتَه بتنصيبه أمير المؤمنين (عليه السلام) وليّاً بعده، وقد كان التبليغُ هذا في غاية الأهمّيّة؛ لما يحمله من تبليغ عظيم لفريضة عظيمة، أكمل اللهُ فيها دينَه، قال -سبحانه-: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾[2].

فوقف رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) مخاطباً إيّاهم، وكانوا قد اجتمعوا على مفترق طريق خارج مكّة المكرّمة، في موقع اسمه غدير خمّ، قائلاً لهم بعد إلقاء الحجّة عليهم: «مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه...»[3].

وبهذه العبارة التي أطلقها الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في خطبته المباركة، لبّى أمرَ الله، وحدّد ما ينبغي على المؤمنين التزامه والعمل به، ألا وهو الولاية لأمير المؤمنين (عليه السلام) من بعده.

فما معنى الولاية تلك؟
إنّ المقصود بالولاية في حديث الغدير، إنّما هو الاتّباع والمشايعة، فمن كان موالياً للرّسول (صلّى الله عليه وآله) يجب عليه أن يواليَ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وإنّ ولايتهما من حيث المفهوم والتطبيق واحدة، لا تفترق ولا تختلف، وهو ما تشير إليه الآية المباركة: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾[4].

الولاية تعني الطاعة
وبالتالي، فإنّ الولاية ليست مجرّد حبّ قلبيّ ونفسيّ فحسب، إنّما هي اتّباع في السلوك والعمل، وقد ورد العديد من الأحاديث التي تؤكّد هذا المعنى، منها ما عن الإمام الباقر (عليه السلام): «لا تذهب بكم المذاهب! فواللهِ، ما شيعتُنا إلّا من أطاع اللهَ -عزّ وجلّ-»[5].

وعنه -أيضاً- (عليه السلام) في حديث طويل: «يا جابر، والله، ما نتقرّبُ إلى الله -تبارك وتعالى- إلّا بالطاعة، وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجّة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدوّ، وما تُنال ولايتُنا إلّا بالعمل والورع»[6].

بل إنّ الحبَّ الذي لا يترجم بالطاعة، لا فائدة منه ولا جدوى، وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤكّد حقيقةَ الحبّ الذي ينبغي للمؤمن أن يكون عليه، قال -سبحانه-: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[7]، فالولاية فرع الحبّ الحقيقيّ، والذي لا تنفكّ عن الاتّباع في الأقوال والأفعال.

يوم الغدير، يومُ يأسِ الكفّار
لم يكن يوم الغدير يوم إعلان ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فحسب، إنّما كان يوماً قُطعت فيه آمالُ الكفّار والمعاندين لدين الله، الذين كانوا يعتقدون ويتصوّرون أنّ الإسلامَ سينتهي برحيل النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، حتّى جاء أمر الله، بأن تستمرَّ الولايةُ بحجّته البالغة، قال -سبحانه-: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾[8].

الاحتفال بعيد الغدير
ومن الجدير ذكره، أنّه لا بدّ من إظهار الاحتفاء بهذا اليوم المبارك؛ ذلك أنّه احتفاء بأعظم الفرائض الإلهيّة التي فرضها الله على عباده، عن الإمام الباقر (عليه السلام): «بُني الإسلامُ على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والولاية، ولم ينادَ بشيء كما نُودي بالولاية، فأخذ الناسُ بأربعٍ وتركوا هذه -يعني الولاية-»[9].


[1]  سورة المائدة، الآية 3.
[2]  سورة المائدة، الآية 67.
[3]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج1، ص295.
 [4] سورة المائدة، الآية 106.
[5]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص73.
[6]  المصدر نفسه، ج2، ص74.
[7]  سورة آل عمران، الآية 31.
[8]  سورة المائدة، الآية 3.
[9]  الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص18.

05-08-2020 | 23-36 د | 1047 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net