الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

العدد 1278 - 04 ربيع الأول 1439هـ - الموافق 23 تشرين الثاني 2017 م
الشّهادة والإمامة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

شهادة الإمام العسكري(عليه السلام) وبدأ إمامة الإمام المهدي(عج)

الهدف: التعرُّف على جانب من سيرة الإمام العسكري(عليه السلام) وكيفيّة تبشيره بالإمام المهدي(عج)

المحاور:
- الإمام المهدي(عج) يصلّي على أبيه(عليه السلام)
- إشراقات من سيرة الإمام العسكري(عليه السلام)
- سماحته وكرمه
- زهده وعبادته
- قبسٌ من علمه(عليه السلام)
- حرص الإمام العسكري(عليه السلام) على التّبشير بولادة الإمام المهدي(عج)

تصدير
الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) : عن الورد بن الكميت عن أبيه الكميت ابن أبي المستهل قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر(عليه السلام) فقلت: يابن رسول الله: إنّي قد قلت فيكم أبياتًا أفتأذن لي في إنشادها ؟ فأذن، فأنشدته:
أضحكني الدّهر وأبكاني            والدّهر ذو صرف وألوان
لتسعةٍ في الطّف قد غودروا          صاروا جميعًا رهن أكفان


فبكى عليه ‌السّلام وقال: "اللهم اغفر للكميت ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر".

فلمّا بلغت إلى قولي:
متى يقوم الحقّ فيكم        متى يقوم مهديكم الثّاني

قال: «سريعًا إن شاء الله سريعًا ، ثمّ قال: يا أبا المستهل إنّ قائمنا هو التّاسع من ولد الحسين، لأنّ الأئمّة بعد رسول الله (ص) اثنا عشر، الثّاني عشر، هو القائم .

قلت: يا سيّدي، فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: «أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وبعدَه الحسن والحسين، وبعد الحسين علي بن الحسين وأنا؛ ثمّ بعدي هذا» ووضع يده على كتف جعفر.

قلت: فمن بعد هذا ؟ قال:«إنّه ابنه موسى، وبعد موسى ابنه علي وبعد علي ابنه محمّد وبعد محمّد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه محمّد وهو القائم الّذي يخرج فيملأ الدُّنيا قسطًا وعدلًا ويشفي صدور شيعتنا»[1] .

الإمام المهدي(عج) يصلّي على أبيه(عليه السلام)
تذكُر المصادر التّاريخية أنّ الإمام العسكري (عليه السلام) قد اعتُلّ (مرض) في أوّل يوم من شهر ربيع الأول سنة 260[2]. ولم تزل العلّة تزيد فيه والمرض يثقُل عليه حتّى استشهد في الثّامن من ذلك الشهر، وروي أيضًا أنّه قد سُمّ وأُغتيل من قبل السّلطة؛ حيث دسّ السّم له المعتمد العباسي، ودُفن الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) إلى جانب أبيه الإمام الهادي(عليه السلام)[3]. وكانت ولادته (عليه السلام) ـ كما عليه أكثر المؤرخين ـ في شهر ربيع الآخر سنة(٢٣٢هـ) من الهجرة النبويّة المشرّفة في المدينة المنوّرة.

وبعدما جُهّـِز الإمام العسكري(عليه السلام) خرج عقيد خادمه، فنادى جعفر بن علي فقال : ياسيّدي قد كُفّن أخوك، فقم وصَلِّ عليه، فدخل جعفر بن علي والشّيعة من حوله يتقدّمهم عثمان بن سعيد العمري؛ وهو أحد وكلائه (ووكيل الإمام الحجّة(عليه السلام) فيما بعد)، ولمـّا دخلوا الدار فإذا بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفّنًا، فتقدّم جعفر بن علي ليصلّي عليه، فلمّا همّ بالتّكبير خرج صبيّ بوجهه سُمرة بشعره قطط، وبأسنانه تفليج فجذب رداء جعفر وقال : يا عمّ، أنا أحقّ بالصّلاة على أبي، فتأخّر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفرّ، فتقدّم الصّبي فصلّى عليه (عليه السلام)[4].

إشراقات من سيرة الإمام العسكري(عليه السلام)
الإمام الحسن بن علي العسكري هو المعصوم الثّالث عشر والإمام الحادي عشر من أئمّة أهل البيت عليهم‌السّلام، نشأ وتربّى في ظلّ أبيه الذي فاق أهل عصره علمًا وزهدًا وتقوىً وجهادًا. وصحب أباه اثنين أو ثلاثاً وعشرين سنة وتلقّى خلالها ميراث الإمامة والنبوّة، قد ظهر أمر إمامته في عصر أبيه الهادي عليه ‌السّلام؛ وتأكّد لدى الخاصّة من أصحاب الإمام الهادي والعامّة من المسلمين أنّه الإمام المفترض الطّاعة بعد أبيه عليه‌السّلام.

تولّى مهامّ الإمامة بعد أبيه واستمرّت إمامته نحوًا من ست سنوات، مارس فيها مسؤوليّاته الكبرى في أحرج الظّروف وأصعب الأيّام على أهل البيت (عليه السلام) بعد أن عَرِف الحكّام العباسيون أنّ المهدي من وِلد علي ومن وِلد الحسين عليه‌السّلام؛ فكانوا يترصّدون أمره وينتظرون أيّامه كغيرهم، لا ليسلّموا له مقاليد الحكم بل ليقضوا على آخر أملٍ للمستضعفين. وقد فرضت السّلطة العباسيّة الإقامة الجبريّة على الإمام الحسن العسكريّ عليه‌السّلام؛ وأجبرته على الحضور في يومين من كلّ أسبوع في دار الخلافة العباسيّة.

سماحتُه وكرمُه
نقل المؤرّخون نماذج من السّيرة الكريمة للإمام العسكري عليه‌السّلام نذكر منها:

روى الشّيخ المفيد عن محمّد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه ‌السّلام : قال: ضاق بنا الأمر فقال لي أبي: امضِ بنا حتى نصير إلى هذا الرّجل ـ يعني أبا محمّد ـ فإنّه قد وصف عنه سماحة.
فقلت: تعرفه ؟
قال: ما أعرفه، ولا رأيته قطّ.
قال: فقصدناه.
فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمس مئة درهم؛ مئتا درهم للكسوة ومئتا درهم للدّقيق، ومئة درهم للنّفقة. وقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاث مائة درهم، مائة اشتري بها حمارًا ومائة للنّفقة ومائة للكسوة، فأخرج إلى الجبل.
قال ـ أي محمّد بن علي ـ فلمّا وافينا الباب خرج غُلامه، فقال:يدخل علي بن إبراهيم ومحمّد ابنه ، فلمّا دخلنا عليه وسلّمنا، قال لأبي: ياعلي ما أخلَفك عنّا إلى هذا الوقت ، فقال: ياسيّدي: استحييتُ أن ألقاك على هذا الحال، فلمّا خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صُرّة، وقال: هذه خمسمئة درهم، مئتان لِلكسوة، ومئتان للدّقيق، ومئة للنّفقة . وأعطاني صُرّة وقال: هذه ثلاثمئة درهم اجعل مئة في ثمن حمار، ومئة للكسوة، ومئة للنّفقة، ولا تخرج إلى الجبل...[5].

زهدُه وعبادته
عُرف الإمام العسكري عليه‌السّلام في عصره بكثرة عبادته وتبتّله وانقطاعه إلى الله سبحانه؛ واشتهر ذلك بين الخاصّة والعامّة، حتى أنّه حينما حبس الإمام عليه‌السّلام في سجن علي بن نارمش ـ وهو من أشد النّاس نصباً لآل أبي طالب ـ ما كان من علي هذا إلاّ أن وضع خديه له وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظامًا؛ فخرج من عنده وهو أحسن النّاس بصيرة وأحسن النّاس قولاً فيه[6].

ولمـّا حبسه المعتمد كان يسأل السجّان ـ علي بن جرين ـ عن أحوال الإمام عليه ‌السّلام وأخباره في كلّ وقت فيخبره علي بن جرين أنّ الإمام عليه ‌السّلام يصوم النّهار ويصلّي الّليل[7].

وعن علي بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد عن عليّ بن عبد الغفّار قال: دخل العبّاسيّون على صالح بن وصيف ودخل صالح بن عليّ وغيره من المنحرفين عن هذه النّاحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمّد عليهما‌ السّلام .

فقال لهم صالح: وما أصنع قد وكّلت به رجُلين من أشرّ من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصّلاة والصّيام إلى أمرٍ عظيم، فقلت لهما: ما فيه؟ فقالا: ما تقول في رجُلٍ يصوم النّهار ويقوم اللّيل كلّه، لا يتكلّم ولا يتشاغل وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ويُداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلمّا سمعوا ذلك انصرفوا خائبين[8].

قبسٌ من علمِه(عليه السلام)
عن أبي حمزة نصر الخادم قال: سمعت أبا محمّد عليه ‌السّلام غير مرّةٍ يكلّم غلمانَه بلغاتهم، وفيهم تُرك، وروم وصقالبة، فتعجّبت من ذلك وقلت: هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن ـ أي الإمام الهادي عليه‌السّلام ـ ولا رآه أحد فكيف هذا ؟! أُحدّث نفسي بذلك فأقبل عليَّ وقال: إنّ الله جلّ اسمه بيّنَ حجّته من سائر خلقه وأعطاه معرفة بكلّ شيء؛ ويعطيه الّلغات ومعرفة الأسباب والآجال والحوادث: ولولا ذلك لم يكن بين الحجّة والمحجوج فرق[9].

حرص الإمام العسكري(عليه السلام) على التّبشير بولادة الإمام المهدي (عليه السّلام):
لقد جاءت النّصوص المبشّرة بولادة المهدي (عليه السّلام) عن أبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) تالية لنصوص الإمام الهادي (عليه السّلام) التي ركّزت على أنه حفيد الهادي (عليه السّلام) وأنّه ابن الحسن العسكري (عليه السّلام) وأنّ الناس سوف لا يرون شخصَه ولا يحلّ لهم ذِكرَه باسمه، وأنّه الّذي يقول النذاس عنه أنّه لم يولد بعد، وأنّه الّذي يغيب عنهم ويرفع من بين أظهرهم؛ وأنّه الّذي ستختلف شيعته إلى أن يقوم، وعلى الشّيعة أن تلتفّ حول العلماء الّذين ينوبون عنه وينتظرون قيامه ودولته ويتمسّكون بأهل البيت (عليهم السّلام)؛ ويظهرون لهم الولاء بالدّعاء والزّيارة؛ وأنّه الّذي سيكون إمامًا وهو ابنُ خمس سنين.

- روى الصّدوق عن الكليني أنّ جارية أبي محمّد (عليه السّلام) لمــّا حمَلت قال لها: ستحملين ذكَرًا واسمه محمّد وهو القائم من بعدي[10].

ـ وروى في إثبات الهداة عن الفضل بن شاذان أنّ محمّد بن عبد الجبّار سأل الإمام الحسن عن الإمام والحجّة من بعده فأجابه: «إنّ الإمام وحجّة الله من بعدي ابني سميُّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكنيّه، الّذي هو خاتم حُجج الله وآخر خلفائه. فسأله ممّن هو؟ فقال: من ابنة ابن قيصر ملك الرّوم، إلاّ أنّه سيولد ويغيب عن النّاس غيبة طويلة ثمّ يَظهر[11].

 وروى الطّوسي أنّ جماعة من شيعة الإمام الحسن العسكري وفدوا عليه بسرّ من رأى؛ فعرّفهم على وكيله وثقته عثمان بن سعيد العمري ثمّ قال لهم: واشهدوا عليّ أنّ عثمان بن سعيد العمري وكيلي وانّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم[12].
- وقال الحسن بن ظريف: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب بهما إلى أبي محمّد عليه ‌السّلام ، فكتبت إليه أسأله عن القائم إذا قام بم يقضي؟ وأين مجلسه الّذي يقضي فيه بين النّاس؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحُمّى الربع، فأغفلت ذكر الحُمّى، فجاء بالجواب: سألتَ عن القائم إذا قام قضى بين النّاس بعلمه كقضاء داود عليه‌السّلام ولا يسأل البينة، وكنت أردت أن تسأل عن حمّى الرُّبع، فأنسيت فاكتب ورقة وعلّقها على المحموم فإنّه يبرأ بإذن الله إن شاء الله: ( يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ) . فكتبت ذلك وعلّقته على المحموم فبرئ وأفاق[13].

[1] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 36، ص 390.
[2] الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 336.
[3] ابن حجر، الصواعق المحرفة، ص 314.
[4] الشيخ الصدوق، كمال الدين، ج2، ص 475
[5]  الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص 506. وعنه في الإرشاد، ج 2، ص 326-327.
[6]  الشيخ الكليني، الكافي، ج1، ص 508.
[7]  ابن طاووس، مهج الدعوات، ص275.
[8] الشيخ الكليني، الكافي، ج 1، ص 513.
[9] الشيخ الكليني، الكافي، ج 1، ص509. الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص330.
[10] الشيخ الصدوق، كمال الدين، ج2، ص408.
[11] إثبات الهداة، ج 3، ص569.
[12] الشيخ الطوسي، الغيبة، ص215.
[13] الشيخ الكليني، الكافي، ج 1، ص 509. وعنه في الإرشاد، ج2، ص331. وإعلام الورى، ج٢، ص١٤٥، وعن الإرشاد في كشف الغمة، ج ٣، ص٢٠٣. وحُمّى الرّبع: هو أن يأخذ يوماً ويترك يومين ويعود في اليوم الرابع، والآية من سورة الأنبياء، الآية ٦٩.

22-11-2017 | 15-06 د | 1870 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net