الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1640 26 ربيع الثاني 1446 هـ - الموافق 30 تشرين الأول 2024 م

الصبر مدرسة الثبات

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في التعزية بشهادة رئيس المجلس التنفيذيّ لحزب الله في لبنانأهمّيّة الصبر في مواجهة المصائب والآفات والنوائبمراقباتالخطاب الثقافي التبليغي رقم (26): التكافل الاجتماعيالخطاب الثقافي التبليغي رقم (25): الإنصاف والمواساة الخطاب الثقافي التبليغي رقم (24): العمل بالتكليف أعظم القربات الخطاب الثقافي التبليغي رقم (23): الاستغفار يدفع البلاء الخطاب الثقافي التبليغي رقم (22): وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ الخطاب الثقافي التبليغي رقم (21): يا مولانا يا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه)
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 804- 20 شوال 1429 هـ الموافق 21 تشرين أول2008 م
شهادة صادق آل البيت عليهم السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسة:
- الولادة الميمونة والشهادة العطرة
- النشاط العلمي والتربوي عند الإمام الصادق
- قبس من علومه

الهدف:
التعرّف الى جوانب من الحياة العلمية والتربوية للإمام الصادق عليه السلام.

تصدير الموضوع:
لما قربت وفاة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دعا بأبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام فقال له: إن هذه الليلة التي وعدت فيها. ثم سلّم إليه الاسم الأعظم ومواريث الأنبياء والسلاح وقال له: يا أبا عبد الله, الله الله في الشيعة. فقال أبو عبد الله: لا تركتهم يحتاجون إلى أحد...1.

1- الولادة الميمونة والشهادة العطرة
الإمام جعفر الصادق عليه السلام سادس أئمة أهل البيت عليهم السلام. وُلد عليه السلام بالمدينة المنورة, في السابع عشر من ربيع الأول 83 هـ. وكانَتْ ولادَتُه عليه السلام في زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مَرْوان, وتربَّى في أحضان أبيه الإمام الباقر وجَدِّه الإمام السجَّاد عليه السلام. كان عليه السلام يُكنَّى بأبي عبد الله, وأبي إِسماعيل, وأبي موسى, وأوّلها أشهرها. ويُلقَّب بالصادق, والفاضل, والقائم, والكافل, والمنجي, وغيرها, وأوّلها أيضاً أشهرها. لقَّبه بالصادق جدّه رسول الله صلى الله عليه آله وسلم, حيث قال :ويخرج الله من صُلبه أي صُلب محمّد الباقر كلمة الحق, ولسان الصدق, فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي الله؟ قال: يقال له: جعفر, صادق في قوله وفعله, الطاعن عليه كالطاعن عليّ, والرادّ عليه كالرادّ عليَّ... . وبلغ من شهرته بهذا اللقب أنّه صار كالاسم له, حتّى أنّه ليُستغنى به عن ذكر اسمه, ويُعرف به إذا أُطلق, وكذلك كنيته بأبي عبد الله, صارت كالاسم له يُستغنى بها عن اسمه ولقبه, ولا سيّما في الأحاديث الشريفة.

ودُسَّ له السمُّ في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الدوانيقي, فاستشهد عليه السلام مسموماً في الخامس والعشرين من شوال 148 هـ. في مقبرة البقيع بالمدينة المنوّرة.

2- الظروف المحيطة
عاش الإمام في الفترة الانتقالية بين السلطتين الأمويّة والعباسية, حيث أصبحت الدولة الأموية في هوّة انحدارها وازدادت القلاقل والفتن ضدّها. وكانت الدولة العباسية في بداية نشوئها ونموّها حيث لم تنتهِ الثورة بعد, ولم تستقر الدولة, ولم تسيطر على الموقف بشكل قويّ, وبالتالي لا يوجد كيان لدولة متكاملة تستطيع أن تمسك بالسلطة و الحكم, وتنظّم شؤون العباد و إدارة البلاد. وقد عايش الإمام الصادق عليه السلام الحكَّام الأمويين, من عبد الملك بن مروان, حتى سقوط الحكم الأموي سنة132 هـ وانتقال الخلافة بعد ذلك إلى بني العباس, فعاصر من خلفائهم أبا العباس السفاح, وشطراً من خلافة أبي جعفر المنصور, بحوالي عشر سنوات.

3- النشاط العلمي والتربوي عند الإمام الصادق
- الازدهار العلمي:
لقد بلغ الازدهار العلمي والفكري غايته في عهد الإمام الصادق عليه السلام فازدهرت المدينة المنوّرة وزخرت بطلاب العلوم ووفود الأقطار الإسلامية, وانتظمت فيها حلقات الدرس, وكان بيته كجامعة إسلامية يزدحم فيه رجال العلم وحملة الحديث من مختلف الطبقات ينتهلون من معين علمه.

- العلوم الجمة: ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان. وإلى هذا أشار الجاحظ وهو من شاهد علماء القرن الثالث اذ يقول:جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه. وقد عرّفه محمد بن طلحة بقوله: هو من عظماء أهل البيت عليهم السلام وساداتهم ذو علوم جمة, وعبادة موفورة, وزهادة بيّنة.. ولهذا فقد أجمع علماء الإسلام على اختلاف طوائفهم على فضل الإمام الصادق وعلمه.

وقد كثرت الكتابات حول شخصيته العلمية في الماضي والحاضر, جمعت في مؤلفات خاصة, واعتبر عليه السلام من أكبر شخصيات ذلك العصر في التشريع الشيعي, وفي العصور المختلفة في عصره وبعد عصره. قال الشهرستاني واصفاً الإمام عليه السلام: "وهو ذو علم غزير في الدين وأدب كامل في الحكمة".

ووصفه أبو حنيفة بأنه عليه السلام أعلم الأمة فقال: "ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد وأنّه أعلم الأمة" . ويروي أبو حنيفة بأن المنصور العباسي قال له بأن الناس ولعوا بجعفر بن محمد وهم يتوافدون عليه باستمرار, فاجمع له من المسائل المستعصية واسأله عن جوابها فإن هو عجز عن الإجابة عليها سقط في أعين الناس, فجمعت له أربعين مسألة مما تصعب الإجابة عليه ثم التقى أبو حنيفة الإمام الصادق عليه السلام بحضور المنصور, فالتفت المنصور إلى أبي حنيفة وقال: أعرض ما لديك من مسائل على أبي عبد الله،قال ابو حنيفة : فألقيت عليه المسائل التي أعددتها الواحدة تلو الأخرى وهو يجيب قائلاً: رأيكم في القضية الفلانية كذا, وأهل المدينة يقولون كذا, ونحن نقول كذا. وكان رأيه في قسم من المسائل يوافق رأينا, وفي مسائل أخرى يوافق رأي أهل المدينة وبعضها يختلف عن الجانبين, حتى أجاب عن أربعين سؤالاً, وعند انتهاء الأسئلة قال أبو حنيفة مشيراً إلى الإمام الصادق السلام: إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس.

- آلاف الرواة: كان رواة أبي عبدالله عليهم السلام أربعة آلاف أو يزيدون. قال الشيخ المفيد طاب ثراه في الإرشاد: فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقامات, فكانوا أربعة آلاف رجل وذكر ابن شهرآشوب أن الجامع لهم ابن عقدة وزاد غيره أن ابن عقدة ذكر لكلّ واحد منهم رواية. وأشار إلى عددهم الطبرسي في أعلام الورى, والمحقّق الحلّي في المعتب. وذكر أسماءهم الشيخ الطوسي في كتاب الرجال.

- من طلابه المتخصّصين في العلوم المختلفة: وتخصص من طلاّب الإمام عليه السلام في مباحث الكلام كلٌّ من: هشام بن الحكم, وهشام بن سالم, ومؤمن الطاق, ومحمد بن عبد الله الطيّار, وقيس الماهر وغيرهم. كما تخصّص في الفقه وأصوله وتفسير القرآن الكريم: زرارة بن أعين, ومحمد بن مسلم, وجميل بن درّاج, وبريد بن معاوية, وإسحاق بن عمّار وعبد الله الحلبي, وأبو بصير, وأبان بن تغلب, والفضيل بن يسار, وأبو حنيفة, ومالك بن أنس, ومحمد بن الحسن الشيباني, وسفيان بن عيينة, ويحيى بن سعيد, وسفيان الثوري. و تخصّص في الكيمياء: جابر بن حيان الكوفي.

وتخصّص في حكمة الوجود: المفضّل بن عمر الذي أملى عليه الإمام الصادق عليه السلام كتابه الشهير المعروف بـ توحيد المفضّل.

ونشط طلاب الإمام في نتاجاتهم كلٌّ حسب اختصاصه في التأليف والمناظرة, يدل على ذلك ما جمعه السيد حسن الصدر عن مؤلّفات الشيعة في هذه الفترة وقد ذكر أنها وصلت إلى ستة آلاف وستمائه كتاب.

4- قبس من علومه عليه السلام
أ- من الوصايا والتوجيهات التربوية للإمام عليه السلام :
- الورع:
قال عليه السلام: "ليس منّا ولا كرامة من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وفيهم من هو أورع منه".
- الرفق: قال الصادق عليه السلام: "أيّما أهل بيت أعطوا حظّهم" من الرفق فقد وسّع الله عليهم في الرزق, والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال, والرفق لا يعجز عنه شيء, والتبذير لا يبقى معه شيء, انّ الله عزّ وجل رفيق يحب الرفق".
- قال الصادق عليه السلام لرجل: "أوصيك إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته, فإن يك رشداً فأمضه وإن يك غيّاً فانته عنه".
-عزة النفس: قال الصادق عليه السلام: "إن الله فوّض إلى المؤمن كلّ شيء إلاّ اذلال نفسه".
وقال عليه السلام: "لا ينبغي للمؤمن أن يذلّ نفسه", قيل: كيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرّض لما لا يطيق".

ب- من كلامه عليه السلام في الطب: سئل الإمام عن جسم الإنسان فقال عليه السلام: "ان الله خلق الانسان على إثني عشر وصلاً وعلى مائتين وثمانية واربعين عظماً, وعلى ثلاثمائة وستين عرقاً, فالعروق هي التي تسقي الجسد كله, والعظام تمسكه واللحم يمسك العظام والعصب تمسك اللحم, وجعل في يديه اثنين وثمانين عظماً في كل يد إحدى وأربعين عظماً, منها في كفه خمسة وثلاثون عظماً وفي ساعده إثنان, وفي عضده واحد, وفي كتفه ثلاثة, فذلك إحدى وأربعون, وكذلك في الاُخرى, وفي رجله ثلاثة وأربعون عظماً, منها في قدمه خمسة وثلاثون عظماً وفي ساقه إثنان, وفي ركبتيه ثلاثة, وفي فخذه واحد وفي وركه إثنان وكذلك في الاُخرى, وفي صلبه ثماني عشر فقارة وفي كل واحد من جنبيه تسعة أضلاع وفي وقصته ثمانية وفي رأسه ستة وثلاثون عظماً وفي فيه ثمانية وعشرون عظماً أو اثنان وثلاثون عظماً".

ـ في الوقاية الصحية: حذّر الإمام من الأمراض المعدية وأوصى بعدم الاختلاط بالمصابين بمثل مرض الجذام حيث قال فيه: "لا يكلّم الرجل مجذوماً إلاّ أن يكون بينهما قدر ذراع ". وقد جاء في الطب الحديث أنّ ميكروب الجذام ينتشر في الهواء حول المصاب أكثر من مسافة متر.

وقال عليه السلام أيضاً: "كُلّ داء من التخمة". وقال عليه السلام: "اغسلوا أيديكم قبل الطعام وبعده" فإنّ غسل اليدين قبل الطعام تعقيم من الجراثيم المحتملة والغسل بعد الطعام يعدّ من النظافة".
وتكلم الإمام أيضاً في كل من علوم: النبات, والفلك, والكيمياء, والفيزياء والعلاجات النباتية كما تكلّم في الفلسفة والكلام ومباحث الإمامة والسياسة والمعرفة والفقه وأصوله والحديث والتفسير والتأريخ.


1- إثبات الهداة: 5/330

18-03-2010 | 00-00 د | 3633 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net