الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَمراقبات

العدد 1636 28 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 02 تشرين الأول 2024 م

والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ

البصيرةمراقباتوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

العدد 1635 21 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 25 أيلول 2024 م

أثر التوحيد في مواجهة البلاء - السيدة زينب (عليها السلام) نموذجاً-

العدد 1634 14 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 18 أيلول 2024 م

طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّه

المصلحة الإلزاميّة للأمّة هي في الوحدة الإسلاميّة
من نحن

 
 

 

منبر المحراب

منبر المحراب العدد 1022-11 صفر 1434 هـ الموافق 25 كانون الأول 2012م
حسن العشرة وسعادة الأسرة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

بسم الله الرحمن الرحيم

محاور الموضوع
1- تمهيد: الإسلام دين التواصل
2- حسن التواصل والعشرة
3- الميزان في معاشرة الناس
4- حسن العشرة في المنزل‏
5- نتائج حسن العشرة

الهدف

الحث على حسن اختيار من نعاشر وعلى حسن المعاشرة وخصوصا للعائلة

تصدير الموضوع
من وصية أمير المؤمنين عليه السلام لبنيه عند احتضاره:"يا بنيّ عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن فُقدتم بكوا عليكم"1.

تمهيد
الإسلام دين التواصل
إن كثيراً من وصايا الإسلام وواجباته وأحكامه تدعو إلى إزالة الحجب والحواجز القائمة بين الناس جماعات وأفراداً.يقول تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُم2.فالقاعدة الأولية في الإسلام هي الاجتماع والعشرة والتعارف والتعاون وتبادل الخبرات بين الأمم فلا ينبغي للمسلمين التقاطع والتحارب مع الشعوب الأخرى،بل السلام والوئام هما الحاكمان على علاقات المسلمين مع غيرهم.أما العزلة وعدم العشرة والاجتماع فهي قاعدة ثانوية.فالإسلام لا يخاف الغير لأنه يملك الحجة والدليل والبرهان على صدقيته،وإنما يخاف الغير من لا منطق عنده ولا حجة.وكما دعا الإسلام إلى الوئام مع غير المسلمين فبالضرورة دعا إلى ذلك بين المسلمين أنفسهم. قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ3.

وعن رسول الله:"مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعت سائر الأعضاء بالسهر والحمى"4.


حسن التواصل والعشرة


وحسن العشرة له اتجاهان:
الاتجاه الاول:حسن اختيار من تعاشر
حثّ الإسلام على اكتساب الإخوان، وجعل ذلك من الفضائل الّتي ينبغي لكلّ مؤمن أن يتحلّى بها.
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "استكثروا من الإخوان فإنّ لكلِّ مؤمن شفاعة يوم القيامة"5.وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "من استفاد أخاً في الله عزّ وجلّ استفاد بيتاً في الجنّة"6.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "أعجز النّاس من عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيّع من ظفر به منهم"7.

من تؤاخي؟
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "قدّم الاختبار في اتخاذ الإخوان فإنّ الاختبار يُفرّق بين الأخيار والأشرار"8.وعن الإمام الصادق عليه السلام: "اختبروا إخوانكم بخصلتين فإن كانتا فيهم وإلّا فاعزب ثمّ اعزب ثمّ اعزب؛ محافظة على الصلوات في مواقيتها، والبرّ بالإخوان في العسر واليسر"9.

لقد عرفنا بشكل عام أن الأخوة الحقيقية الصادقة هي أخوة أهل الصلاح والثقة، ولكن ما هي معالم الأخوة الصادقة؟
1- العالم الرباني:
فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "عجبت لمن يرغب في التكثُّر من الأصحاب كيف لا يصحب العلماء الألبّاء الأتقياء الّذين يغتنم فضائلهم وتهديه علومهم وتزيّنه صحبتهم"10.

وإن قلت أنا لست عالماً فكيف أُصاحب العلماء؟ نقول لك تُصاحبهم بحضور مجالسهم في المساجد وسماع مواعظهم، وإلّا حُرمت من بركاتهم وأعرض عنك الله تعالى وقسى قلبك، يقول الإمام السجّاد في تعليل بُعد الإنسان عن الله: "... أو لعلّك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني"11.

2ـ صحبة الحكيم الحليم:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "صاحب الحكماء وجالس الحلماء وأعرض عن الدنيا تسكن جنّة المأوى"12.من هنا يقول لقمان "عدوٌّ حليم خير من صديق سفيه"13.

3ـ الأخوّة في الله:

فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "خير الإخوان من كانت في الله مودّته"14.

4ـ المذكِّر بالله والمعين على الطاعة:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: "المعين على الطاعة خير الأصحاب"15.
وعن لقمان قائلاً لابنه: "يا بُنيّ، تكلّم الحكمة عند أهلها، وعليك بمجالسة أهل الذكر، فإنّها محياة للعلم، وتُحدِث في القلوب خشوعاً"16.

لا تؤاخ هؤلاء:
1ـ الأحمق الكذّاب:

عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك وصحبة الأحمق الكذّاب، فإنّه يُريد نفعك فيضرّك، ويُقرِّب منك البعيد، ويُبعِّد منك القريب، إن ائتمنته خانك، وإن ائتمنك أهانك، وإن حدّثك كذّبك، وإن حدّثته كذّبك، وأنت منه بمنزلة السراب الّذي يحسبه الظمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئاً"17.

2ـ صاحب الغاية الدنيويّة:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "احذر أن تؤاخي من أرادك لطمع أو خوف أو ميل أو للأكل والشرب، واطلب مؤاخاة الأتقياء، ولو في ظلمات الأرض، وإن أفنيت عمرك في طلبهم"18.

3ـ الفاجر الشرّير الفاسق:

عن الإمام الصادق عليه السلام: "لا تصحب الفاجر فيعلّمك من فجوره"19.

4ـ البخيل:
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إيّاك ومصاحبة البخيل فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه"20.

5ـ الكافر:
عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤاخين كافراً"21.
وتجدر الإشارة إلى أنّه عدم مؤاخاة الكافر غير الحربي لا تعني عدم القسط معه، فربّ كافر أسلم لحسن تعامل المسلمين معه.

6ـ السبَّاب الفحّاش:
قال لقمان "إنّ الفاحش البذيّ الشقيّ إن يُحدِّث فضحه لسانه، وإن سكت فضحه العِي ، وإن عمل أساء، وإن فعل أضاع..."22.

7ـ صاحب اللهو:
عن الإمام عليّ عليه السلام: "إيّاك وصحبة من ألهاك وأغراك فإنّه يخذلك ويوبقك"23.

8ـ الجبان:
عن الإمام الباقر عليه السلام: "لا تُصادق ولا تؤاخ أربعة: الأحمق والبخيل والجبان والكذّاب (إلى أن يقول) وأمّا الجبان فإنّه يهرب عنك وعن والديه"24.

9ـ ناشر المثالب والنمّام:
عن الإمام عليّ عليه السلام: "لا تؤاخ من يستر مناقبك وينشر معايبك"25.

الاتجاه الثاني:حسن المعاشرة
بعد الاختيار الحسن لمن نخالط أو الاضطرار الى مخالطة البعض هناك أسس لحسن المعاشرة مع الناس يجمعها عنوان الاخلاق الحسنة.
إن للعشرة حقوقاً وآداباً رسمها الإسلام، وبقدر مراعاتها والحفاظ عليها يكون النجاح في العلاقات مع الآخرين، وهي على درجات في بناء الأواصر والروابط بمقدار التودد والتواصل.

يوصي مولى المتقين علي عليه السلام بنيه بالمحافظة على أعلى درجات العشرة الطيّبة والمعاملة الحسنة فمن وصية أمير المؤمنين عليه السلام لبنيه عند احتضاره:"يا بنيّ عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنّوا إليكم، وإن فُقدتم بكوا عليكم"26.

أ-الميزان في معاشرة الناس‏
قد يتساءل بعضنا عن ضوابط العشرة وحدودها وما هو الميزان الذي ينبغي أن تزان الأمور به حيث مفردات العلاقة مع الآخرين كثيرة ومتشعبة وقد يضيع الإنسان في شعبها إن لم يكن على بصيرة من أمره، فهل يعني حسن معاشرة الجار الدفاع عنه ولو كان ظالماً؟ وهل تعني المعاملة الجميلة التبسّم والسكوت للجليس حتى وإن كان كلامه باطلاً أو جارحاً أو يمثّل غيبة للآخرين وطعناً معنوياً لهم؟

وهل يعني حسن معاملة الأولاد ترك الاختيار لهم في الالتزام بالأحكام الشرعية وعدم الالتزام بها من قبيل تخيير البنت بين الحجاب وعدمه أو غير ذلك؟ الجواب إن العشرة بأسوء درجاتها ومراحلها تتمثّل في الإقرار والإمضاء للمنكر، وليس من حسن العشرة كما تقدم في التساؤلات بل على العكس تماماً يقتضي التعامل بإحسان أن أوقف الآخرين عن التجاوز وارتكاب المحارم وأعاونهم على الخيرات وأداء الحقوق سواء حقوق أنفسهم أو حقوق الآخرين لديهم فضلاً عن الحق الإلهي بالطاعة.

لكن في معالجة الموقف وتصحيح المسار موازين بعد الانتهاء من القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وواجب التعاون والإصلاح تحدّث عنها أمير المؤمنين عليه السلام بوضوح حيث قال:"اجعل نفسك ميزاناً بينك وبين غيرك، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره لها ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك وارض من الناس، ما ترضى لهم منك"27.

ب-حسن العشرة في المنزل‏
حينما نتحدث عن حسن العشرة نريد منه المجموع لا الاكتفاء بفرد دون آخر، فلو كانت علاقة الإنسان ممتازة مع أخوانه وأصدقائه أو مع جيرانه ولكنه في نفس الوقت لا يهتم بمراعاة الآداب مع عائلته داخل المنزل بحيث تلقى منه الويلات والمصائب في كلماته النابية ومعاملته السيئة فهو ليس على خير ولم يقم بما هو مطلوب منه كاملاً لأن المطلوب هو المجموع أي حسن العشرة مع الكل ولا يعذر المرء إذا أساء المعاملة مع أولاده أو بعض أرحامه بداعي المحافظة على حسن ارتباطه بالآخرين، فالمعاشرة المنزلية الجميلة أمر لا غنى عنه وجزء لا يتجزأ من منظومة المعاشرة بإحسان بل هي الجزء الأهم والأساس.يقول مولانا الصادق عليه السلام: "إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلّفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصّن"28.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لولده الحسن عليه السلام: "لا يكن أهلك أشقى الخلق بك"29.

ج- نتائج حسن العشرة
فقد ورد عنهم عليه السلام أحاديث عديدة تكشف عن النتائج الهامة للعشرة الكريمة:
1- دوام المودة:في الحديث: "بحسن العشرة تدوم المودّة"30.
2- دوام الوصلة:في الحديث: "بحسن العشرة تدوم الوصلة"31.
3- عمارة القلوب:في الحديث: "عمارة القلوب في معاشرة ذوي العقول"32.
4- السعادة والنبل:عن مولى المتقين علي عليه السلام: "عاشر أهل الفضل تسعد وتنبل"33.
5- أنس الرفيق:في الحديث: "بحسن العشرة تأنس الرفاق"34.
6- السلامة من الغوائل:فيما ورد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "جاملوا الناس بأخلاقكم تسلموا من غوائلهم، وزايلوهم بأعمالكم لئلا تكونوا منهم"35.
7-هداية الاخرين:من انسان اهتدى الى الحق عن طريق المعاشرة الحسنة،وهناك امثلة كثيرة على ذلك من تاريخ النبي واله- مثال اليهودي مع الرسول والذمي مع امير المؤمنين- ومن الواقع.

خاتمة

ايها الاخوة ان الاخلاق الحسنة وحسن العشرة مسؤوليتنا نحن كمؤمنين،علينا ان نراعيهما في سلوكنا مع الاخرين ،حتى ولو كانوا يخالفوننا في ديننا او مذهبنا،وعلينا ان لا نهمل ذلك مع اقاربنا واسرتنا
فلا يكونوا أشقى الناس بنا.


1-البحار، ج‏42، ص‏247.
2- الحجرات:13
3 - ال عمران:103
4 - كنز العمال ج4 ص2837
5 ـ كنز العمّال، 26442.
6 ـ ثواب الأعمال، ج 1، ص 182.
7 ـ نهج البلاغة، حكمة، 11.
8 ـ ميزان الحكمة، ح 283.
9 ـ م. ن، ح 286.
10ـ ميزان الحكمة، حديث 10248.
11 ـ من دعاء أبي حمزة الثمالي، بحار الأنوار، ج 95، ص 87.
12ـ ميزان الحكمة، ح 10245.
13 ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 426، ح 70.
14ـ ميزان الحكمة، ح 264.
15ـ م. ن، ح 13301.
16 ـ حكم لقمان، محمّد الري شهري، ص 110.
17ـ ميزان الحكمة، ح 10280.
18 ـ م. ن، ح 230.
19ـ الخصال، ص 80.
20 ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 196، ح 29.
21 ـ م. ن، ج 71، ص 197، ح 31.
22 ـ حكم لقمان، محمّد الري شهري، ص111.
23ـ ميزان الحكمة، ح 10276.
24ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 192، ح 8.
25ـ ميزان الحكمة، ح 235.
26ـ البحار، ج‏42، ص‏247.
27ـ البحار، ج‏77، ص‏203.
28 ـ البحار، ج‏78، ص‏236.
29 ـ نهج البلاغة، الكتاب 31، والحكمة 257.
30 ـ ميزان الحكمة، حديث: 12988.
31ـ م.ن. حديث: 12991.
32 ـ م.ن. حديث: 13001.
33 ـ م.ن. حديث: 13002.
34ـ م.ن. حديث: 12990.
35ـ تنبيه الخواطر، ج‏2، ص‏14.

28-12-2012 | 03-26 د | 3731 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net