الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الشيخ حسن الدجيلي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الشيخ حسن ابن الشيخ محسن ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ عبد الله الدجيلي النجفي ، عالم مرموق مشهور بالتحصيل ومن المعدودين من الفقهاء ، ولد في النجف الأشرف عام 1309 هـ . نشأ على الدرس والتدريس وحلقات الفقهاء مضافاً إلى شهرة والده العالم الشهير على تدريسه والاعتناء به ، كنت كثيراً ما أشاهده مسرعاً قاصداً جامع الهندي ـ وهو أكبر مسجد في النجف وكان المرحوم الميرزا حسين النائيني يلقي دروسه على تلامذته هناك ومنهم المترجم له ، وكان إذا حضر في المحافل تكون له صدارة المجلس وتطرح المسألة العلمية ويشتدّ النقاش حوله فكان من المجلّين في تحقيقه وخبرته وممن يؤخذ برأيه ويحترم قوله ، طلب مني أن أسهر على ولده الشيخ صالح ليكون منبرياً مرموقاً بين الخطباء فلازمني هذا الولد حرسه الله ملازمة الظل مدة لا تقل عن عشر سنوات فكان كما أراد أبوه فهو اليوم من خطباء النجف اللامعين وبحكم هذه الصلة فقد كانت المودة أكيدة مع الوالد والثقة أصيلة فعرفت منه طيب القلب وسلامة الذات وحسن المعاشرة والنصح لكل أحد من قريب وبعيد ويحب الخير لكل مخلوق مع رجاحة عقل واتزان كامل وربما تذاكرنا ما بيننا بمسألة نحوية وهو يصغي فيفيض علينا من معارفه وكأنه قد راجعها وأتقنها في تلك الآونة ، كان يخرج في السنة مرة واحدة إلى الريف حول النجف والمسماة بمنطقة (المشخاب) بطلب من أهالي تلك المنطقة لأجل التعليم الديني والارشاد والوعظ وصادف مرة ان كنتُ هناك فرأيت من تواضعه ولطف أخلاقه ما جذبني إليه وجعلني أثق به كل الوثوق . وقد كرر الذهاب إلى تلك المنطقة حتى توفي بها فجأة سنة 1366 هـ . ,نقل إلى النجف فدفن بها فرثاه جمع من الشعراء .

آثاره :

1 ـ حاشية على (كفاية الأصول) .
2 ـ منظومة في المنطق .
3 ـ ديوان شعره مضافاً إلى رسائله من منثور ومنظوم .

أصارحة الغصنِ الأخضر ..

أنشأها على ضفة دجلة في حديقة غناء ذات أشجار يانعة وأطيار صارحة في (قلعة سكر) على شط الفرات ، وفيها يمدح الغري (النجف) ومرقد الإمام علي عليه السلام مطلعها :
أصـارحةَ الـغصنِ الأخضر هـناك نـعيمك فـاستبشري
تـسيرين سابحةً في الفضاء و وكـرك في الشجر المثمر

وفيها :

خـذي ذا اليك وهذا ذري
سـؤال نـكيرٍ ولا مـنكر
و أعـلن طه على المنبر
فـمولاه بـعدي أبو شبّر
من الحاضرين وفي منظر
و جـثمانه بـعدُ لـم يقبر
مـن مورد العلم والمصدر
اديـلت ضلالاً الى حبتر
امـام يـقول لنار الجحيم
ولـم أخـشَ بعدَ ولائي له
به أكمل الدين (يوم الغدير)
و قـال فمن كنت مولىً له
وقـدك ن ذلـك في مسمعٍ
فـتباً لهم خالفوا المصطفى
وقـد عـدلوا بعد عرفانهم
لـبيعة تـيم ومـن بـعده

وله أيضاً في رثاء سيد الشهداء وقد اشتملت على مدح العترة الهداة عليهم السلام ، وقد تليت في محفل الملائية الذي اقيم لعزاء الحسين عليه السلام في العشرة الثالثة من المحرم سنة 1360 هـ . وكان انشاد القصيدة يوم 26 محرم من السنة المذكورة1 :
 

وقـصّر خـطاها بـالوعيد وبـالوعد
عـن الـذل واحملها على منهج الرشد
لـترقى بـها أعلى ذرى الحمدِ والمجد
و ان وصـفت بـالقول بالجوهر الفرد
مـن الـمهدِ بـالعلم الصحيح إلى اللحد
هم الأمن في الاخرى من الفزع المردي
وهـم أبـحر الـجدوى لمستمطر الرفد
ولاؤهـم فـرضٌ عـلى الـحرّ والعبد
و آخـرهم بـدر الـهدى القائم المهدي
وبـغض مـعاديهم عـلى القرب والبعد
كما لا غنىً في الفرض عن سورة الحمدِ
فـضلت بـليل الجهل عن سنن القصد
وكـيف تـعاب الشمس بالمشعل الرمد
و (قـل لا) لاثـبات الـولاية والـودّ
وبـرهان حـق قـامعاً شـبهة الجحد
جـسيم ألا شـلت يـد الـزمن الـنكد
عـصائب غـي أظـهرت كامن الحقد
الـهداة و قـلّ الـتائبون عـلى العهد
وأذهـل لـبّ المرضعات عن الوُلد
بـثارات قـتلاه بـبدرٍ و فـي أُحد
ويـرجـع ديـن الـجاهلية والـوأد
يـلبّيه فـي عـزم لـه ماضي الحدّ
لـها النسب الوضاح من شيبة الحمدِ
و لـم يـبد ريحانُ العذار على الخد
الـيـه بـأطـراف الـمثقفة الـخُلدِ
وصـالوا عـلى أعدائهم صولة الأسد
وطـيبهم نـقع الـوغى لا شـذا النَدّ
ودون ابن بنت الوحي أحلى من الشهد
صفت فسمت مجداً على كل ذي مجد
دروعــاً بـيـومٍ لـلقيامة مـحتدّ
بـبيض الـمواضي والمطهمة الجردِ
مـن الـفخر في يوم من النفع مسودِ
وقـد أكـلتهم في الوغى قضب الهُندِ
عـشياً نـحور الحور في جنة الخلد
يـدير رحـى الهيجاء كالأسد الورد
جـحافل لا تـحصى بحصرٍ ولا عدّ
سـوى العزم والبتار والسلهب النهد
يـشيب له الطفل الذي هو في المهدِ
بـجملة هـذا الـكون لـلواحدِ الفردِ
لـقرط الظما والحرّ والحرب في وقد
سَـنا الـبرق فـي قط الكتائب والغدِ
بـكـل كـميّ دارعٍ زجـل الـرعد
من الضرب حمزاً ان تعرّى من الغمد
ولـيس لـما قـد خـطه الله من ردّ
بـغلة قـلب لـم تـذق بارد الورد
وأمـسى عـماد الـمجد منفطم العقد
ويـلطم فـي كـلتا يـديه على الخدّ
صريعاً فعادوا عنه مرتعش الأيدي
و ذي خفراتُ الوحي مسلوبة البرد
تـلوذ به من شدة الضرب والطرد
فـتجبهُ يـا لـله بـالسبّ والردّ
فـمن ظـالمٍ وغدٍ إلى ظالمٍ وغدِ
هـي الـنفسُ رصنها بالقناعة والزهد
وجـانب بـها الـمرعى الـوبيل ترفقاً
فـمـا هـي إلا آيـة فـيك اودعـت
ومــا عـلـمت إلا يـدُ الله كـنهها
فـفـجّر يـنـابيع الـعلوم و غـذّها
وحـبّ الـهداة الـغرّ مـن آل أحـمدٍ
هـم عـصمة الـلاجي وهم باب حطةٍ
هــم سـفـراء الله بـيـن عـبـاده
فـأولـهم شـمـسُ الـحقيقةِ حـيدر
فــلا تـقبل الأعـمال إلـى بـحبهم
ولـيس لـهذا الـخلق عن حبهم غنىً
عـمىً لـعيون لا تـرى شمس فضلهم
تعيب لهم فضلاً هو الشمس في الضحى
و يـكفي مـن الـتنزيل آيـة (إنـما)
و ذا خـبـر الـثقلين يـكفيك شـاهداً
رمـتهم يـد الـدهر الـخؤون بحادثٍ
وقـامت عـليهم بـعدما غـاب أحـمد
وقـد نـقضت عـهد النبي (ص) بآله
وأعـظم خـطب زلزل العرشَ وقعه
غـداة ابـن هـندٍ أظهر الكفر طالباً
و رام بـأن يـقضي على دين أحمدٍ
فـقام الـهدى يستنجد السبط فاغتدى
و هـبّ رحيب الصدر في خير فتيةٍ
يـشب عـلى حـبّ الـكفاح وليدهم
و لـو يرتقي المجدُ السماكين لارتقوا
إذا شـبّت الـحرب العوان تباشروا
اسـودُ وغـىً فيض النجيع خضابهم
رجـال يرون الموتَ تحت شبا الظبا
فـراحوا يـحيونَ الـمواضي بأنفسٍ
وقـد أفـرغوا فـوق الجسوم قلوبهم
و لـما قـضوا حـق المكارم والعلى
و خـطّوا لـهم في جبهة الدهر غُرةً
تـهاووا عـلى وجـه الصعيد كواكباً
ضـحىً قـبّلتهم فـي النحور و قبّلوا
لـم يـبق إلا قـطب دائـره العُلى
وحـيداً أحـاطت فيه من كل جانب
فـدىً لـك فـرداً لم يكن لك ناصرٌ
وقـفت لنصر الدين في الطف موقفاً
وأرخـصت نـفساً لا تـوازن قيمة
تـرد سيول الجحفل المجر و الحشى
بـعضب الـشبا مـاضٍ كأنّ فرنده
وتـحسب فـي الهامات وقع صليله
فـيكسو جـسومَ الـدارعين مطارفا
و لـما دنـا مـنه الـقضا شام سيفَه
هـوى لـلثرى نـهبَ الأسنة والظبا
هـوى فـهوى ركـن الداية للثرى
وقـام عـليه الـدين يندب صارخاً
تـحامته ان تـدنو عـليه عداته
فـيا عـيرة الإسـلام أين حماته
تجول بوادي الطف لم تلف مفزعا
و تـستعطف الأنذال في عبراتها
بـرغم الـعُلى و الدين تُهدى أذلةً

* ادب الطف - الجزء التاسع315_ 322


1- أنشدت في مأتم الحسين (ع) المقام من قبل الهيئة العلمية بالنجف الأشرف في 23 محرم الحرام سنة 1359 هـ

15-03-2011 | 08-32 د | 1600 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net