الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتيجب أن نكون من أهل البصائر ومن الصابرين كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على مؤتمر إحياء ذكرى شهداء محافظة أصفهانفَمَا وَهَنُوا وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا

العدد 1646 08 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 10 كانون الأول 2024 م

وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

العدد 1645 01 جمادى الثانية 1446 هـ - الموافق 03 كانون الأول 2024 م

الجهاد ذروة سنام الإسلام

فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع التعبويّين، بمناسبة حلول أسبوع التعبئةإنَّ ‌اللهَ مَعَ الصّابِرينمراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
السيد ميرزا جعفر القزويني
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

جاء في (البابليات) هو أبو موسى جعفر بن معز الدين المهدي ابن الحسن بن أحمد الحسيني القزويني، الحلي مولدا ومنشأ ومسكنا . قال عنه معاصره شيخنا الاجل العلامة الشيخ علي آل كاشف الغطاء (ره) في (الحصون): (كان عالما فقيها أصوليا منشئا بليغا رئيسا جليلا مهابا مطاعا لدى أهالي الحلة مسموع الكلمة عند حكامها وأمرائها. ولما هاجر أبوه الى النجف في أواخر حياته استقل هو بأعباء الرئاسة في الحلة وأطرافها، فكان فيها مرجع الفقراء وموئل الضعفاء تأوي الى داره الالوف من الضيوف من أهل الحضارة والبادية التي مرجعها لواء الحلة لاجل حوائجهم وهو يقضيها لدى الحكام وولاة بغداد غير باخل بجاهه، وكان ثبت الجنان طلق اللسان يتكلم باللغات الثلاث: العربية والتركية والفارسية ودرس العلوم اللسانية في الحلة وحضر مدة مكثه في النجف على خاله الشيخ مهدي بن الشيخ علي في بحوثه الفقهية وفي الاصول على الشيخ مرتضى الانصاري والملا محمد الايرواني وبعد رجوعه الى الحلة حضر عند والده كما حضر عنده جماعة من فضلاء الحلة. وله من المؤلفات (التلويحات الغروية) في الاصول و(الاشراقات) في المنطق وغيرهما وكان أغلب اشتغاله في حسم الخصومات وقضاء حوائج الناس مما ترك ألسن الخاصة والعامة تلهج بالثناء عليه الى اليوم وكانت الدنيا زاهرة في أيامه وعيون أحبابه قريرة في حياته) اهـ.

وقد ذكره خاتمة المحدثين الشيخ النوري في (دار السلام) بعبارات تدل على علو مقامه. وأنبأنا سيدنا الاستاذ الاعظم شقيقه السيد محمد عن عمر أخيه المترجم له يوم وفاته كان خمسا وأربعين سنة فيكون مولده سنة 1253 وهي السنة التي توفي فيها جده لأمه الشيخ علي بن الشيخ جعفر ومن هنا يظهر لك السهو الذي ورد في ترجمته في (أعيان الشيعة) من كونه (تخرج بخاله الشيخ علي) لان الشيخ علي جد المترجم لا خاله. وولادته سنة وفاة جده، فكيف يكون تخرج عليه ، والصحيح انه تخرج بخاله الشيخ مهدي بن الشيخ علي كما ذكرنا آنفا، ومما يؤكد لدينا أن مولده كان في الحلة قوله في فقرات نثرية من رسالة طويلة بعث بها الى خاله وأستاذه المهدي يخبره بوصوله الى الحلة عائدا اليها من زيارة النجف ويصف استقبال الحليين له: (وطلعت علينا هوادي الخيل وجرت الينا أبناء الفيحاء مثل مجرى السيل فأمطنا بتلك الارض نقاب التعب وشققنا بها قميص النصب ثم دخلنا بابل وحللنا تلك المنازل:

 

بلاد بها حل الشباب تمائمي وأول أرض مس جلدي ترابها

 

أجاب داعي ربه أول المحرم سنة 1298 في الحلة وحمل نعشه على الرؤوس والاعناق الى النجف وما مروا فيه بمكان الا واستقبل مشيعا بالبكاء والعويل ودفن في رأس الساباط مما يلي (التكية) من الصحن الحيدري. وقد حدثنا الوالد رحمه الله عما شاهده في النجف يوم ورود جثمانه اليها مما لم يتفق مثله لعظيم مات قبله وخرج الناس لتغسيله في بحيرة النجف في الموضع المعروف بـ (البركة) ولما رجعوا به للصلاة عليه في الصحن الحيدري تقدم والده المهدي وأم الناس للصلاة فانصدعت الجماهير أيما انصداع وارتفعت الاصوات بالنحيب من كل جانب فعندها تقدم العالم الرباني الشيخ جعفر الشوشتري وأم الجماعة ليسكن هيجان الناس وصلى أبوه عليه مأموما بصلاة الشيخ والى ذلك أشار الشيخ حمادي نوح في مرثيته له:    

 

لو لا الامام صدوق الـنسك يقـدمنـا سوى أبيك اماما قط ما اعتبروا
في (جعفر) الصادق الهادي اقتدت أمم صلت عليك وأملاك السما أمروا

ورغب الشيخ المذكور أن يكون قبره قريبا منه فعمر له قبرا من حجرات الصحن مقابلا له وبينهما الطريق ودفن السيد حيدر الحلي بينهما بعد ست سنوات. وأقيمت له المآتم في كل مكان ورثته شعراء النجف والحلة وغيرهما حتى أن السيد حيدر جمع مراثيه ورتبها وجعل لها مقدمة شجية سماها: (الاحزان في خير انسان) تقع في 95 صحيفة

 

حياته العلمية والادبية

أما حظه من العلم والعرفان فهو البحر الذي لا ينزف وقد أجيز بالاجتهاد والفتوى من والده ومشاهير علماء عصره وقد اجتمعت في ذاته الكريمة المتناقضات فانه جمع الى عظيم الهيبة والعزة ونظافة البزة وترف العيش، تواضع جده النبي وزهد والده الوصي وكان مع شغله الدائم بادراة شؤون الاسرة والبلد واهتمامه بكل صغير وكبير من أمور الناس وابتلائه بمخالطة الحكام وأولي الامر وما أودع الله له من المحبة في قلوبهم والهيبة في عيونهم لا يفوته ورد من أوراده ولا ذكر من أذكاره ولا نافلة من صلاته وما ظنك بمن أصبح موضع الثقة عند والده بحيث ينوب عنه في صلاته وفي كل ما يتعلق به من مهماته. وأما طول باعه في النظم والنثر فحدث و لا حرج. ولولا خوف الاطالة وخشية الملل لذكرنا نماذج من رسائل التي كاتب بها جماعة من العلماء والادباء كخاليه الشيخ مهدي والشيخ عباس والسيد جعفر الخرسان والسيد نعمان الالوسي وآل جميل وغيرهم وكلها تدل على تضلعه في الحكمة والفلسفة والادب والتاريخ واللغة. وقد أثبت سيدنا الامين في (الاعيان) كثيرا من رسائله وقليلا من مراثيه الحسينية ومقاطيعه الشعرية.

وكان ـ ره ـ على سرعة خاطره في النظم غير مكثر منه لانه يعد الشعر دون مقامه وليس له من القصائد المطولة سوى ما قاله في أجداده الطاهرين عليه السلام. وقد حدثنا جماعة من معاصريه أنه كان يستقبل هلال المحرم من كل عام بقصيدة يؤبن فيها جده الحسين عليه السلام وتنشد في المأتم الذي ينعقد في دارهم العامرة طلبا للأجر ومساهمة في تلك الخدمه الكبرى.

أقول وقد جمع الشيخ اليعقوبي رحمه الله هذه القصائد في كراسه ونشرها وأسماها بـ(الجعفريات) طبعت بمطابع النجف الاشرف سنة 1369 هـ واليك واحدة منها:
 

سـأمضي لنيل المعالي بدارا وأطـلب فـوق السماكين دارا
يـطالبني حـسبي بالنهوض وأن لا أقــر بـدار قـرارا
تـقول لـي النفس شمر وسر مـسير همام عن الضيم سارا
فـما أنـت بـاغ بهذا القعود تـظمى مرارا وتروى مرارا
فـقلت سـأخلع توب الهوان وأدمـي الاكـف دماء غزارا
وأجـلبها كـل طـلق اليدين يـؤجج في دارة الحرب نارا
وأنصب نفسي مرمى الحتوف اذا مـا تنادى الرجال الفرارا
كـيوم ابـن أحـمد والعاديات تـثـير بـأرجـلهن الـغبارا
غدات حسين بأرض الطفوف وبـحر الـمنايا عليه استدارا
أتت نحوه مثل مجرى السيول حـرب بـخيل مـلأن القفارا
تـحاوله الـضيم فـي حكمها ويـأبى له السيف الا الفخارا
فـأقـسم امـا لـقاء الـحمام أولا يـرى لـلأعادي ديـارا
بـآسـاد مـلـحمة لا تـكاد تـعرف يـوم الهياج الحذارا
وغـلب اذا ما انتفضوا للوغى أباحوا رقاب الاعادي الشفارا
بـكل كـمي تـسير النفوس على صفحتي سيفه حيث سارا
وذي عـزمات يـخال الردى اذا سـعر الحرب كاسا عقارا
فـدى لـسراة بـني غـالب حـمام الـعدو اذا الـنقع ثارا
حـماة الـنزيل كـرام القبيل اذا صـوح العام أرضا بوارا
تـداعوا صباحا لورد المنون فـانتثروا فـي الصعيد انتثارا
بـنفسي بـحور ندى غيضت وكـان يـمد نـداها الـبحارا
بـنفسي بـدور هـدى غيبت ومـنها هـلال السماء استنارا
بـنفسي جـسوما بحر الهجير ثـلاث لـيال غدت لا توارى
بـنفسي رؤسـا بـسمر القنا يـطاف بـهن يـمينا يـسارا
وطـفـلا يـكابد حـر الأوام وآخـر يلقى المواضي حرارا
وحـسـرى تـصعد أنـفاسها فـتعرب عـما أسرت جهارا
تـرى قومها جثما في العراء فـينهمر الـدمع منها انهمارا
فـيا راكـبا ظـهر غـيداقة طـوت قـطع البيد دارا فدارا
بـأخفافها تـترامى الـحصى فـتقدح كـالزند مـنها شرارا
أنـخها صـباحا بجنب البقيع ونـاد حـماة الـمعالي نزارا
بـأن دمـاء بـني الوحي قد أطلت لدى آل حربا جبارا
وان ابـن أحـمد مـنه العدى تـبل سـنانا وتـروي غرارا
ونـسوته فـوق عجف النياق تـحملهن الاعـادي أسـارى
يـطـفن بـها فـدفدا فـدفدا ويـقطعن فـيها ديـارا ديارا
تـقول وقـد خلفت في الثرى جـسوما لاكـفائها لا توارى
ألا أيـن هـاشم أحمى الورى ذمـارا وأزكـى البرايا نجارا
لـتنظر مـا نـال منا العدى فـتعدو على آل حرب غيارى
وتروي صدى بيضها من دما عـداها وتـطلب بـالثار ثارا
ألا يـا بني الطهر يا من بهم يـغاث الانـام اذا الدهر جارا
الـيكم بني الوحي من (جعفر) بـديعة فـكر بـكم لا تجارى
تـبـاري الـنجوم بـألفاظها وان هي قد أصبحت لا تبارى

وصـلى عـليكم الـه السماء

مـا فـلك الـكائنات استدارا

وله أيضاً
 

سل عن أهيل الحي من وادي النقا أمـغربا قـد يـمموا أم مـشرقا
يـقدح زنـد الشوق في قلبي اذا ذكـرت فـي زرود مـا قد سبقا
وفـي لـهيب لـوعتي وعبرتي أكــاد أن أغــرق أو أحـترقا
مـا أومض البرق بأكناف الحمى مـن أرضـهم الا وقـلبي خـفقا
ولا انبرت ريح الصبا من نحوهم الا شـممت مـن شـذاها عـبقا
مـن نـاشد لـي بالركاب مهجة قـد تـبعت يـوم الرحيل الانيقا
عـهـدتـها أسـيـرة بـحـبهم فـمن لـها يـوم الـمسير أطلقا
يـا أيـها الـغادون مـني لـكم شـوق أذاب الـجسم مـني أرقا
أبـقيتم مـضنى لـكم لا يرتجى لـه الـشفا ولا تـسليه الرقى1
لو يحمد الدمع على غير بني أحمد مـنه الـدمع حـزنا لا رقـا2
الـقـاتلين الـمحل ان تـتابعت شـهب الـسنين جـمعا وفـرقا
والـقائدين الـجيش يـملأ الفضا رعـبا وسـكان الـبسيط رهـقا
والـبـاذلين فـي الالـه أنـفسا لاجـلها مـا فـي الـوجود خلقا
انـسان عـيني فـي بحار أدمعي لـما جـرى يـوم الطفوف غرقا
وبـحـر أحـزاني مـديد وافـر لـو مـد مـنه الـبحر مـا تدفقا
اذا ذكـرت كـرب يـوم كـربلا تـكاد نـفسي حـزنا أن تـزهقا
جــل فـهان كـل رزء بـعده يـأتي وأنـسى كـل رزء سـبقا
وعـصبة مـن شـيبة الحمد لها حـرب رمت حربا يشيب المفرقا
قـادت لـها الجيش اللهام عندما جــاش قـديم كـفرها واتـفقا
وقـامت الـحرب تـحييها على سـاق لـما منها رأت في الملتقى
الـثغر بـعزم ثـابت عـند اللقا فـاسـتقبلت فـرسـانها بـاسمة
واسـتنهضت قـواطعا كم قطعت رأس رئـيـس وأبـانت مـرفقا
مـا أغـسقت ظـلمة لـيل نقعها الا جـلا فـجر سناها الغسقا3
فـأحرقت شهب ظباها كل شيطان وغـى لـلسمع مـنها استرقا
كـم مـفرد لا يـنثني حتى يرى صـحيح جـمع الـقوم قد تفرقا
لـله يـومهم وقـد أبـكى السما لــه دمـا طـرز فـيه الافـقا
مـا سـئموا ورد الردى ولا اتقوا بـأس الـعدا ولا تـولوا فرقا4
حـتى تفانوا والأسى في مصرع فيه التقى الدين الحنيف والتقى5
غـص بـهم فم الردى من بعد ما كـان بـهم وجـه الزمان مشرقا
فـكم خـليل مـن بني أحمد ألقاه بـنار الـحرب نـمرود الـشقا
وكـم ذبـيح مـن بـني فـاطمة يـرى الـفنا فـي ربه عين البقا
 أنـواره مـذخر يـهوى صـعقا وكـم كـليم قـد تـجلت للورى
يـا خـائضا أمـواج تـيار الفلا كــأنـه الـبـرق اذا تـألـقا
مـن فـوق مـفتول الذراع سابح قـد عـز شـان شـأوه أن يلحقا
يـكـاد أن يـخرج مـن اهـابه اذا تـولـى مـغربا أو مـشرقا
لوكان لا يهوى الانيس في السرى رأيـتـه لـظـله قــد سـبقا
وطـائر الـخيال لـو رام بـأن يـجـري عـلى مـنواله لـحلقا
عــج بـالبقيع نـاعيا لأهـله مـهابط الـوحي وأعـلام التقى
قـل يـا بـني فهر الألى سيوفهم أوهت قوى الضلال حين استوسقا
والـمرغمين يـوم بـدر بالظبى مـعاطس الـشرك وآنـاف الشقا
والـفـاتحين يـوم فـتح مـكة بـقـضبهم لـلدين بـابا مـغلقا
حـي عـلى الـحرب فقد القحها بـالطف أبـناء الـعتاة الطلقا6
عـادت بـها هـدرا دماؤكم لدى رجـس عـن الـدين القويم مرقا
ورأس سـبط أحـمد يـهدى لمن يـوما بـشرع أحـمد مـا صدقا
والـطاهرات مـن بـنات فاطم لـم تـبق مـنها الـنائبات رمقا
لا عـذب الـماء الفرات لامرىء عـلـى ولا آل الـنـبي خـلقا
ولا سـقى الـرحمن صوب عفوه مـن مـنه أبـناء النبي ما سقى
وآعـجبا يـقضي الحسين ظاميا ومــاؤه الـقـراح مـا تـرنقا
ولـلسماء كيف لم تهو على الغبر  ا  وقـد هـوى الـحسين صـعقا
والارض مـا ساخت بأهليها وقد ثـوى عـليها عاري الجسم لقى
يـا لـك من رزء به قلب الهدى شـجوا بـنيران الـهموم احترقا
وفـادح أبـكى الـسموات العلى دمـا بـه جـيد الاثـير طـوقا
عـسـى يـديل الله مـن أمـية يـومـا لـقاؤه يـشيب الـمفرقا
بـحيث لـم تـلف لـها من ملجأ يـنجي ولا في الارض تلقى نفقا


*ادب الطف ـ الجزء السابع 257 _267.


1- الرقى: جمع رقية العوذة.
2- رقأ الدمع جف. وسكن.
 3-الغسق: ظلمة أول الليل.
4- فرق: الفزع والخوف.
5- الاسى جمع أسوة القدوة وتأسوا آسى بعضهم بعضا.
6-يشير الى قول النبي صلى الله عليه وآله يوم الفتح لاهل مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء وكان منهم أبو سفيان وابنه معاوية.

14-03-2011 | 02-56 د | 1650 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net