الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الشيخ مغامس بن داغر
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

الشيخ مغامس بن داغر المتوفي حوالي سنة 850 هـ

شاعر طويل النفس بديع النظام حلو الانسجام ، أصله ـ كما في الحصون المنيعة ـ من احدى العشائر العربية القاطنة ضواحي الحلة ، استوطن الحلة حتى توفي فيها . قال الشيخ الخطيب اليعقوبي في(البابليات) وقفتُ أخيراً على قصائد للمترجم في أهل البيت عليهم السلام ذكرها الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ محمد علي الطريحي ـ أخو فخر الدين صاحب المجمع والمنتخب ـ في مؤلف له كتبه بالحلة سنة 1076 وكله في مراثي آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومديحهم وهو من بقايا مخطوطات كتب آل طريح ولكنه طالما عبّر فيه عن المترجم بـ البحراني فيمكن أن يكون أصله من البحرين وهبط العراق وسكن الحلة للحصول على الغاية التي أشرنا إليها. وقد استظهر العلامة الاميني في ج 7 من الغدير بأنه خطيب أديب وابن خطيب أديب .

من قوله في إحدى قصائده النبوية

فتارة انظـم الاشعـار ممتـدحاً وتارة انثر الاقوال في الخطـب أعملت في مدحكم فكري وعلمني نظم المديح وأوصاني بذاك أبي ويوجد في المجاميع القديمة المخطوطة وبعض المطبوعات كالمنتخب والتحفة الناصرية شيء كثير مما قاله في الأئمة وقد جمع منها العلامة الشيخ محمد السماوي ديواناً باسم المترجم يربو على 1350 بيتا عدا الذي عاثت به أيدي الشتات .

ومما قاله ابن داغر الحلي

 

كـيف الـسلامة والخطوب تنوب ومـصائب الـدنيا الغرور تصوبُ
إن الـبقاء عـلى اخـتلاف طبائع ورجـاء أن يـنجو الفتى لعصيب
الـعيش أهـونه ومـا هـو كائن حـتمٌ ومـا هـو واصـل فقريب
والـدهر أطـوار ولـيس لأهـله إن فـكّروا فـي حـالتيه نصيب
لـيس الـلبيب مـن استغر بعيشه إن الـمفكر فـي الأمـور لـبيب
يـا غـافلاً والـموت ليس بغافلٍ عـش مـا تـشاء فانك المطلوب
أبـديت لـهوك إذ زمـانك مقبل زاهٍ واذ غـضّ الـشباب رطـيب
فمن النصير على الخطوب اذا أتت وعـلا على شرخ الشباب مشيب
عـلل الـفتى مـن علمه مكفوفة حـتى الـممات وعـمره مكتوب
وتـراه يـكدح في المعاش ورزقه فـي الـكائنات مـقدّر مـحسوب
إن الـلـيالي لا تــزال مـجدّة فـي الـخلق أحداث لها وخطوب
مـن سـر فـيها ساءهُ من صرفها ريـبٌ لـه طـول الزمان مريب
عـصفت بـخير الخلق آل محمد نـكباء إعـصار لـها وهـبوب
أمـا الـنبي فـخانه مـن قـومه فـي أقـربيه مـجانب وصحيب
مـن بـعد مـا ردوا عليه وصاته حـتـى كــأن مـقاله مـكذوب
ونـسوا رعـاية حـقه في حيدر في "خم" وهو وزيره المصحوب
فـأقام فـيهم بـرهة حـتى قضى فـي الغيظ وهو بغيظهم مغضوب

ومنها قوله في رثاء الامام السبط عليه السلام


بـأبي الامـام الـمستظام بكربلا يـدعو ولـيس لما يقول مجيب
بـأبي الـوحيد وما له من راحم  يـشكو الـظما والماء منه قريب
بـأبي الـحبيب إلى النبي محمد ومـحـمد عـند الالـه حـبيب
يـا كـربلاء أفـيك يقتل جهرة  سـبط الـمطهر إن ذا لـعجيب
مــا أنـت إلا كـربة وبـليّة كـل الأنـام بـهولها مـكروب
لـهفي عـليه وقـدهوى متعفراً  وبــه أوام فــادح ولـغوب
لـهفي عـليه بـالطفوف مجدلا تـسفي عـليه شـمال وجنوب
لـهفي عـليه والـخيول ترضه فـلهنّ ركـض حـوله وخبيب
لـهفي لـه والـرأس منه مميز والشيب من دمه الشريف خضيب
لـهفي عـليه ودرعـه مسلوبة  لـهفي عـليه ورحـله مـنهوب
لهفي على حرم الحسين حواسراً شـعثاً وقـد ريـعت لهنّ قلوب
حـتى إذا قـطع الـكريم بسيفه لـم يـثنه خـوف ولا تـرعيب
لـله كـم لـطمت خـدود عنده جـزعاً وكطم شقت عليه جيوب
مـا أنـس إن أنس الزكية زينباً تـبكي لـه وقـناعها مـسلوب
تـدعو وتندب والمصاب يكظها بـين الـطفوف ودمعها مسكوب
ءاخـي بـعدك لاحـييت بغبطةٍ واغـتالني حـتف إلـيّ قريب
حـزني تـذوب له الجبال وعنده يـسلو ويـنسى يـوسفاً يعقوب

وقال في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم
 

عرّج على المصطفى يا سائق النجبِ عـرّج عـلى خير مبعوث وخير نبي
عـرج على السيد المبعوث من مضر عرّج على الصادق المنعوت في الكتب
عـرّج عـلى رحـمة الباري ونعمته عـرّج على الابطحي الطاهر النسب
رآه آدم نـــوراً بـيـن أربـعـة لألاؤهـا فـوق ساق العرش من كثب
فـقال : يـا رب مـن هذا ؟ فقيل له  قـول المحب وما في القول من ريب
هــم أولـيائي وهـم ذرّيـةٌ لـكما فـقـرّ عـيناً ونـفساً فـيهم وطـب
أمــا وحـقـهم لــولا مـكـانهم مـني لـما دارت الأفـلاك بـالقطب
كـلا ولا كـان من شمس ولا قمر ولا شـهابٍ ولا أفـق ولا حـجب
ولا سـمـاءٍ ولا أرض ولا شـجرٍ لـلناس يـهمي عليه واكف السحب
ولا جـنـان ولا نــارٍ مـؤججة جـعلت أعـداءهم فيها من الحطب
وقـال لـلملأ الأعـلى : ألا أحـد ينبي بـأسمائهم صـدقاً بلا كذب
فـلـم يـجـيبوا فـأنبا آدم بـهم ل ـها بـعلمٍ مـن الـجبار مكتسب
فـقال للملأ الأعلى : اسجدوا كملاً لآدم واطـيـعوا واتـقوا غـضبي
وصـيّـر الله ذاك الـنور مـلتمعاً فـي الـوجه منه بوعد منه مرتقب
وخـاف نـوح فـناجى ربـه فنجا بـهم عـلى دسر الألواح والخشب
وفـي الـجحيم دعا الله الخليل بهم فـأخمدت بـعد ذاك الـحر واللهب
وقـد دعا الله موسى إذ هوى صعقاً بـحقهم فـنجا مـن شـدة الكرب
فـظـل مـنـتقلا والله حـافـظه عـلى تـنقّله مـن حـادث النوب
حـتى تـقسم فـي عـبد الاله معاً وفـي أبـي طالب عن عبد مطلب
فــأودع الله ذاك الـقـسم آمـنةً يـوماً إلـى أجـلٍ بالحمل مقترب
حـتى اذا وضـعته انـهدّ من فزع ركن الضلال ونادى الشرك بالحرب
وانشق أيوان كسرى وانطفت حذراً نـيـرانهم وأقـرّ الـكفر بـالغلب
تـساقطت أنـجم الأمـلاك مؤذنةً بـالرجم فـاحترق الأصنام باللهب
حـتى اذا حـاز سن الأربعين دعا ربـي بـه في لسان الوحي بالكتب
فـقال : لـبيك مـن داعٍ وارسـله الـى الـبية مـن عجم ومن عرب
فـأظهر المعجزات الواضحات لهم بـالبينات ولـم يـحذر ولـم يهب
اراهـم الآيـة الـكبرى فوا عجبا مـا بالهم خالفوا من أعجب العجب
فـالحق فـي فـرح الدين في مرحٍ  والشرك في ترح والكفر في نصب
حـتى اسـتراح نـبي الله قاضيةً بـهم وراحـتهم فـي ذلـك التعب
يـا مـن بـه انـبياء الله قد ختموا فـليس مـن بعده في العالمين نبي
إن كنت في درجات الوحي خاتمهم  فـأنت أولـهم فـي أول الـرتب
قـد بـشرت بك رسل الله في اممٍ خـلت فـما كـنت فيما بينهم بغبي
شـهدت انـك أحـسنت البلاغ فما  تـكون فـي بـاطل يوماً بمنجذب
حـتى دعـاك إلـهي فاستجبت له حـبّاً ومن يدعه المحبوب يستجب
وقـد نـصبت لـهم في دينهم خلفاً وكـان بـعدك فـيهم خير منتصب
لـكـنّهم خـالفوه وابـتغوا بـدلاً  تـخيروه ولـيس الـنبع كـالغرب

ويقول فيها
 

يـا راكـب الهوجل المحبوك تحمله إلـى زيـارة خـير العجم والعرب
إذا قـضيت فـروض الـحج مكتملا ونـلت إدراك ما في النفس من إرب
وزرت قـبـر رسـول الله سـيدنا وسـيد الـخلق مـن نـاءٍ ومقترب
قـف مـوقفي ثـم سلم لي عليه معاً حـتى كـأني ذاك الـيوم لـم أغب
وائـن الـسلام إلـى أهل البقيع فلي بـها أحـبة صـبٍّ دائـم الـوصب
وبـثّهم صـبوتي طـول الزمان لهم وقـل بـدمع عـلى الخدين منسكب
يـا قـدوة الخلق في علم وفي عمل واطـهر الخلق في أصل وفي نسب
وصـلت حـبل رجـائي في حبائلكم كـما تـعلق فـي اسـبابكم سـببي
دنـوت فـي الدين منكم والوداد فلو لا دان لـم يـدن من احسابكم حسبي
مـديحكم مـكسبي والـدين مكتسبي مـا عشت والظن في معروفكم نشبي
فـإن عـدتني الـليالي عن زيارتكم فـان قـلبي عـنكم غـير مـنقلب
قـد سيط لحمي وعظمي في محبتكم وحـبكم قد جرى في المخ والعصب
هـجري وبـغضي لـم عاداكم ولكم صدقي وحبي وفي مدحي لكم طربي
فـتـارة انـظم الاشـعار مـمتدحاً وتـارة أنـثر الأقـوال في الخطب
حـتى جـعلت مـقال الصد من شبه إذ صغت فيكم قريض القول من ذهب
أعـملت فـي مـدحكم فكري فعلمني نـظم الـمديح وأوصـاني بذاك أبي
فـهل انـال مـفازاً فـي شـفاعتكم مـما احـتقبت لـه في سائر الحقب

ولابن داغر من قصيدة في الرثاء.
 

قطع الزمان عرى هواي وكلما قـطع الزمان فماله من واصل
لا غـرو من جدّ الزمان وهزله عز النصير على الزمان الهازل
ايـن الالى كانوا ونحن بقربهم فـي طـيبات مشارب ومآكل
دارت رحـاه عـليهم فتمزقوا فـالقوم تـحت صفائح وجنادل
لا يـخدعنك ما ترى من صفوة ان الـخديعة مـصرع للجاهل


ويقول في الرثاء منها

فـي الـرزية بـالنبي وآلـه جـلّت فـما رزء لها بمماثل
لـم تفعل الامم الأوائل مثلها هـيهات مـا أحد لذاك بفاعل
فاحبس دموعك عن تذكر دمنة درست معالمها بشعبي (بابل)
واسمح بها في رزء آل محمد فـعساك تحظى بالنعيم الآجل


ويختمها بقوله
 

يا آل بيت مـحمد يـا سـادة  سادوا الورى بفواضل وفضائل
انـتم رعاة المسلمين فمن يزغ عـنكم فـليس لـه الاله بقابل
والـيكم مـني قـصيدة شاعر لـهج بـمدحكم الـيكم مـائل
مـنظومة جـاءت تزفّ اليكم بـكمالها مـن لجّ بحر الكامل
قول ابن داغر المحب مغامس والـقول بـرهان لعقل القائل
فـتقبلوه وعـجلوا بـكرامتي فـالنفس مـولعة بحب العاجل

* ادب الطف ـ الجزء الرابع295_ 306

09-03-2011 | 02-21 د | 2747 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net