أعطى اللهُ تعالى خطّةَ عملٍ من أجل المواجهة مع أعداء الرسول (صلّى الله عليه وآله). في بداية البعثة، أمر اللهُ تعالى رسولَه بالصبر، فقال تعالى في سورة المدّثِّر، وهي من أولى سور البعثة النبويّة: ﴿وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ﴾[1]؛ اصبر من أجل ربّك. وقال في سورة المزَّمِّل، وهي من أولى سور القرآن أيضاً: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾[2]؛ اصبر من أجل ربّك. ﴿وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾[3]، في سورة هود[4] وفي سورة الشورى: اِستقم؛ ولذلك فإنّ خطّة العمل قد وردت.
والآن، ما معنى الصبر؟ الصبر لا يعني وضعَ الكفّ على الكفّ، والجلوس بانتظار النتائج والأحداث. الصبر يعني الصمود والمقاومة، الصبر يعني عدم تغيير حساباتنا الدقيقة مع خداعات العدوّ، الصبر يعني متابعة الأهداف التي رسمناها لأنفسنا، الصبر هو السير والمواصلة بمعنويّات عالية، هذا هو معنى الصبر. إذا اتّفق هذا الصمود والمقاومة مع العقل والتدبير والمشورة -كما قال في القرآن: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾[5]- فإنّ النصرَ سيكون من نصيبنا حتماً.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 22/03/2020م)
[1] سورة المدَّثِّر، الآية 7.
[2] سورة المزَّمِّل، الآية 10.
[3] سورة الشورى، الآية 15.
[4] ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾، سورة هود، الآية 112.
[5] سورة الشورى، الآية 38.