الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1644 23 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 26 تشرين الثاني 2024 م

ضياع القِيم في عصر الغَيبة

وللمظلوم عوناًالكلّ يحتاج إلى الصبر مراقباتمعاني الصبروَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ

العدد 1643 16 جمادى الأولى 1446 هـ - الموافق 19 تشرين الثاني 2024 م

التعبويُّ لا يُهزَم

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع تلامذة المدارس وطلّاب الجامعاتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء مجلس خبراء القيادةالصبر ونجاح المسيرة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
السعادة والشقاء في الإسلام
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

*الهدف: شرح مفهومي السعادة والشقاء من وجهة نظر إسلاميّة كونهما من المفاهيم الملتبسة في أذهان الكثيرين من الناس.

*تصدير الموضوع: قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاءً غيْرَ مَجْذُوذٍ1.



مقدّمة

يرتبط مفهوم الشقاء ومفهوم السعادة ارتباطاً أكيداً بمصير الإنسان في الآخرة وكونه من أهل النعيم أو من أهل العذاب، بل لا يمكن أن تكون الدنيا ساحة سعادة أو شقاء لأحد لأنّها مخلوقة على كون سعادتها مشوبة بالشقاء وشقائها ممزوج بالسعادة بخلاف الآخرة التي هي إمّا شقاء محض أو سعادة محضة.


حقيقة السعادة والشقاء

وإذا كان مفهوم كلّ من السعادة والشقاء له علاقة وثيقة بآخرة المرء فمن الطبيعي أن تكون الطاعة وتزكية النفس سبيل السعادة كما أنّ المعصية سبيل الشقاء.

عن أمير المؤمنين عليه السلام:"من أجهد نفسه في إصلاحها سعد، من أهمل نفسه في لذّاتها شقي وبعد"2.

وعنه عليه السلام:"لا يسعد امرؤٌ إلّا بطاعة الله سبحانه، ولا يشقى امرؤٌ إلّا بمعصية الله"3.

وعن الإمام الحسين عليه السلام -في دعاء يوم عرفة-:"اللهم اجعلني أخشاك كأنّي أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك"4.

وفي هذا السياق يتّضح أنّ السعادة والشقاء لا يرتبطان بالموت والحياة كما قد يتوهّم أهل الدنيا بل يرتبطان بأداء المرء لتكليفه في هذه الحياة.

قال الإمام الحسين عليه السلام:"إنّي لا أرى الموت إلّا سعادة والحياة مع الظالمين إلّا برم5.

وعن الإمام عليّ عليه السلام:"فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين"6.


علامات السعادة

حبّ عليّ:أي مودّته وطاعته والولاء له، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -لأمير المؤمنين عليه السلام -:"إنّ السعيد حقّ السعيد من أحبّك وأطاعك"7.

محبّة أهل البيت عليه السلام: عن عليّ عليه السلام:"أسعد الناس من عرف فضلنا، وتقرّب إلى الله بنا، وأخلص حبّنا، وعمل بما إليه ندبنا، وانتهى عمّا عنه نهينا، فذاك منّا وهو في دار المقامة معن"8.


إخلاص العمل:فإنّ صفاء النيّة وعدم الشرك فيها ممّا يضفي على المرء سعادة خاصّة ببلوغه هذا المقام الرفيع، فعن عليّ عليه السلام:"إمارات السعادة إخلاص العمل"9.

هداية الآخرين:وإعانتهم على تجاوز مشكلاتهم لا سيّما الثقافيّة والفكريّة، فعن عليّ عليه السلام:"من كمال السعادة السعي في صلاح الجمهور"10.

زيارة الحسين عليه السلام:حيث ورد في الروايات أن من زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه-:"وإن كان شقيّاً كتب سعيداً، ولم يزل يخوض في رحمة الله عزَّ وجلَّ"11.

الزوجة والولد والرزق:عن الإمام الصادق عليه السلام:"ثلاثة من السعادة:الزوجة المؤاتية، والولد البارّ، والرزق يرزق معيشة يغدو على صلاحها ويروح على عياله"12.

السعي لنيل الآخرة:عن عليّ عليه السلام:"سعادة الرجل في إحراز دينه والعمل لآخرته"13.


الشقاء وأشقى الناس

عن الإمام الصادق عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ:"﴿قَالُوا رَبَّنَا لَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّين:بأعمالهم شقو"14.

فالشقاء نتيجة طبيعيّة للأعمال السيّئة والمصير الحتميّ لأهل المعاصي على ما اقترفت أيديهم وجوارحهم15.

الإمام عليّ عليه السلام -وقد سئل عن أشقى الناس-:"من باع دينه بدنيا غيره"16.

لإنّه بذلك يكون قد اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.


علامات الشقاء

وكما بيّنت النصوص علامات السعادة حتّى يختبر المرء نفسه بها بيّنت كذلك علامات الشقاء حتّى لا تتسلّل إلى قلب المسلم دون أن يشعر بها.

فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"من علامات الشقاء:جمود العين، وقسوة القلب، وشدّة الحرص في طلب الرزق، والإصرار على الذنب"17.

وعن الإمام عليّ عليه السلام:"من علامات الشقاء الإساءة إلى الأخيار"18.

وأيّ شقاء أكبر من أولئك الذين أقدموا على قتل سبط رسول الله ورائد الأخيار الحسين بن عليّ عليه السلام وسبوا نساءه وحرمه وأنزلوا بهم شتّى صروف العذاب والمآسي.

 

*زاد عاشوراء,نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافيّة ,الطبعة التاسعة: تشرين الأول 2010م - 1431هـ/ ص:31



1-هود، آيات: 105- 108.
2-ميزان الحكمة، ج2، ص1303.
3-ميزان الحكمة، ج2، ص1303.
4-مصباح المتهجّد، الشيخ الطوسيّ، ص270.
5-العوالم، الشيخ عبد الله البحرانيّ، ص67.
6-نهج البلاغة، ج1، ص167.
7-الأمالي، الصدوق، ص466.
8-ميزان الحكمة، ج2، ص1305.
9-عيون الحكم والمواعظ، ص70.
10-ميزان الحكمة، ج2، ص1306.
11-مستدرك الوسائل، ج10، ص310.
12-ميزان الحكمة، ج2، ص1304.
13-ميزان الحكمة، ج2، ص1305.
14-المؤمنون، 106.
15-التوحيد، الصدوق، ص356.
16-الأمالي، الصدوق، ص478.
17-الكافي، ج2، ص290.
18-عيون الحكم والمواعظ، ص468.

17-12-2010 | 07-17 د | 4237 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net