لصلاة الجمعة ميزة، هي اندماج الروحانيّات والسياسة، الشيء المستبعد لدى أهل الدنيا والأشخاص الذين لا يتأمّلون كثيراً في الأمور، أين السياسة من الروحانيّة والإيمان بالله؟
للسياسة أسس تتعارض وتتنافى جميعها في الظاهر مع التوجّه إلى الله وأمثال ذلك. عندما تجتمع السياسة مع الروحانيّة في فريضة ما، فهذا فنّ الإسلام، وهذه مهارة الإسلام. جاء في تلك الرواية للرضا (عليه السلام) أنّ خطيب الجمعة «يُخبرهم بما ورد عليهم من الآفاق، من الأهوال التي لهم فيها المضرّة والمنفعة»[1]. هائل [أي] أمر مهمّ وعظيم. يُبيّن [خطيب الجمعة] للناس القضايا التي تحدث في العالم، ولها علاقة بمجتمعنا على نحو الضرر أو النفع. افرضوا مثلاً القضيّة النوويّة، أو لنقل الحرب في أوكرانيا على سبيل المثال -إنّها قضيّة قد طرأت على العالم- أو القضايا المختلفة للسياسات في الشرق والغرب. هذه الأشياء على ارتباطٍ ببلدنا ومجتمعنا وحياتنا وسياستنا. عندما يبيّن خطيب الجمعة هذه [القضايا] للناس ويشرحها بصورة صحيحة وفق معلومات كافية وصحيحة، فهذا يعني ربط السياسة بالروحانيّة. يقول: «اتّقوا الله»؛ يجب أن يكون هناك أمر بالتقوى حتماً في خطبة الجمعة، ويبيّن في الوقت نفسه للناس السياسة؛ السياسة على هذا النحو، السياسة الدوليّة، ولبّ القضايا السياسيّة.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 27/07/2022م)
[1] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، ج7، ص344.