الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

المحاضرة الثالثة والعشرون
واجبات العلاقة مع الإمام في غيبته

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

ورد في التوقيع المبارك عنه : "فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتّصل بنا ممّا نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلواته على سيّدنا البشير النذير، محمّد وآله الطاهرين وسلّم"1.

الهدف:
بيان أهمّ الأمور التي يستطيع المرء من خلالها توطيد العلاقة مع الإمام صاحب الزمان وحثّ الناس على الإلتزام بها.


مقدّمة
قد يتوهّم البعض أنّه من الصعوبة التواصل مع إمام الزمان وإقامة العلاقة الصحيحة معه نظراً لاستتاره عن شيعته ومحبّيه، إلّا إنّ هذه الغيبة لا ينبغي أن تشكّل حاجباً عنه بل من الضروريّ تحويلها إلى فرصة للتواصل وحافزاً داخل نفوسنا للتقدّم قدماً نحو علاقة وطيدة ومتينة بإمام العصر.

1- صلته بالمال الواجب: والمقصود الحقوق الماليّة التي تجب على المكلّف كالخمس والزكاة. وقد بيّن الإمام الحجّة ضرورة أداء هذه الحقوق في أحد تواقيعه المباركة حيث يقول: "ونحن نعهد إليك أيّها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيّدك الله بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين، أنّه من اتقى ربّه من إخوانك في الدين وأخرج ممّا عليه إلى مستحقّيه، كان آمنا من الفتنة المبطلة، ومحنها المظلمة المضلّة ومن بخل منهم بما أعاده الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنّه يكون خاسراً بذلك لأولاه وآخرته"2.

وعن أبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام: " لا تدعوا صِلة آل محمَّد من أموالكم من كان غنيّاً فعلى قدرِ غناه، ومن كان فقيراً فعلى قدرِ فقره، ومن أراد أن يقضي الله أهمَّ الحوائج إليه فليصِلْ آل محمَّد وشيعتَهُم بأحوجِ ما يكون إليه من ماله"3.

2- تجديد البيعة له: وهي أن يعقد الإنسان المؤمن العزم في نفسه على مناصرة الإمام عليه السلام والقتال بين يديه في حال ظهوره، وأن يسمع له في الأمر والنهي، ويلقي بأزمّة نفسه بين يديه. هذه البيعة الواردة في دعاء العهد المروي عن الإمام الصادق عليه السلام ، وفيه: "اللهم إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً... اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذّابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه..."4.

3- إعداد العدّة: فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإنّ الله تعالى إذا علم ذلك من نيّته رجوت أن ينسّىء في عمره حتّى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره"5. ولعلّ السهم ناظر إلى الإعداد العسكريّ والجهوزيّة القتاليّة في إشارة إلى أهميّتها وضرورتها في عصر الغيبة.

4- المحافظة على الأخلاق والالتزام: والمحافظة عليهما واجبةٌ على كلّ حال، لكن نظراً إلى شدّة المحن والإبتلاءات في عصر الغيبة التي قد تزعزع إيمان الإنسان حرصت الروايات على التذكير بذلك، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ لنا دولةً يجيء الله بها إذا شاء". ثمّ قال عليه السلام: "من سرَّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدّوا وانتظروا هنيئاً لكم أيّتها العصابة المرحومة"6.

5- عدم الإنجراف مع التيارات المنحرفة: ورد في وظيفة الأنام "فانتبه إلى نفسك، ولا تقل: وعلى فرض أنّي أتوب ولكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام عليه السلام في غيبته فذنوب الجميع تؤدّي إلى غيبته وتأخّر ظهوره! فأقول: إن كان جميع الخلق سبباً لتأخير ظهوره عليه السلام فالتفت إلى نفسك فلا تكن شريكاً معهم في ذلك".

فوظيفة الإنسان لا تحدّدها أعمال الخلق وإنّما تحددها النصوص المرويّة عن أهل بيت العصمة ولا ينبغي التأثّر بالآخرين مهما كثر عددهم واشتدّت شوكتهم.

6- المرابطة: وهي حفظ ثغور المسلمين من أعداء الإسلام. عن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها"7.

وفي رواية أخرى عنه صلى الله علية واله وسلم: "رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه"8.

وهذه المرابطة من الأعمال التي لا ينقطع فضلها وثوابها عن صاحبها فهي كالصدقة الجارية، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله علية واله وسلم: "كلّ عمل منقطع عن صاحبه إذا مات إلّا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة".

كما أنّ عين المرابط والحارس لحدود الإسلام لا تمسّها النّار يوم القيامة تكريماً لجليل ما تقرّبت به إلى الله تعالى. فعن رسول الله صلى الله علية واله وسلم: "عينان لا تمسّهما النّار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله"9.

وروي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قولة تعالى: ﴿يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون 10، قال عليه السلام: "اصبروا على المصائب، وصابروا على الفرائض، ورابطوا على الأئمّة" 11. وفي رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الآية السابقة قال عليه السلام: "اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوّكم ورابطوا إمامكم المنتظر"12.

7- إظهار العلماء لعلمهم في غيّبته : فعلى العلماء أن يتصدّوا لبيان الدين ونشره، وتلبية حاجات المؤمنين واحتضانهم، ورعاية شؤونهم أو يقوموا بالدور الكامل لسدّ الفراغ الحاصل من غيبة الإمام سواء في ذلك الجانب العلميّ والثقافيّ بما يوجد من تحديّات ومستجدّات على هذا المستوى، والجانب العمليّ من خلال حثّهم وتوجيههم ليكونوا من عباد الله تعالى الصالحين والحاضرين لنصرة إمامهم عند لحظة ظهوره.

وفي رواية أخرى عن الإمام العسكريّ عليه السلام: "لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذّابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلّا ارتد عن دين الله ولكنّهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكّانها أولئك هم الأفضلون عند الله عزّ وجلّ1"3.

* خير الزاد في شهر الله، المركز الإسلامي للتبليغ، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، ط1، تموز 2010م.


1- صحيفة المهديّ، ص350.
2- الإحتجاج، ج2، ص325.
3- بحار الأنوار، ج93، ص216.
4- بحار الأنوار، ج53، ص95.
5- معجم أحاديث الإمام المهديّ، ج4، ص6.
6- بحار الأنوار، ج52، ص140.
7- ميزان الحكمة، ج1، ص449.
8- ميزان الحكمة، ج1، ص449.
9- ميزان الحكمة، ج1، ص449.
10- آل عمران: 200.
11- مكيال المكارم، ج2، ص398.
12- مكيال المكارم، ج2، ص398.
13- بحار الأنوار، ج2، ص6.

19-08-2010 | 09-14 د | 2903 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net