يقع على عاتِق المبلّغين الدينيّين وظائف هامّة في مجال تبليغ الدين، والقيام بها
سيؤدّي إلى نجاح مهامهم التبليغيّة، وسوف نشير إلى بعض هذه الوظائف؛
3- تنمية الأفكار والعقول؛
من جملة وظائف المبلّغ الديني سَوقُ الناس إلى التفكّر، لأنَّ الفِكْر والمعرفة
يُعدَّان مفتاح العلم والاكتشافات؛ ومن طرق الوصول إلى الخالق الأحد.
يقول القرآن الكريم في هذا الصدد: {...وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ}[1].
فنبغي عليكم أيّها المبلّغون، من خلال تهيئة الأرضيّة اللازمة إلى ترغيب الناس
بالسيْر في أعماق وجودهم، ودعوتِهم إلى التفكّر في أنفسهم؛ هل أنتم أوجدتم أنفسكم؟
هل أنتم تحفظون وتحمون أنفسكم؟ وهل أنَّ الموت والحياة بأيديكم؟
ومن البديهي أنَّ المخاطبين إذا تلقّوا كلامكم عن وعيٍ وتعقُّل، فإنّه سيَرْسَخُ في
قلوبهم، فلا يزول. ولهذا السبب؛ ينبغي عدم الاستعجال لقبول أفكاركم بل افسحوا لهم
المجال لاختيارها بأنفسهم والعمل بها.
ولذا؛ ينبغي عليكم من أجل تنمية المستوى الفكريّ عند الناس؛ أن تعملوا على رفع
مستوى العلم والمعارف عندهم، ومحاورتهم في الأمور العلميّة، وترغيبهم للسير في
الآيات الآفاقيّة والأنفُسيّة.
[1] سورة النحل، الآية 44.