يقع على عاتِق المبلّغين الدينيّين وظائف هامّة في مجال تبليغ الدين، والقيام بها
سيؤدّي إلى نجاح مهامهم... التبليغيّة، وسوف نُشير إلى بعض هذه الوظائف:
2- مواجهة الإنحرافات والخرافات:
من أهمِّ مشكلات تقدّم أيِّ مجتمعٍ وتكامله ابتلاؤه بالإنحراف والخرافة، وإنَّ
وظيفة المبلّغين في كلِّ زمانٍ ومكان تنبيه الناس في هذا الخصوص، وبالتالي مواجهة
مختلف أشكالها.
وأوّل خطوة ووظيفة تقع على عاتق المبلّغ الديني في هذا المجال، معرفة الإنحراف
والخرافات والمواجهة الجذريّة معها. ومن البديهيّ أن لا تغفل في هذا المقام عن
الإستفادة من أصل الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
وقد أشار القرآن الكريم إلى بعض وجوه الإنحراف، وذكر لنا بعض إنحرافات الجاهليّة
وتعرَّض لنقدها وبَيَّن عواقبها الوخيمة فقال – مثلاً- في مورد الخطيئة الكبرى أي
الزنا: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ
فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}[1].
ففي هذه الآية الشريفة،ومن أجل منع الزنا ومحاربته، ينهى الله تعالى عن مقدّماته
وما يؤدِّي إليه، كالنظر المحرَّم والخلوة مع غير المحارم (الأجنبيّة) فيقول لنا: "لا
تقربوا الزنا".
ويقول أيضاً في مقام مواجهة الجاهلين، عبّاد الخرافات، الذين يقلّدون أسلافهم
الضَّالين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ
اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ
آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}[2].
ومضافاً إلى ذلك، فإنَّ المعصومين(عليهم السلام) لم يتساهلوا أبداً في مقابل
الإنحراف والخرافة، وحاربوها بشكلٍ قاطع، وننبّه القرّاء الكرام إلى مراجعة كتب
السيرة والتاريخ لمزيد من الإطّلاع والمعرفة.
[1] سورة الإسراء، الآية
32.
[2] سورة البقرة، الآية 170.