ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:
الزّهد وبساطة العيش:
قال الإمام علي(عليه السّلام): “الزّهد كلُّه بين كلمتين من القرآن، قال
الله سبحانه: {لِكَيْ لاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ...}[1]، ومن لم يأسَ على الماضي، ولم يفرح بالآتي، فقد أخذ الزّهد بطرفَيه”[2]
.
الزّهد ضدّ الرّغبة وهو الإعراض عن الأشياء لاعتقاد حقارتها[3].
وأمّا التّعاليم الإسلامية فقد بيّنت أنّ الزّهد ليس عدم الاستفادة من المال
والثّروة أو تحريم الحلال بل هو عبارة عن[4]:
1- قصر الأمل.
2- الشّكر عند النّعم.
3- التّورّع عن المحارم.
4- أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله.
5- أن لا تطلب المفقود حتى تُعْدَم الموجود.
6- إخلاص الأعمال ( لله تعالى) .
7- الرّغبة في التّقوى.
8- قلّة الانشغال بالدّنيا.
9- ترك كلّ شيء يشغلك عن الله تعالى.
ومن جملة آثار وفوائد
الزّهد نذكر ما يلي:
1- من زهد فيها (الدّنيا) فقصر فيها أمله أعطاه الله علمًا بغير تعلّم، وهدىً بغير
هداية وأذهب عنه العماء وجعله بصيرًا...
2- أنبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه.
3- شرح الله صدره وجعل فيه نورًا[5].
كيفية تحصيل الزّهد[6]:
1- معرفة الله.
2- التّعقّل والتّدبّر والتّبصُّر والبصيرة.
3- معاشرة أهل الدِّين والآخرة.
4- التّمرّن على الزّهد؛ ألزم نفسك بالزّهد لتصل بالتّدريج إلى الزّهد الواقعي.
5- الرّضا بالقليل من مواهب الدّنيا ونِعَمها.
6- كبح الشّهوات وما تطلبه النّفس.
ومن كلامٍ للإمام الخميني(قده) حول بساطة العيش والزّهد عند المبلّغ الدِّيني قال:
“من الأمور المهمّة أيضًا، أنّ على علماء الدِّين أن يعيشوا حياةً بسيطة، وإنَّ
الذي رفع العلماء وحفظهم إلى الآن هو بساطة العيش، فهؤلاء الّذين قدَّموا أعمالًا
عظيمة - في الحياة- عاشوا حياةً بسيطة، وأولئك الّذين كانوا مورد احترام النّاس
وكانوا مسموعي الكلمة هم الّذين عاشوا حياة بسيطة أيضًا...”[7].
[1] سورة الحديد، الآية 23.
[2] نهج البلاغة، الحكمة 439.
[3] لغت نامه دهخدا (قاموس دهخدا)؛ التحقيق في كلمات القرآن الكريم، مادة زهد.
[4] ترجمة ميزان الحكمة (الطّبعة الفارسيّة)، ج5، ص2226- 2229 (بتصرّف).
[5] المصدر نفسه، ص2234- 2241 (بتصرّف).
[6] المصدر نفسه ، ص2230- 2243 (بتصرّف).
[7] روحانيت وحوزه هاى علميه أز ديدﮔـاه إمام خميني (قده) (سيرة العلماء والحوزات
العلميّة في نظر الإمام الخميني (قده)، تبيان، الدّفتر العاشر، ص391.