ومن أهم الخصائص الّتي يجب على المبلّغ الدّيني امتلاكها:
3- البصيرة واليقظة:
من أهمِّ أركان شخصية المبلِّغ الدِّيني أن يتمتَّع بالبصيرة واليقظة والمعرفة
والذّكاء والعقل والدّراية.
وبناءً على ذلك فإنَّ من لا يمتلك مثل هذه الخصائص، لا ينبغي له أن يتصدّى لشأن
التّبليغ أو يطأ ساحته. والسّبب في ذلك الخوف عليه من الضّلال وإضلال من يخاطبهم.
يقول الله تعالى في قرآنه الكريم مخاطبًا نبيّ الإسلام (صلّى الله عليه وآله):
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ
الْمُشْرِكِينَ}[1].
ويُستفاد من هذه الآية القرآنيّة أن المبلّغ الدِّيني لا بدّ له أن يتمتع بالبصيرة
واليقظة وحُسن التّدبير، وأن يؤسّس دعوته على أساس الدّلائل القطعيّة والواضحة
منزّهًا إياها عن شوائب الجهل والإبهام والشّكّ والخرافات.
وأنت أيّها المبلّغ العزيز، يا من تقوم بفريضة التّبليغ الدِّيني، لا بدّ لك أن
تعلم بأنّك المخاطب بهذا الخطاب الإلهي حيث يقول تعالى:
{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ
فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّين وَلِيُنْذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[2].
ففي هذه الآية الشّريفة اعتُبر التفقّه في الدِّين – بمعنى كسب المعارف العميقة
والشّاملة عن الدِّين- من جُملة المقدِّمات اللّازمة للمبلّغ الدِّيني.
وبناءً على ذلك، من الضروري لكلِّ من يريد أن يُصبح مبلِّغاً أن يُمضي سنوات عديدة
بمنتهى الإخلاص والجدّيّة في محضر أساتذة الدِّين المؤمنين الأتقياء، لتحصيل العلوم
والمعارف الإسلاميّة، ليتسنّى له بعد ذلك التّصدّي لمنصب التّبليغ.
[1] سورة يوسف، الآية 108.
[2] سورة التوبة، الآية 122.