الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
«يا لَيتَنا كُنّا مَعهُم»وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَمراقبات

العدد 1636 28 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 02 تشرين الأول 2024 م

والْجِهَادَ عِزّاً لِلإِسْلَامِ

البصيرةمراقباتوَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

العدد 1635 21 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 25 أيلول 2024 م

أثر التوحيد في مواجهة البلاء - السيدة زينب (عليها السلام) نموذجاً-

العدد 1634 14 ربيع الأول 1446 هـ - الموافق 18 أيلول 2024 م

طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّه

المصلحة الإلزاميّة للأمّة هي في الوحدة الإسلاميّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
خصائص الخطاب (9) - الديمومة والخلود في الخطاب
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

- الديمومة والخلود:
إنَّ الخطاب الذي يكون مرنًا، مُنسجمًا مع الفطرة البشريّة، - مع كونه خطابًا سهلًا وبسيطًا- ويتضمّن كذلك أدلّةً منطقيّةً وعقليّةً، يُسمَّى خطابًا خالدًا وشاملًا[1].

بعض خصائص الخطاب الخالد:

أ- إنسجامه مع فطرة البشر:
من الخصائص الهامّة للخطاب الخالد كونه منسجمًا مع الفطرة، وهذه الخاصيّة موجودة في الخطاب الإسلامي.

يقول الشّهيد المطهّري: "حينما وضع الإسلام أنظمته وقوانينه، أظهر احترامه للفطرة وانسجامه مع القوانين الفطريّة، ومن هذه الجهة، فقد منح هذه القوانين إمكانية البقاء على مرّ الزمن[2].

كذلك فإن الانسجام مع الفطرة، يُعدّ عاملًا مهمًّا لانتشار خطاب الإسلام ورسالته، بين مختلف الفرق والأقوام في تمام أرجاء المعمورة[3].

ب- السّهولة والسماحة:
إنَّ الخطاب المنبعث من الدِّين لا بدّ أن يكون سهلًا سمِحًا، بحيث لا يسبّب العُسر والحرج عند المخاطَب، إذ يقول الله عزّ وجلّ في قرآنه المجيد: {...يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ...}[4].

ويقول في آية أخرى: {...وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّين مِنْ حَرَجٍ...}[5].

وقال النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله): "بُعِثتُ على الشّريعة السَّمحة السَّهلة"[6].

والسّماحة في الدِّين والخطاب الدِّيني تعني العفو والتّجاوز، ومثالًا على ذلك فإنّ دين الإسلام أمر بالوضوء، وبالتّالي إذا احتمل الإنسان الضّرر لوجود جرحٍ أو مرض في بدنه، فالدِّين نفسه يأمر أيضًا بعدم الوضوء، وبعبارة أخرى يسمح بعدم الوضوء.
هذه السَّماحة لا بدَّ أن تتواجد أيضاً في الخطاب الدِّيني، ولذا فإنَّه بالتسامح والعفو تتهيّأ الأرضية اللاّزمة في قلوب المخاطبين لزرع بذور الكلام والخطاب فيها.

ج- المرونة في الخطاب:
إنَّ الخطاب المرن هو ذلك الخطاب النّاظر إلى المستقبل، ولا ينحصر في سلسلة من التّعاليم الثّابتة. لنلاحظ هذا المثال القرآني، قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ...}[7].
إنَّ مَفاد هذه الآية وخطابها يُشير إلى الثّبات والصّمود في مواجهة أعداء الله، وتؤكّد في الوقت نفسه، أنَّه إذا قاومتم العدوّ فيما مضى بالوسائل المتوفِّرة والابتدائيّة، فلا بدَّ لكم الآن، وفي المستقبل من الاستعداد والاستفادة من الوسائل المتطوّرة. وهذا الخطاب يشير إلى قابليّة الخطاب الدِّيني للمرونة والتّفسير.

ولكي تتحقّق المرونة في الخطاب الدِّيني، لا بدّ أولاً من ملاحظة العناوين الكلِّية، وطبيعة الأشياء في الأحكام الدِّينية كأن نقول مثلاً: الخمر حرامٌ والغصب حرامٌ ولحم الغنم حلال.

إذ إنَّ مثل هذا اللّحاظ سوف يوجِد القابليّة في مرونة الخطاب. من هنا، يقول الشّهيد المطهَّري في هذا المجال: "إنّ الإسلام قد لحَظ في باب وضع القوانين، طبيعة الأشياء أي أنَّه وضع القوانين بلحاظ القضايا الحقيقيّة، وليس بنحو القضايا الخارجيّة، وبعبارةٍ أخرى، فإنَّ الإسلام لا يلتفت إلى خصوص أفراد الموضوع، بل إنَّه يؤسِّس الحكم على أساس الحيثيَّات والعناوين الكلَّية، وهذا الأمر سوف يؤدّي إلى قابليّة الخطاب والأحكام للمرونة والتغيير" [8].

ولذا، علينا أن نسعى نحن المبلِّغين وتأسِّياً بالقرآن الذي يمثِّل خطاب الإسلام ورسالته، في تبليغ الخطاب مشتملًا على هذه الخصائص التي تقدَّم ذكرها.

[1] انظر، انتظار بشر از دين، ص120 (ما ينتظره البشر من الدين)، بتصرّف.
[2] مجموعة آثار، ج3، ص189(موسوعة آثار الشهيد المطهري).
[3] سوف يأتي معنا التّوضيح الكامل لهذه الخاصيّة بصورة مستقلّة.
[4] سورة البقرة، الآية 185.
[5] سورة الحج، الآية 78.
[6] السيّد المرتضى، الناصريّات، ص46.
[7] سورة الأنفال، الآية 60.
[8] إسلام ومقتضيات زمان(الإسلام ومتطلّبات العصر)، ج2، ص46.
ملاحظة: تتميمًا للكلام، فإنَّ الإسلام يُراعي في أحكامه مقتضى الحال والزمان والمكان، ولذا قد تتبدّل الأحكام، وتتغيّر بعناوينها الثّانوية الطّارئة عليها، وأمّا العنوان الأوّلي الكلّي فيبقى ثابتاً، "مثلاً شرب الخمر حرام بالعنوان الأولي ولكن إذا توقّف حفظ النفس عليه فيجوز شربه بمقدار بقاء النفس". وكذلك المرور في الأرض المغصوبة حرام، ولكن إذا كان هناك مصلحة أهم كمرور الجيش الإسلامي فيها فإنّه يصبح جائزاً. (المترجم).

13-09-2017 | 16-57 د | 2112 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net