السخاء، لغة واضح، وشرعاً: بذل المال أو النفس فيما يجب أو ينبغي، عن ملكة حاصلة
بالممارسة عليه، أو هو نفس تلك الملكة، ونظيره الجود فيشمل اللفظان جميع موارد
الإنفاقات الواجبة: كالزكوات والأخماس، والإنفاقات المندوبة، وهي كثيرة في الشرع،
وهذه الصفة من أفضل الصفات والملكات الأنسانية قد حكم بحسنها العقل ومدحها الشرع،
وحث على الأعمال الموجبة لحصولها في النفس، ويقابلها البخل والشح كما سيأتي
بيانهما. فقد ورد في النصوص:
أن السخاء من خصال الأنبياء: [1].
وأن السخاء: البذل في السعر واليسر[2].
وأن سخاء النفس من أبواب البر[3].
وأنه أحسنوا صحبة الإسلام بالسخاء[4].
وأن السخاء شجرة في الجنة، من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة[5].
وأن حد السخاء أن تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك فتضعه في موضعه[6].
وأن السخاء ما كان ابتداءاً، فأما ما كان عن مسألة فحياء وتذمم[7].
وأن السخاء: أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه، فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن
ينفقه في طاعة الله[8].
وأن السماحة إجابة السائل وبذل النائل[9].
وأن سادة الناس في الدنيا الأسخياء[10].
وأن خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم[11].
وأنه: قد مدح الله صاحب القليل، [12] فقال: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)[13].
وأن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه، والبخيل من بخل بما افترض الله عليه[14].
وأن السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس[15].
وأن السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه[16]. وأنه: ليس السخي المبذر الذي
ينفق ماله في غير حقه، ولكنه الذي يؤدي إلى الله ما فرض عليه في ماله من الزكاة
وغيرها[17]. وأن السخي الكريم الذي ينفق ماله في حق[18].
وأن النبي (ص) عفى عن أسير محكوم بالقتل، وأخبره بأن الله أوحى إليه أنه سخي فأسلم
الأسير لذلك، فقاده سخاؤه إلى الجنة[19].
وأن الشاب السخي المعترف للذنوب أحب إلى الله تعالى من الشيخ العابد البخيل[20].
وأن السخي هو الذي يبذل مما ملك ويريد به وجه الله، وأما السخي في معصية الله فحمال
سخط الله وغضبه، وهو أبخل الناس على نفسه[21].
وأن الجنة دار الأسخياء[22].
وأن مالك إن لم يكن لك كنت له، فلا تبق عليه، فإنه لا يبقي عليك، وكله قبل أن
يأكلك[23].
* آية الله الشيخ علي مشكيني – بتصرف يسير
[1] الكافي: ج6، ص550
ـ بحار الأنوار: ج65، ص4.
[2] بحار الأنوار: ج71، ص353.
[3] بحار الأنوار: ج71، ص354.
[4] بحار الأنوار: ج71، ص350.
[5] بحار الأنوار: ج71، ص352 ـ معالم الزلفى: ج1، ص322.
[6] بحار الأنوار: ج71، ص353.
[7] بحار الأنوار: ج71، ص357.
[8] معاني الأخبار: ص256 ـ وسائل الشيعة: ج6، ص9 ـ بحار الأنوار: ج71، ص353.
[9] بحار الأنوار: ج71، ص353.
[10] الأمالي: ج1، ص36 ـ بحار الأنوار: ج71، ص350 وج78، ص50.
[11] بحار الأنوار: ج71، ص350 ـ كنز الدقائق: ج3، ص283.
[12] بحار الأنوار: ج71، ص351.
[13] الحشر: 9.
[14] الفصول المهمة في أصول الائمة: ص310 ـ بحار الأنوار: ج71، ص351.
[15] بحار الأنوار: ج71، ص352.
[16] الكافي: ج4، ص41 ـ وسائل الشيعة: ج15، ص253 وج16، ص427 ـ بحار الأنوار: ج71،
ص352.
[17] الأمالي: ج2، ص89 ـ بحار الأنوار: ج71، ص352 وج96، ص14.
[18] معاني الأخبار: ص256 ـ وسائل الشيعة: ج6، ص9 ـ بحار الأنوار: ج71، ص353 ـ ج78،
ص258.
[19] بحار الأنوار: ج71، ص354 و355.
[20] بحار الأنوار: ج71، ص355.
[21] نفس المصدر السابق.
[22] بحار الأنوار: ج29، ص243 وج71، ص356 ـ مستدرك الوسائل: ج7، ص14.
[23] بحار الأنوار: ج71، ص357 وج78، ص127.