الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
لآلئ من وصايا العارف بالله آية الله السيد علي القاضي (قدسره)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

من وصاياه:
بعد حمد الله جل شأنه والصلاة والسلام على رسوله وآله. أيها السيد فإن كافة هذا الخراب ومن جملة ذلك الوسواس وعدم الطمأنينة، هو من الغفلة وأدنى مراتب الغفلة، الغفلة عن الأوامر الإلهية، وللغفلة مراتب أخرى لا تصل إليها إن شاء الله تعالى، وأما سبب كافة الغفلات، الغفلة، عن الموت وتخيل البقاء في الدنيا. وعليه إذا أردت الأمان من كافة أنواع الخوف والوساوس، فكر باستمرار في الموت والاستعداد للقاء الله تعالى، وهذا هو الجوهر الثمين ومفتاح السعادة في الدنيا والآخرة. إذاً فكر ولاحظ ما الذي يمنعك ويشغلك عنه، إذا كنت عاقلاً! ولتسهيل هذا المعنى، أكتب عدة أمور واستعِنْ بها:
الأول وبعد تصحيح التقليد أو الاجتهاد واظب بشكل تام على الفرائض الخمس في أحسن الأوقات والسعي أن يكون خضوعك وخشوعك يوماً بعد يوم أفضل مما مضى واقرأ تسبيح الصديقة الطاهرة عليها السلام بعد كل صلاة، واقرأ آية الكرسي كذلك وصلي سجدة الشكر واقرأ سورة "يس" بعد صلاة الصبح، و"الواقعة" في الليالي وواظب على النوافل الليلية وقراءة المستحبات[1] في كل ليلة قبل النوم واقرأ المعوذات في الشفع والوتر واقرأ الاستغفار سبعين مرة في ذلك وبعد صلاة العصر واقرأ الذكر الآتي بعد صلاة الصبح وصلاة المغرب أو في الصباح والعشاء عشر مرات: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك وهو على كل شيء قدير، أعوذ بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون إن الله هو السميع العليم". داوم على هذا الأمر مدة فقد يحصل طلب الاستقامة[2]، إن شاء الله تعالى[3].
 
ومن وصاياه:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول المبين ووزيره الوصي الأمين وأبنائهما الخلفاء الراشدين والذرية الطاهرين والخلف الصالح والماء المعين، صلى الله وسلم عليهم أجمعين.
قال عز من قائل: ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾[4]. وقال: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾[5]. وقال جل جلاله العظيم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ﴾[6].
 
الإخوة الأعزاء، لقد وفقكم الله تعالى لطاعته، فالتفتوا إلى أننا دخلنا الأشهر الحرم، فما أعظم النعم الإلهية علينا! يجب علينا وقبل أي شيء التوبة طبق الشروط الضرورية والصلوات الخاصة ثم الابتعاد عن المعاصي الكبيرة والصغيرة قدر المستطاع.
 
إذاً صلّوا صلاة التوبة ليلة الجمعة أو يوم السبت[7] ثم أعيدوا ذلك يوم الأحد الذي هو اليوم الثاني من الشهر.
 
ثم الزموا المراقبة الصغرى والكبرى ومن ثم محاسبة ومعاتبة النفس بما هو لائق ولازم لها[8]. وفي ذلك ذكرى لمن أراد أن يتذكر أو خاف الله تعالى ثم توجهوا بقلوبكم إلى الله تعالى وداووا الأمراض التي جاءت على أثر المعاصي وذلك من خلال الاستغفار ولا تصغر العيوب الكبيرة. ابتعد عن هتك الحرمات، فإذا هتك الشخص الحرمة، فالله كريم لم يهتك حرمته.
 
أين الأمل في النجاة لقلب دخلت فيه الشبهة والشكّ وأصبح مبتلى؟ بل يجب اقتفاء أثر الصالحين وشربه كالماء الزلال، والله المستعان على نفسي وأنفسكم وهو خير معين.
 
1- أوصيكم بالصلوات في أفضل الأوقات وأكثرها فضيلة[9] وأدوا تلك مع النوافل الإحدى والخمسين ركعة، فإذا عجزتم صلوا الأربعة والأربعين ركعة وإذا لم تسمح لكم مشاغل الدنيا، فصلوا على الأقل صلاة الأوابين (صلاة أهل الانابة والتوبة ثماني ركعات عند الزوال).
2- أما صلاة الليل فلا مفر منها للمؤمنين والعجب ممن يريد الكمال ولا يقوم لصلاة الليل ولم نسمع أن أحداً وصل إلى تلك المقامات إلا بوساطة صلاة الليل[10].
3- عليكم قراءة القرآن في الليل بصوت جميل وحزين فهو شراب المؤمنين[11].
 
4- عليكم الالتزام بالأوراد المعروفة الموجودة بين أيديكم والسجدة المشهورة بين 500 إلى 1000 مرة.
 
5- عليكم زيارة المشهد الأعظم ـ للمجاور ـ في كل يوم والذهاب إلى المساجد المعظمة قدر الامكان وكذلك سائر المساجد[12]، فالمؤمن في المسجد كالسمك في الماء.
 
6- لا تتركوا تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام بعد الصلاة الواجبة فهي من الذكر الكبير فلا بد من ذكرها ولو مرة واحدة في كل مجلس.
 
7- من جملة الأمور الضرورية والهامة الدعاء لفرج صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف في قنوت الصلاة الوتر بل في كل صلاة ودعاء.
 
8- قراءة الزيارة الجامعة كل يوم جمعة والمقصود هو الزيارة الجامعة المشهورة.
 
9- أن لا تكون قراءتكم للقرآن أقل من جزء واحد[13].
 
10- أكثروا من زيارة الإخوة الصالحين لأنهم إخوتكم في طيّ الطريق والرفيق في المشكلات.
 
11- زوروا القبور مرة كل يومين ولا تزوروا ليلاً[14].
 
ما لنا وللدنيا قد غرّتنا وشغلتنا واستهوتنا وليست لنا، فطوبى لرجال أبدانهم في الناسوت وقلوبهم في اللاهوت، أولئك الأقلون عَدداً والأكثرون عُدداً، واستغفر الله[15].
 
 عبد الكريم باك


[1] يقول العلامة الطباطبائي أن السور المستحبات هي التي تبدأ بيسبح أو سَبَّح وهي خمس: سورة الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن. وفي الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ هذه السور الخمس قبل النوم من كل ليلة. وعندما سئل عن السبب أجاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن في كل هذه السور آية تعادل ألف آية من القرآن. (محمد حسين، الحسيني الطهراني، مهرتابان، قم، انتشارات باقر العلوم عليه السلام، ص156 . 157).
يقول العلامة الطباطبائي أن المرحوم القاضي كان يوصي أولاً بالذكر اليونسي ثم بالمستحبات حيث يطلب تلاوتها كل ليلة. (حسن، حسن زاده الآملي، ألف مسألة ومسألة، قم، مركز رجاء للنشر الثقافي، الطبعة 2، 1356، ص5 . 6).
 
[2]يقول العلامة حسن زاده الآملي، كتب المرحوم الآغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة حول آية الله القاضي: "فرأيته مستقيماً في سيرته" وهي كلمة كبيرة جداً، لأن نزول البركات هو في ظل الاستقامة. ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ (سورة فصلت، الآية: 30).
[3] صادق حسن زاده، قدوة العارفين، قم، انتشارات آل علي، الطبعة الخامسة، 1379، ص128 . 129.
[4] سورة آل عمران، الآية: 101.
[5] سورة هود، الآية: 112.
[6] سورة فصلت، الآية: 30.
[7] جرى توضيح هذه الصلاة في مفاتيح الجنان، أول أعمال شهر ذي القعدة.
[8] المقصود من المراقبة الصغرى، محاسبة النفس من جهة صدور المعصية والخطأ حتى ترك المستحبات وارتكاب المكروهات والمراقبة الكبرى، هي دوام الذكر، والتوجه وعدم الغفلة عن الله في حدود الامكان.
[9] يقول آية الله مصباح اليزدي: "ينقل المرحوم العلامة الطباطبائي- وآية الله العظمى- بهجت عن المرحوم القاضي أنه قال: من صلى صلاته أول الوقت ولم يصل إلى المقامات العالية، فالعنوني! أو أنه كان يقول: ابصقوا على وجهي".
إن لأول الوقت سرّاً عظيماً. "حافظوا على الصلاة" وهي مسألة غير "أقيموا الصلاة" فأن يكون الإنسان ملتزماً بالصلاة أول الوقت فلذلك بحد ذاته آثار كبيرة حتى لو لم يكن لديه حضور قلب. (محسن غرويان، في محضر العظماء، قم، نشر نويد إسلام،1376، ص99).
ينقل العلامة الطهراني أن السيد القاضي كان يوصي تلامذته قراءة الدعاء الآتي في القنوت: "اللهم ارزقني حبك وحب ما تحبه وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني إلى حبك واجعل حبك أحب الأشياء إليَّ" (قدوة العارفين، ص77).
[10] ينقل العلامة الطهراني كيفية صلاة الليل للمرحوم السيد هاشم الحداد وهي عن المرحوم السيد القاضي: كان السيد القاضي يتناول شيئاً مختصراً من الطعام أول الغروب بعد صلاة المغرب ثم ينام بعد صلاة العشاء وبعد ساعة ينهض ليتوضأ ويصلي عدة ركعات بصوت جميل وعذب يقرأ فيها السور الطوال ثم يجلس إلى القبلة في حالة تفكر ثم ينام ثانية وينهض ليصلي عدة ركعات على هذا المنوال. (محمد حسين الحسيني الطهراني، الروح المجرد، طهران، انتشارات حكمت، 1414هـ.ق، الطبعة الأولى، ص493).
[11] يقول آية الله محمد تقي الآملي قدس سره: كنت أشارك في بحث الفقه لآية الله القاضي حيث سألته في يوم من الأيام ـ وكان الجو بارداً ـ إننا نسمع عن البعض تفتح أمامهم الآفاق عند قراءة القرآن فيتجلى لهم الغيب والأسرار، مع أننا نقرأ القرآن ولا نرى أثراً كهذا! يقول نظر المرحوم القاضي إلى وجهي لمدة من الوقت ثم قال: نعم! هم كانوا يقرأون القرآن الكريم تلاوة بشروط خاصة نحو القبلة. كانوا يكشفون رؤوسهم ويرفعون كلام الله إلى الأعلى ويتلون القرآن بكامل وجودهم وكانوا يعرفون أمام مَنْ يقفون... (قدوة العارفين، ص25).
[12] كان المرحوم القاضي يوصي بالصلاة دائماً في المسجد والذهاب إلى باقي المساجد والصلاة في المكان الذي يجعلكم أكثر توجهاً وأما إذا جعلكم المكان غير متوجهين فعليكم تغييره. لذلك يجب الانتقال من مسجد لآخر للبحث عن الحال وبالتالي اختيار المكان الذي فيه الكثير من التوجه. (قدوة العارفين، ص32).
[13] يقول العلامة الطباطبائي أن أغلب الأشخاص الذين نجحوا في نفي الخواطر وتصفية الذهن حيث سطع سلطان المعرفة عليهم، هم واحد من حالين:
الأول حين قراءة القرآن المجيد والالتفات إلى قارئ القرآن حيث يظهر وينكشف أن القارئ للقرآن هو الله جل جلاله.
الثاني عن طريق التوسل إلى أبي عبد الله الحسين عليه السلام لأن للإمام عليه السلام عناية خاصة لرفع الحجب والموانع عن طريق السالكين إلى الله. (محمد حسين الحسيني الطهراني، رسالة لب اللباب، طهران، انتشارات حكمت، ص159).
[14] كان آية الله القاضي يذهب لزيارة وادي السلام بين الطلوعين وهذا ما تشير إليه بعض الروايات. (قدوة العارفين، ص139).
[15] قدوة العارفين، ص134 . 139.

31-10-2016 | 16-17 د | 7651 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net