الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1613 14 شوال 1445 هـ - الموافق 23 نيسان 2024 م

غزوةُ أُحد يومُ بلاءٍ وتمحيص

خيرُ القلوبِللحرّيّة قيودٌ من القِيَممراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
من وظائف المبلغين
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

1- الحضور الفاعل والواعي
إن أكثر الأحداث السياسية حساسية في مجتمعنا الديني، المشاركة في الانتخابات والحضور الكامل والواسع، المترافق مع الوعي، الرغبة الاهتمام والحرية في هذه "المشاركة السياسية"، وقد تحدث الإمام الراحل: "نحن مكلفون بالتدخل في الأمور السياسية، نحن شرعاً مكلفون كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكما كان يفعل حضرة الأمير عليه السلام"[1].

يجب على العلماء والمبلّغين، الحضور الفاعل والجدي في هكذا أمور، لا بل يجب عليهم بالإضافة إلى ذلك ايجاد أرضية وثقافة الحضور الواسع والمشاركة السياسية للناس، وهذا هو الأمر الضروري لرفعه وثبات نظامنا الديني.

تطلق المشاركة السياسية" على الجهود المنظمة للمواطنين لانتخاب قادتهم والموظفين ومسؤولي الأمر والمشاركة الفاعلة في الأمور الاجتماعية والسياسية والتأثير في وجود وهداية الدولة. من جملة الشواخص البارزة للمشاركة السياسية، المشاركة في الانتخابات والنشاطات السياسية. حملت هذه المشاركة نتائج كثيرة للنظام الإسلامي:
أ ـ ضمان بقاء النظام الإسلامي.
ب ـ ضمان الوصول إلى أهداف النظام السياسي للإسلام.
ج ـ إفشال مؤامرات وبرامج أعداء النظام.
د ـ مشاركة ومرافقة الناس في النظام السياسي والرقابة على حسن إجراء الأمور.
هـ ـ إيجاد أرضية مناسبة لإقامة الوظيفة الدينية، أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة القسط والعدل[2]...
 
يقول السيد القائد في هذا الخصوص: "إن سرّ عدم سقوط النظام أنه يعتمد على الناس. إن هذا الأمر، هام للغاية. إن الاعتماد على رأي الناس ليس سهل الحصول ولا يحصل في أي مكان... النتيجة، أن أكبر المخططيين السياسيين وأقوى شبكات التجسس في العالم، قد بنوا على أساس العمل ضد هذا البلد والنظام، ثم إن عملهم هذا لم يؤتِ ثماره بعد سبعة عشر عاماً..."[3].

إذاً ينبغي للمبلِّغين المتديِّنين العارفين بالحقّ دعوة أفراد المجتمع للمشاركة الفاعلة في الأمور السياسية والانتخابية، وذلك بما يرضي الله تعالى، وبالتالي الحؤول دون عدم تدخلهم أو لا مبالاتهم.

يقول الإمام الخميني قدس سره: "الجميع مسؤول أمام الله تعالى... الجميع مسؤول بدءاً من المراجع والعلماء الكبار إلى طبقة التجار والمزارعين والعمال والموظفين مسؤولون عن مصير البلد والإسلام، سواء في الجيل الحاضر أو الجيل القادم وفي بعض المقاطع فإن عدم الحضور والمسامحة هي معصية وهي على رأس المعاصي الكبيرة"[4].
 
2- تبيين أهمية وضرورة الانتخابات
أشرنا إلى أن للانتخابات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أهمية عالية، كما أن رأي وانتخاب الناس يحمل قيمة واعتباراً خاصاً حيث يترك هذا الانتخاب تأثيراً كبيراً في مستوى اختيار المسؤولين وممثلي مجلس الخبراء ومجلس الشورى الإسلامي. وبوساطة الانتخابات يتدخل الناس بشكل مباشر في مصير مجتمعهم حيث يؤثرون في مستوى تحديد السياسات والبرامج والاتجاهات الطويلة الأمد في البلد.
 
إذاً، الانتخابات هي مرآة تجلي حضور ومشاركة الناس في تحديد مستقبلهم ومصيرهم حيث يجب على المبلغين توضيح هذه المسألة وتبيين كونها تكليفاً ومسؤولية دينية ـ وطنية، فلا يسمحون لأحد التهاون فيها.
 
يقول الإمام الراحل قدس سره: "... الناس جاهزون للحضور في الانتخابات، لأن الناس يعتبرون البلد لهم ويعرفون أن مصير البلد بالانتخابات... آمل أن يشاركوا بشكل أكبر في الانتخابات، هذه وظيفة إلهية وهي وظيفة وطنية إنسانية يجب أن نعمل بها. يجب أن تكونوا جديين في مسألة حسن إجراء الانتخابات فيأتي الناس إن شاء الله ليدلوا بأصواتهم"[5].
 
وفي هذا الإطار يجب على المبلغين الرجوع إلى الدستور لمطالعة مقدار تدخل ومشاركة الناس في الانتخابات سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، كما
 
ينبغي التحدث إلى الناس حول وظائف ومسؤوليات كل شخص من العاملين في النظام على مستوى التخطيط وإصدار القوانين الموافقة للشرع، تحديد السياسات العامة، الرقابة على النشاطات الاقتصادية والثقافية في البلد، تنظيم العلاقات الدولية، حفظ الأمن والهدوء في البلد،... حتى إذا ظهر خلل ما يتمكن الناس ومن خلال الانتخاب الصحيح والمطلوب حلّ المعضلات التي قد تواجه البلد في المستقبل.
 
يقول الإمام الخميني قدس سره: "أتمنى على العلماء المعظمين وأئمة الجمعة والجماعات المحترمين والمتحدثين الملتزمين في كافة أنحاء البلد، إعلام الناس الشرفاء بأهمية هذا الموضوع الحياتي والمصيري وإرشادهم إلى تكليفهم الشرعي"[6].
 
يقول الإمام القائد: "يجب على الناس اعتبار إيران بلداً متعلقاً بهم. إن مصير هذا الشعب وهذا البلد هو بأيدي كل واحد منكم. ويمكن اضفاء العزة والعظمة على هذا البلد عندما يريد الناس أن يشاركوا في الساحات السياسية"[7].
 
3- نزاهة وسلامة أجواء الانتخابات
يتضح مما تقدم أن ما يندرج في المرحلة الأولى هو اعتبار وقيمة وأهمية أصل الانتخابات وإجراؤها بشكل سالم وواسع وهذا ما يصبو إليه السيد القائد. وفي المرحلة الثانية يبدأ الحديث عن اختيار الأشخاص الصالحين، المتدينين، الواعين، المعتقدين بمبادئ الدين، المدافعين عن المحرومين والقيم الأخلاقية والثورية.
 
تغلب على الانتخابات أجواء المنافسة والحرب الاعلامية والتنازع بين الأحزاب والأجنحة وتحصل بعض الأعمال أمثال خداع العوامّ وإعطاء الوعود الكاذبة التي لا يمكن تطبيقها عملياً وبذل الجهود لاكتساب المقام والشهرة، ومن ثم يلي ذلك الاسراف والافراط في الأموال التي تدفع على الانتخابات وتدخل أصحاب الثروة والمال والمناصب عدا عن رواج الشائعات والاتهامات والاختلافات القومية والعرقية...
 
كل هذه الأمور تجعل من أجواء الانتخابات غير سالمة بالأخص على المستوى الأخلاقي مما يؤثر في حركة الناس وجديتهم ومشاركتهم واختيار غير الصالحين. هنا تبرز الوظيفة الكبيرة والثقيلة للمبلغين في إعادة الأجواء المطلوبة والسالمة إلى الانتخابات والدعوة إلى رعاية الشؤون والتعاليم الأخلاقية.
 
يؤكد الإمام الراحل على هذه المسألة ويقول: "(يجب) أن تكون الانتخابات صحيحة" و"... أن يشعر الناس بأن مسألة الانتخابات تجري كما هو محدد في الدستور وكما يريده الإسلام"[8].
 
ويوصي الإمام قائلاً: "أنا أميل بشكل كبير إلى أن تراعي المجموعات الملتزمة والمعتقدة بالجمهورية الإسلامية وخدمة الإسلام، كمال الهدوء في المنافسات الانتخابية لاختيار ممثليهم وأن تربطهم ببعضهم علاقة التفاهم والصميمية والأخوة الإسلامية والابتعاد عن التفرقة والكدورة...[9].
 
إن أهم وظيفة للمبلغين هنا، الدعوة إلى رعاية الشؤون الأخلاقية وحفظ الحرمات والابتعاد عن الاسراف والتفريط، الحؤول دون استخدام امكانيات المساجد والمحافل الدينية في المصالح الشخصية، لَفت الناس إلى المعرفة الحقيقية بالمرشحين وعدم الالتفات إلى الحملات الاعلامية الظاهرية ورعاية عدم الانحياز والتدخل في الجدالات والمنازعات الجناحية ورعاية الاعتدال والوسطية في المنافسات.


[1] صحيفة النور، ج15، ص58.
[2] المشاركة السياسية، ص22 و25.
[3] صحيفة الجمهورية الإسلامية، 27/10/1374، ص15.
[4] الوصية الإلهية السياسية للإمام الخميني.
[5] صحيفة النور، ج18، ص253.
[6] م.ن، ج15، ص164.
[7] حديث الولاية، ج3، ص69.
[8] صحيفة النور، ج18، ص352.
[9] م.ن، ج11، ص188.

01-09-2016 | 13-35 د | 2365 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net