الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع عائلات شهداء الأمنكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على المؤتمر الوطني لإحياء ذكرى 15 ألف شهيدكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء القيّمين على المؤتمر الوطنيّ لإحياء ذكرى شهداء كرمانشاهمراقباتالصبر يعني البقاء في الساحة

العدد 1641 03 جمادى الولى 1446 هـ - الموافق 06 تشرين الثاني 2024 م

السيّدة زينب (عليها السلام)... يد الله معها

العدد 1640 26 ربيع الثاني 1446 هـ - الموافق 30 تشرين الأول 2024 م

الصبر مدرسة الثبات

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في التعزية بشهادة رئيس المجلس التنفيذيّ لحزب الله في لبنانأهمّيّة الصبر في مواجهة المصائب والآفات والنوائبمراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
اليهود والتمييز العنصري
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم


1- تمهيد:
يبدو أن منشأ ظاهرة التمييز العنصري عبارة عن ردة فعل باطنية، متمردة على الواقع النفسي أو الاجتماعي المتأزم لدى الفرد أو الجماعة، خصوصا إذا تزامن ذلك الواقع مع الإحساس بالدونية والاضطهاد من قبل الآخرين، فينتقل المرء بمخيلته إلى عالـم آخر مليء بالأحلام والآمال، بحثا عن جنة مفقودة، حرمه الواقع أن يتمتع بها. وتتأكد فكرة العنصرية هذه، إذا مرت بالفرد أو بالجماعة فترة عصر ذهبي، أمكنه أن يلبي فيها كثيرا من طموحاته وآماله وأمانيه، ثم ما فتئت أن آلت به إلى الواقع الراهن الذي يعيشه فعلا، ولا يمكنه التفلت منه، فيتقلب بين ذكريات الماضي وأحلام الآتي، وهو أسير الحاضر المناقض لهما.

2- نشأة التمييز العنصري:
إن مسألة التمييز العنصري قديمة قدم الإنسان على الأرض، وأول من ابتدعها، وغرق في مزالقها هو إبليس اللعين، حيث أدت إلى هلاكه وطرده من الرحمة الإلهية، فإنه حين خلق الله تعالى آدم وأمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا إلا إبليس امتنع عن السجود واستكبر متعللا بأن عنصره الناري أفضل من العنصر الترابي الذي خلق آدم منه، قال تعالى: " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ".

فقد ظن إبليس أن العنصر الذي خلقه الله منه يشكل له ميزة وخصوصية على العنصر الآخر، غير مكترث بأن الميزة إنما تنشأ من الملكات النفسية، والمكارم التي يولدها الموجود بإرادته واختياره، وأما الأمور الخارجة عن الاختيار والإرادة، فإنها مجرد أمور تكوينية لا علاقة لها بالامتياز والاختيار الذي أراده الله تعالى.

ولهذا فإنه عندما دحضت حجته، وأبى واستكبر، توجه إلى الله قائلا: " فبعزتك لأغوينهم أجمعين ". أما في الموجود الإنساني، فلا اختلاف في العنصر من حيث المبدأ، لأنه مخلوق من عنصر واحد مشترك، فإنهم جميعا نسل آدم وحواء.

فكان لا بد من تحديد معالم وحدود، تفصل بين المجموعات الإنسانية، ليتفاضل بعضها على بعض، فكان أن خلقت التوراة مبررات ومعالم بدأت مع عهد سام بن نوح، وهي وإن لم تكن تكوينية في بدأ النسل، إلا أنها خارجـة عن اختيار الإنسان وإرادته هي الأخرى.

فقد ذكر كاتب التوراة أن نوحا سكر وتعرى في خبائه، بعد خروجه من السفينة، وله ثلاثة أولاد هم: سام وحام ويافث وحام هو أبو كنعان قد دخل ونظر عورة أبيه وهو سكران وخرج فأخبر أخويه بما رأى فدخلا وسترا عورة أبيهما، فنزلت اللعنة على نسل حام وهم الكنعانيون، وصبت بركة كاتب التوراة على سام دون أخيه يافث، وبذلك صار نسل حام عبيدا لنسل سام.

3-عنصرية اليهود:
يرى اليهود أنهم شعب اختارهم الله على سائر الشعوب، فهم من نسل سام، الذي من ذريته إبراهيم وولده إسحاق لسارة، وهم ذرية يعقوب (إسرائيل) بن إسحاق.

ولهذا فهم يرون أنفسهم أبناء سارة الحرة، وإبراهيم (ع)، ويدعون أن إسحاق (ع) هو الذي ورث مقامات إبراهيم دون سائر اخوته لأنهم أبناء الإماء في نظرهم، وهم ينتسبون إليه، فتوهموا أن ذلك يشكل لهم خصوصية وأفضلية عن غيرهم من سائر الشعوب، وخصوصا الإبراهيميين منهم، كما زاد حقدهم وغيرتهم من إسماعيل بكر إبراهيم الذي يرون فيه أكبر عقبة كأداء في وجه طموحاتهم وآمالهم التي يحلمون بتحقيقها في سيادة العالم.

ومما زاد هذه العقدة تأججا في نفوسهم تشردهم وتشتتهم عبر التاريخ الطويل في حين ان الإبراهيميين الأخرين قد استقروا في أماكنهم، وأسسوا دولـهم، وبنوا حضاراتهم.

وأما هم فلم يستطيعوا إقامة دولة يستقرون فيها، كما هو شأن الآخرين، إذا استثنينا فترة حكم داود وسليمان عليهما السلام، والتي لم تستمر أكثر من ثمانين سنة، كما عليه إجماع المؤرخين، والتي لم تكن دولة يهودية بالمعنى القانوني، بل كانت دولة إلهية، ترتبط بقوانين السماء، ينضوي تحت لوائها الكثير من الشعوب والأمم.

إن كل ذلك قد انعكس بشكل واضح من خلال الأسفار المقدسة من التوراة وأسفار الأنبياء التي يقدسونها، وإذا أخذنا بعين الاعتبار بأن التوراة قد وجدت أثناء السبي البابلي في حدود سنة 398 ق. م. أي بعد حوالي خمسة قرون من فترة حكم سليمان (ع)، التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، تبين أن صناعة ما يسمى بالتاريخ اليهودي، وتعاليم اليهودية قد كتبت في صميم فترة الذل والهوان الذي كانوا يعيشونه.

فقد أمرتهم التوراة بعدم الرحمة والشفقة، وعدم إقامة العهد والميثاق، مع الأمم الأخرى، بل هم مأمورون بإبادتها وقتل نسائها وأطفالها ورجالها.


* سماحة الشيخ حاتم اسماعيل

24-09-2013 | 12-23 د | 1446 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net