الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
تلك الدار الآخرة...
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

                                                بسم الله الرحمن الرحيم
- قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 1.

- عن حفص بن غياث: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها... ثم تلا قوله: * ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ، وجعل يبكي ويقول: ذهبت والله الأماني عند هذه الآية.

- عن الإمام علي عليه السلام: فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه إذ يقول: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ... بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها.

- عن رسول الله صلى الله عليه وآله: أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم - إني لكم نذير مبين - أن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإن الله تعالى قال لي ولكم: * ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ .

- وعن أمير المؤمنين عليه السلام: إن الرجل ليعجبه شراك نعله فيدخل في هذه الآية * ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ .

- وعنه عليه السلام: إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها.

- وعن الإمام الصادق عليه السلام - في قوله تعالى * ﴿عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا: العلو: الشرف، والفساد: النساء.

- وفي الحديث القدسي قال تعالى للرسول صلى الله عليه وآله: يا أحمد إن أهل الخير وأهل الآخرة رقيقة وجوههم، كثير حياؤهم، قليل حمقهم، كثير نفعهم، قليل مكرهم، الناس منهم في راحة وأنفسهم منهم في تعب كلامهم موزون، محاسبين لأنفسهم، متعبين لها، تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، أعينهم باكية وقلوبهم ذاكرة، إذا كتب الناس من الغافلين كتبوا من الذاكرين، في أول النعمة يحمدون وفي آخرها، يشكرون، دعاؤهم عند الله مرفوع، وكلامهم مسموع، تفرح الملائكة بهم، يدور دعاؤهم تحت الحجب، يحب الرب أن يسمع كلامهم كما تحب الوالدة ولدها، ولا يشغلهم عن الله شئ طرفة عين، ولا يريدون كثرة الطعام، ولا كثرة الكلام، ولا كثرة اللباس، الناس عندهم موتى، والله عندهم حي قيوم كريم، يدعون المدبرين كرما، ويريدون المقبلين تلطفا، قد صارت الدنيا والآخرة عندهم واحدة، يموت الناس مرة ويموت أحدهم في كل يوم سبعين مرة من مجاهدة أنفسهم ومخالفة هواهم، والشيطان الذي يجري في عروقهم، ولو تحركت ريح لزعزعتهم، وإن قاموا بين يدي كأنهم بنيان مرصوص لا أرى في قلبهم شغلا لمخلوق، فوعزتي وجلالي لأحيينهم حياة طيبة، إذا فارقت أرواحهم من جسدهم، لا أسلط عليهم ملك الموت، ولا يلي قبض روحهم غيري، ولأفتحن لروحهم أبواب السماء كلها، ولأرفعن الحجب كلها دوني، ولآمرن الجنان فلتزينن، والحور العين فلتزفن والملائكة فلتصلين والأشجار فلتثمرن، وثمار الجنة فلتدلين ولآمرن ريحا من الرياح التي تحت العرش فلتحملن جبال من الكافور والمسك الأذفر فلتصيرن وقودا من غير النار، فلتدخلن به، ولا يكون بيني وبين روحه ستر فأقول له عند قبض روحه: مرحبا وأهلا بقدومك علي، اصعد بالكرامة والبشرى والرحمة والرضوان، و جنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم. فلو رأيت الملائكة كيف يأخذ بها واحد ويعطيها الاخر. يا أحمد إن أهل الآخرة لا يهنؤهم الطعام منذ عرفوا ربهم، ولا يشغلهم مصيبة منذ عرفوا سيئاتهم، يبكون على خطاياهم، يتعبون أنفسهم ولا يريحونها، وأن راحة أهل الجنة في الموت، والآخرة مستراح العابدين، مؤنسهم دموعهم التي تفيض على خدودهم، وجلوسهم مع الملائكة الذين عن أيمانهم وعن شمائلهم، ومناجاتهم مع الجليل الذي فوق عرشه، وأن أهل الآخرة قلوبهم في أجوافهم قد قرحت يقولون متى نستريح من دار الفناء إلى دار البقاء.


- وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس إنا قد أصبحنا في دهر عنود. وزمن كنود. يعد فيه المحسن مسيئا. ويزداد الظالم فيه عتوا. لا ننتفع بما علمنا. ولا نسأل عما جهلنا. ولا نتخوف قارعة حتى تحل بنا. فالناس على أربعة أصناف: منهم من لا يمنعه الفساد إلا مهانة نفسه وكلالة حده ونضيض وفره. ومنهم المصلت لسيفه. والمعلن بشره. والمجلب بخيله ورجله. قد أشرط نفسه وأوبق دينه. لحطام ينتهزه. أو مقنب يقوده. أو منبر يفرعه. ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمنا ومما لك عند الله عوضا. ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا قد طامن من شخصه وقارب من خطوه وشمر من ثوبه وزخرف من نفسه للأمانة واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه. وانقطاع سببه. فقصرته الحال عن حاله فتحلى باسم القناعة وتزين بلباس أهل الزهادة وليس من ذلك في مراح ولا مغدى. وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع. وأراق دموعهم خوف المحشر. فهم بين شريد ناد. وخائف مقموع. وساكت مكعوم. وداع مخلص. وثكلان موجع. قد أخملتهم التقية وشملتهم الذلة فهم في بحر أجاج. أفواههم ضامزة. وقلوبهم قرحة. وقد وعظوا حتى ملوا وقهروا حتى ذلوا. وقتلوا حتى قلوا. فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم واتعظوا بمن كان قبلكم. قبل أن يتعظ بكم من بعدكم. وارفضوها ذميمة فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم.


1-القصص: 83.

26-04-2013 | 11-20 د | 1661 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net