الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
وسائل تحقيق التكافل الاجتماعي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تصدير الموضوع: قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ1.

الهدف: بيان الوسائل التي شرّعها الإسلام وآلياتها لضمان توفير التكافل الإجتماعي بين الناس.

المقدمة
نقل الإسلام المجتمع من واقعٍ تتمحور قوانينه حول النزوع إلى الفردية، والصراع، والاستحواذ، والظلم، والعنصرية، وحرمان الضعفاء من كل الحقوق حتى الكرامة الإنسانية، لهذا قرر الإسلام التكافل بين أفراده في جميع مجالاته المتعددة وذلك لإيجاد مجتمع متعاون مترابط، فالناس فيه ليسوا على نسق واحد في العلم والمستوى المعيشي، بل يتفاوتون في أوضاعهم وأحوالهم فمنهم الفقير، المريض، اليتيم، العاجز، العالم، الجاهل، الغني، فيحتاجون إلى تنظيم دقيق يرعى أحوالهم، ويهتم بشؤونهم، ويحقق التوازن بين مختلف فئات المجتمع دون خلل أو تقصير، حتى يشعر كل فرد بعضويته الكاملة في المجتمع، ويقوم بعمل ما عليه من واجبات وينهض بأعبائه.
 

وسائل الإسلام في تحقيق التكافل
وهذه الوسائل يمكن تقسيمها إلى قسمين: وسائل فردية ووسائل عامة

الوسائل الفردية: وهي المنوطة بأفراد المجتمع وهي نوعين: واجبة ومستحبة الوسائل الفردية الواجبة

1و2- فريضتا الخمس والزكاة
وهما من أهم وسائل التكافل، فهما فريضتان إلزاميتان يشارك بهما الأغنياء فقراء المسلمين بنسبةٍ من أموالهما التي جعلها الله حقاً لهم حيث قال تعالى: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم2 ، هذا فضلا عن آثارها المعنوية حيث تنفي من المجتمع الأحقاد والبغضاء الناتجة عن انقسام الناس إلى مالكين لا يعبأون بغيرهم، ومحرومين لا يعبأ بهم.

3- الكفارات
وهي ما فرضه الإسلام على المسلم لارتكابه بعض المحظورات أو تركه بعض الواجبات، ككفارة حنث اليمين، قال الله تعالى في كفارة اليمين ﴿لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ3.

وكفارة الإفطار عمدا بدون عذر شرعي في نهار رمضان وغيرها وفدية التأخير. وهذه الكفارات في بعض مصارفها إطعام لعدد من المساكين، ومن هنا كانت وسيلة لتحقيق التكافل

3- فطرة العيد
قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى4 ، وهي صدقة يجب إخراجها يوم عيد الفطر بعد شهر رمضان ومقدارها ثلاثة كيلو غرام تقريبا من غالب قوت البلد وهي واجبة على كل مسلم.

4- الصدقات
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له5.

والصدقة ما يدفعه المرء من ماله تبرعاً، وقد شرعها الإسلام في كثير من موارد السفر ودفع الأخطار والبدء بأعمال النهار وبعض الأيام الخاصة.

الوسائل الفردية المستحبة
وهذا الباب فتحه الإسلام لأهل الخير والإحسان الذين يرغبون أن يتكفلوا تطوعاً بعض الموارد المالية أو العينية أو الأنشطة أو غير ذلك مما يرفع بعض الحاجات الضرورية لدى البعض ومن هذه الوسائل التطوعية:

الوقف
ومعنى الوقف أن يتبرع المسلم بعين تبقى لمدة من الزمن أو دائماً لجهة معينة شريطة عدم التصرف في العين مع الاستفادة من منافعها وغلاتها وذلك كعمارة سكنية أو استثمارية أو أرض زراعية أو غير ذلك مما يرفر مرفقا حيويا للمجتمع الإسلامي.

الوصية
وهي أن يوصي الشخص عند موته بنسبة من ماله لشخص معين أو جهة معينة أو جماعة من الناس وقد رغب الإسلام في الوصية قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوف6

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند موتكم"7.

العارية

وهي تمكين الشخص غيره من استخدام وسائله مجانا شريطة أن يردها له وقد حث الإسلام على هذا الأسلوب من التعاون والتكافل لما له من آثار إيجابية وهذا الأسلوب تندرج تحته المكتبات العامة والمدرسية والكثير من الأدوات البيتية والترفيهية وسوى ذلك.

الهدية والهبة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "تهادوا فإن الهدية تسل السخائم وتجلي الضغائن.."8. فقد حث الإسلام على تبادل الهدايا ذاكرا دورها في تقوية وإشاعة روح الألفة والمودة بين أفراد المجتمع.

مسؤولية الدولة
لم يكتف الإسلام بالوسائل الفردية بل أقام إلى جانبها الوسائل العامة التي جعلها من مسؤولية الدولة وواجباتها الاجتماعية ، ومن أهم هذه الوسائل:

تأمين موارد المال العام
وذلك من خلال القيام بمشاريع استثمارية والإستفادة من كنوزها وثرواتها التي أودعها الله في الأرض واستخلف فيها الإنسان وجعله سلطانا على تسخيرها والانتفاع بها في حياته ليتحقق أقصى حد للرفاهية الاجتماعية الشاملة في المجالات التي يعجز الفرد عن القيام بها كمجانية التعليم والطبابة والمواصلات. ولو أن كل دولة قامت بواجبها في هذا المجال ووزعت نتائج هذه المصادر بالقسط خدمات عامة لساد العالم العيش الرغيد والهانىء.

إيجاد فرص عمل تناسب الكفاءات
وذلك من خلال دراسة وإحصاء الكفاءات وإيجاد الفرص الكافية للعمل والتي ترفع البطالة وتخفف هجرة العقول وتساهم في بناء الوطن، ونذكر هنا تلك الحادثة التي لها دلالتها حيث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسأله فأعطاه درهما وأمره أن يشتري به فأسا ويذهب إلى الغابة فيحتطب ويأتيه بعد فترة فلما جاءه أخبره أنه وفرا قدرا من المال لحاجته وتصدق بالبعض الآخر فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "لأن يأخذ أحدكم حبله ويحتطب خيراً له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه"9.

إقامة المؤسسات الخاصة بالتكافل

فالدولة مسؤولة عن تنظيم الوسائل الفردية للتكافل- سابقة الذكر- وخاصة الزكاة والوقف، وذلك بإقامة السياسات اللازمة لتحقيق أهداف تلك الوسائل المتمثلة في القضاء على الفقر وتقريب الهوة الاجتماعية بين الموسرين والمحرومين، وفرض الضرائب اللازمة في أموال الأغنياء لا أن تأخذ من أموال الفقراء لتكدسها في جيوب الأغنياء، وإيجاد الضمانات اللازمة لتحقيق ذلك.


1- التوبة 103.
2- الذاريات 19.
3- المائدة: 89
4- الاعلى 15.
5- ميزان الحكمة، ج3ـ ص 2124.
6- البقرة: 180
7- كنز العمال، ج16، ص 620.
8- الكافي، ج17، ص 287.
9- كنز العمال، ج6، ص 497.

02-08-2012 | 04-02 د | 3364 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net