الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1688 08 ربيع الثاني 1447هـ - الموافق 01 تشرين الأول 2025م

بشارة الشهداء

أُسوةُ العبادةِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) المتلفزة والموجهة إلى الشعب الإيرانيّ حول آخر المستجدّات في إيران والعالمالالتفات إلى حاجات الناسمراقبات

العدد 1687 01 ربيع الثاني 1447هـ - الموافق 24 أيلول 2025م

وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ

كرامةُ الشهداءِالتحلّي بالروح الجهاديّة مراقباتمراقبات
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أُسوةُ العبادةِ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ َ كَثِيرًا﴾[1].

إنَّ الجانبَ الروحيَّ والعباديَّ والملكوتيَّ في شخصيّةِ الرسولِ (صلّى اللهُ عليه وآله) وحياتِهِ هوَ الأهمُّ، بلِ القاعدةُ التي ترتكزُ عليها الجوانبُ الأخرى كلُّها؛ لأنَّهُ رسولٌ منَ اللهِ، ويُلقى إليهِ الوحيُ الإلهيُّ، فلا يقدِّمُ للناسِ أفكاراً ومناهجَ وتجاربَ خاصّةً، فأفكارُهُ وآراؤُهُ وتجاربُهُ (صلّى اللهُ عليه وآله) كما أهلُ البيتِ (عليهم السلام) هيَ الإسلامُ بعينِهِ والقرآنُ والوحيُ... لذا، على المؤمنِ السعيُ للعنايةِ بهذا الجانبِ في شخصيّتِهِ، ولكنْ تَصرِفُ الأسبابُ الروحيّةُ المؤمنَ عنِ الاهتمامِ الخاصِّ بالعباداتِ، وسوفَ أذكرُ سببَيْن رئيسَيْن قد يُخلِّفانِ أسباباً ودواعيَ أخرى:

أ. ممّا لا ريبَ فيهِ أنَّهُ كلَّما تراكمَتِ الذنوبُ انعكسَت آثارُها على القلبِ،
وهبطَت روحيّةُ الإنسانِ المؤمنِ، وابتعدَ عنِ القربِ منَ اللهِ تعالى، وكلَّما ابتعدَ المؤمنُ عن مصدرِ الإلهامِ المعنويِّ، انشدَّت نفسُهُ إلى الدنيا ومغرياتِها بنحوٍ أكبرَ؛ فيضعُ العاصي نفسَهُ في موقعِ البائسِ، ويزدادُ جفاءً ونسياناً للهِ تعالى، حتّى ينسى نفسَهُ ويغفلَ عنها، ثمَّ إذا ازدادَ إصراراً على المعصيةِ وتراكمَتِ الذنوبُ، بدأَ القلبُ بإغلاقِ نوافذِهِ ناحيةَ الرحمةِ الإلهيّةِ، إلى أن يصلَ إلى مرحلةِ الأقفالِ: ﴿أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها﴾[2]. إذاً، هذهِ الحالةُ، كما تنشأُ منَ الفردِ نفسِهِ، كذلكَ تنشأُ من غيابِ الروحيّةِ وضعفِها في الجماعةِ التي يكونُ من ضمنِها؛ إذ يُؤثِّرونَ ويتأثَّرونَ، فتكونُ النتيجةُ ضعفَ الداعي أوِ انعدامَ التوجّهِ نحوَ العبادةِ، فلا ينالُ من فيوضاتِها وبركاتِها. ثمَّ إذا تنبَّهَ وعادَ إلى اللهِ سيكونُ مُثقلاً، فإذا أدّى بعضَ العباداتِ فإنَّهُ لن يستشعرَ حلاوتَها ولذّتَها، بل بالكادِ يأنسُ بها؛ وهكذا يفقدُ أعظمَ النعمِ الإلهيّةِ التي كانَت كفيلةً بتحصينِهِ ومنعِهِ منَ الانزلاقِ، لكنَّهُ -بسوءِ اختيارِهِ- رمى بنفسِهِ في مواردِ التهلكةِ، وحُرِمَ من بركاتِ العبادةِ، وإن كانَ يؤدّيها ظاهراً، فهيَ ضعيفةٌ، ولا تقوى على مواجهةِ إصرارِهِ على اللهاثِ وراءَ الدنيا ومشتهياتِ النفسِ ونوازعِها. وإنَّهُ لَمُحزنٌ ألّا يستفيدَ المؤمنُ من هذهِ النعمةِ وهيَ متوفِّرةٌ بينَ يدَيهِ، وخلفَها تقفُ منتظرةً رحمةَ اللهِ الواسعةَ الجاهزةَ لانتشالِهِ من مصيبتِهِ التي أوقعَ نفسَهُ فيها. إنَّ عنوانَ الذنوبِ المانعَ منَ الاعتناءِ بالعبادةِ كما يجبُ، هوَ عنوانُ التعلّقِ بالدنيا، ومصاديقُهُ كثيرةٌ وكبيرةٌ.

ب. الخمولُ والكسلُ: قد لا تنقصُ بعضَ المؤمنينَ القناعةُ بأهمّيّةِ العباداتِ ودورِها في تحقيقِ الرقيِّ المعنويِّ والقربِ منَ اللهِ تعالى، لكنَّهُم يفقدونَ الشوقَ أوِ الإرادةَ المهمّةَ. وهذا، وإن كانَ يمكنُ وضعُهُ في إطارِ الكسلِ الفرديِّ، لكنَّهُ -في الحقيقةِ- يكشفُ عن ضعفٍ في الإيمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ إذا كانَ متحقِّقاً في القلبِ كما يجبُ، فإنَّهُ يُوجِدُ التعلّقَ الخاصَّ باللهِ تعالى، وكذلكَ الشوقَ والمصلحةَ، ثمَّ الإرادةَ والهمّةَ؛ أمّا تعلُّقُ المؤمنِ بعناوينَ دنيويّةٍ تجعلُهُ يركنُ إليها، فيسبّبُ الخمولَ والاستئناسَ بمتطلّباتِ النفسِ ومشتهياتِها. والقاعدةُ واضحةٌ: كلَّما ارتقى الإنسانُ في حضنِ الدنيا، نقصَ مستوى إيمانِهِ ونسبةَ تعلّقِهِ باللهِ تعالى.

(من كتاب «حقيقة العبادة»، تأليف الأمين العامّ لحزب الله العلّامة الشهيد الهاشميّ السيّد هاشم صفيّ الدين).

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] سورة الأحزاب، الآية 21.
[2] سورة محمّد، الآية 24.

01-10-2025 | 13-29 د | 56 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net