الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1684 10 ربيع الأول 1447هـ - الموافق 03 أيلول 2025م

المولد النبويّ عهد الأخوّة

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰعلى المسلمين توحيد الصفوفمراقبات

العدد 1683 03 ربيع الأول 1447هـ - الموافق 27 آب 2025م

التمهيد لصاحب الزمان

الأخوّةِ الإيمانيّةِينبغي مواصلة الجهادمراقباترَحْمَةً لِلْعَالَمِينَالوعي والعقلانيّة وتكاتف الجهود
من نحن

 
 

 

التصنيفات
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

قالَ تعالى: ﴿وَالضُّحَىٰ * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَىٰ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ﴾[1].

لقد وصفَ اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّهُ الكريمَ (صلّى الله عليه وآله)، فقالَ: ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمينَ﴾[2]، ومن أعظمِ مظاهرِ الرحمةِ النبويّةِ هوَ الهدى الذي جاءَ بهِ إلى الناسِ، فهوَ النورُ الذي أرادَ اللهُ من خلالِهِ أن يُخرِجَ الناسَ منَ الظلماتِ، قالَ تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾[3].

وقد أكرمَ اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّهُ بما خصَّهُ من عطاءٍ وردَ تحديدُهُ في الآيةِ الكريمةِ برضا النبيِّ (صلّى الله عليه وآله)، فهذا العطاءُ مستمرٌّ ودائمٌ، ولا يقفُ إلّا عندَ الحدِّ الذي يكونُ عندَ النبيِّ مرضيّاً، وهذا العطاءُ في الدنيا والآخرةِ.

أمّا في الدنيا: فأعطاهُ النبوّةَ والقرآنَ، وقرنَ اللهُ اسمَهُ (صلّى الله عليه وآله) باسمِه، فاسمُهُ قرينُ اسمِ ربِّهِ في الشهادتَينِ اللتينِ هما أساسُ دينِ اللهِ، وعلى كلِّ مسلمٍ أن يذكُرَهُ معَ ربِّهِ كلَّ يومٍ في الصلواتِ الخمسِ المفروضةِ، ورُويَ عنِ الرسولِ (صلّى الله عليه وآله) في تفسير ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾[4]، قالَ: «قالَ لي جبرائيلُ: قالَ الله ُعزَّ وجلَّ: إذا ذُكِرتُ ذُكِرتَ معي».

وأمّا في الآخرة: فالنبيُّ الأعظمُ (صلّى الله عليه وآله) باعتبارِهِ خاتمَ الأنبياءِ وقائدَ البشريّةِ، لا يمكنُ أن يتحقّقَ رضاهُ في نجاتِهِ فحسب، بل إنَّهُ سيكونُ راضياً حينَ تُقبَلُ منهُ شفاعتُهُ في أُمّتِهِ، وقد وردَ في الرواياتِ أنَّ هذهِ الآيةَ أكثرُ آياتِ القرآنِ الكريمِ دلالةً على قَبولِ الشفاعةِ منهُ (عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلامِ).

ففي «مَجْمَعِ البَيانِ»، عنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام)، قالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) عَلَى فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ)، وَعَلَيْهَا كِسَاءٌ مِنْ ثَلَّةِ اَلْإِبِلِ، وَهِيَ تَطْحَنُ بِيَدِهَا، وَتُرْضِعُ وَلَدَهَا، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لَمَّا أَبْصَرَهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَاهْ، تَعَجَّلِي مَرَارَةَ اَلدُّنْيَا بِحَلاَوَةِ اَلْآخِرَةِ، فَقَدْ أَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَيَّ ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ﴾...»، وقالَ الصادقُ (عليه السلام): «رِضَا جَدِّي أَنْ لاَ يَبْقَى فِي اَلنَّارِ مُوَحِّدٌ»[5].

وروى حُريثُ بنُ شُريحٍ عن محمّدٍ بنِ عليٍّ بنِ الحنفيّةِ، أنَّهُ قالَ: «يَا أَهْلَ اَلْعِرَاقِ، تَزْعُمُونَ أَنَّ أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ﴾[6] (الآية)، وَإِنَّا أَهْلَ اَلْبَيْتِ نَقُولُ: أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اَللَّهِ: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ﴾، وَهِيَ وَاَللَّهِ اَلشَّفَاعَةُ، لَيُعْطِيَنَّهَا فِي أَهْلِ لاَ إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ حَتَّى يَقُولَ: رَبِّ رَضِيتُ»[7].

ختاماً، نباركُ لصاحبِ العصرِ والزمانِ (عجّلَ اللهُ تعالى فرجَهُ)، ولوليِّ أمرِ المسلمينَ، وللمجاهدينَ جميعاً، ذكرى ولادةِ رسولِ اللهِ محمّدٍ (صلّى الله عليه وآله) وحفيدِهِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام).

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] سورة الضحى، الآيات 1 - 5.
[2] سورة الأنبياء، الآية 107.
[3] سورة التوبة، الآيتان 32 - 33.
[4] سورة الشرح، الآية 4.
[5] المصدر نفسه، ج10، ص382.
[6] سورة الزمر، الآية 53.
[7] الشيخ الطبرسيّ، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج10، ص382.

03-09-2025 | 12-28 د | 9 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net