الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتالعمل بالكتاب في المجتمعوَبَادِرُوا الْمَوْتَ

العدد 1677 20 محرم 1447هـ - الموافق 16 تموز 2025م

الإمام زين العابدين (عليه السلام) إمامةٌ في قلب المحنة

مراقباتمن التبيين إلى الثورةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع نواب الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلاميالاستجابةُ لدعوةِ الحقِّ

العدد 1676 13 محرم 1447هـ - الموافق 09 تموز 2025م

كلمةُ زينب سلاحٌ لا يُنتزَع

العدد 1675 06 محرم 1447هـ - الموافق 02 تموز 2025م

الثبات الحسينيّ في وجه التشكيك

من نحن

 
 

 

التصنيفات
وَبَادِرُوا الْمَوْتَ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ، وَإِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ، وَبَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ، وَإِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ، وَإِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ»[1].

إنَّ محورَ التقرّبِ إلى اللهِ تعالى هوَ التقوى؛ ولذلكَ تكرّرَ من أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) في كثيرٍ من كلماتِهِ التأكيدُ على التقوى، يعظُ الناسَ بها، ويحثُّهُم عليها.

وفي هذهِ الحكمةِ، يُبيِّنُ أسلوبينِ اثنينِ يُساعدانِ الإنسانَ على التقوى، ويُقوِّيانِ هذهِ المَلَكةَ:

أوّلاً: الرقابةُ الإلهيّةُ
عبرَ الالتفاتِ إلى أنَّ اللهَ حاضرٌ في وجودِ الإنسانِ، مُطَّلعٌ عليهِ، يعلمُ سرَّهُ وجهرَهُ، يعلمُ ما يقولُهُ بلسانِهِ وما يُخفيهِ في قلبِهِ، وقد قالَ تعالى في آياتٍ عديدةٍ منَ القرآنِ الكريمِ إنَّهُ عليمٌ بذاتِ الصدورِ، ومنها قولُهُ تعالى: ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾[2].

وقالَ تعالى: ﴿لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[3].

ثانياً: ذكرُ الموتِ
يتحدّثُ الإمامُ (عليه السلام) عن ثلاثِ حالاتٍ تعرِضُ للإنسانِ في تعاملِهِ معَ الموتِ المحتومِ:

1. الهرب: فإنَّ الإنسانَ قد يُحاولُ الهروبَ منَ الموتِ، لكنَّ ذلكَ لا يُجدي؛ لأنَّ الموتَ يُدركُهُ ويُنهي حياتَهُ، قالَ تعالى: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾[4].

2. التوقّف والانتظار: فالموتُ لن يدعَ المقيمَ، ولن يُمهلَهُ، بل سيأخذُهُ في الوقتِ المعلومِ.

3. نيسان الموت: قد ينساهُ الإنسانُ أو يتناساهُ؛ لأنَّهُ يُنغّصُ عليهِ لذّةَ العيشِ، لكنَّ الموتَ لا ينساهُ، بل سيحلُّ بهِ.

فالعلاجُ الوحيدُ أمامَ الموتِ المحتومِ أن يذكرَهُ الإنسانُ دائماً، فهوَ أسلوبٌ يُقرِّبُ منَ اللهِ تعالى؛ ولذلكَ يُوصي الإمامُ (عليه السلام) بالخروجِ من تلكَ المفاسدِ بذكرِ الموتِ، وإقحامِ النفسِ في حالةٍ منَ التهيُّؤِ والاستعدادِ، وهذا ما عبَّرَ عنهُ (عليه السلام) بكلمةِ «بادروا»؛ أي اقتربوا منهُ بسُرعةٍ واستعدادٍ، حتّى لا يُفاجئَكُم.

فعندَ القتالِ، تتجلّى عظمةُ الشجاعةِ في صاحبِ التقوى، وتراهُ من أعظمِ مَن يُقدِمُ على الشهادةِ في سبيلِ اللهِ، يقولُ أميرُ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَنِ الرَّائِحُ إِلَى اللَّهِ كَالظَّمْآنِ يَرِدُ الْمَاءَ، الْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالِي، الْيَوْمَ تُبْلَى الأَخْبَارُ، واللَّهِ لأَنَا أَشْوَقُ إِلَى لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلَى دِيَارِهِمْ»[5].

وفي فراشِ الشهادةِ، يعيشُ لحظةَ اللقاءِ المنتظَرةَ طويلاً، يقولُ (عليه السلام): «واللَّهِ، مَا فَجَأَنِي مِنَ الْمَوْتِ وَارِدٌ كَرِهْتُه، ولَا طَالِعٌ أَنْكَرْتُه، ومَاكُنْتُ إِلَّا كَقَارِبٍ وَرَدَ وطَالِبٍ وَجَدَ ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ﴾[6]»[7].

وحيثُ تكونُ الخاتمةُ كرامةً عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْمَوْتَ لَا يَفُوتُه الْمُقِيمُ، ولَا يُعْجِزُه الْهَارِبُ، لَيْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحِيصٌ، ومَنْ لَمْ يَمُتْ يُقْتَلْ، وإِنَّ أَفْضَلَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ. والَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى فِرَاشٍ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ»[8].

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين
 
[1] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص505، الحكمة 203.
[2] سورة الملك، الآية 13.
[3] سورة البقرة، الآية 284.
[4] سورة النساء، الآية 78.
[5] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص181، الخطبة 124.
[6] سورة آل عمران، الآية 198.
[7] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص378، الكتاب 23.
[8] المصدر نفسه، ص180، الخطبة 123.

16-07-2025 | 12-57 د | 32 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net