الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
مراقباتكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في مراسم إحياء ذكرى الشهيد السيد إبراهيم رئيسي وشهداء الخدمةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع المعلّمينخِصالٌ تَمنعُ الندمَالتقوى هي التي تقوّينا

العدد 1670 01 ذو الحجة 1446 هـ - الموافق 28 أيار 2025م

زواج النور من النور - قدوةٌ لبناء الأسرة المؤمنة

مراقباتتشكيل المجتمع القائم على أساس العدالة والقسطكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع أعضاء لجنة إقامة المؤتمر الوطنيّ لتكريم المسعفين الشهداءالشكرُ على نِعَمِ اللهِ
من نحن

 
 

 

التصنيفات
خِصالٌ تَمنعُ الندمَ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



عنِ الإمامِ الجوادِ (عليه ‌السلام): «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَنْدَمْ: تَرْكُ الْعَجَلَةِ، وَالْمَشُورَةُ، وَالتَّوَكُّلُ عِنْدَ الْعَزْمِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»[1].

قد يُقدِمُ الإنسانُ على فعلٍ ثمَّ يلومُ نفسَهُ عليه، ويُرشدُنا الإمامُ الجوادُ (عليه السلام) إلى ثلاثِ خُطواتٍ، لو حافظَ الإنسانُ عليها في سلوكاتِ حياتِه، لَمَا وقعَ في ندم، وهيَ:

1. تركُ العَجَلَةِ
قالَ تعالى واصفاً الإنسانَ، وهوَ أعلمُ بما خلقَ: ﴿وَيَدْعُ الْإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنسَانُ عَجُولًا﴾[2]. والإنسانُ يملكُ القدرةَ على التحكُّمِ بهذهِ الصفة، عبرَ التأمُّلِ في عاقبةِ العَجَلَةِ، وهيَ الندم؛ فعنِ الإمامِ الصادقِ (عليه السلام): «مَعَ التَّثَبُّتِ تَكُونُ السَّلَامَةُ، وَمَعَ الْعَجَلَةِ تَكُونُ النَّدَامَةُ»[3].

ومن أخطرِ مواردِ العَجَلَةِ: الحُكمُ على الناس، أوِ التحدُّثُ عنهُم بالسوءِ قبلَ التثبُّتِ والتأكُّد؛ فعنِ الإمامِ عليٍّ (عليه السلام): «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَا تَعْجَلْ فِي عَيْبِ أَحَدٍ بِذَنْبِهِ، فَلَعَلَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ، وَلَا تَأْمَنْ عَلَى نَفْسِكَ صَغِيرَ مَعْصِيَةٍ، فَلَعَلَّكَ مُعَذَّبٌ عَلَيْه»[4].

وأمّا فعلُ الخيرِ والإحسانُ إلى الناس، فلا ينبغي فيه التأخير، بلِ العَجَلَةُ فيه مطلوبة، والمبادرةُ فيه حسنة، والإسراعُ فيه مثوبةٌ؛ قالَ تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾[5]، وفي الحديثِ عن أميرِ المؤمنين (عليه السلام): «التَّثَبُّتُ خَيْرٌ مِنَ الْعَجَلَةِ، إِلَّا فِي فُرَصِ الْبِرِّ، الْعَجَلَةُ مَذْمُومَةٌ فِي كُلِّ أَمْرٍ إِلَّا فِي مَا يَدْفَعُ الشَّرَّ»[6].

وقد وردَ تأكيدُ الإسراعِ في ثلاثٍ؛ فعنِ النبيِّ (صلّى الله عليه وآله): «الأناةُ في كلِّ شيءٍ خيرٌ إلَّا في ثلاث: إذا صِيحَ في خيلِ الله فكونوا أوّلَ مَن يَشْخَص، وإذا نُودي للصلاةِ فكونوا أوّلَ مَن يخرج، وإذا كانتِ الجنازةُ فعَجِّلوا بها، ثمَّ الأناةُ بعدُ خيرٌ»[7].

2. المشُورَةُ
وهيَ أن يجمعَ المرءُ إلى رأيهِ آراءَ أصحابِ الحكمةِ والمعرفةِ، فيتأمّلَ في مشورتِهم، ويتّبعَ الصواب؛ وبذلكَ يأمنُ العواقبَ، سواء أصابَ أو أخطأ؛ فعنِ الإمامِ الكاظمِ (عليه السلام): «مَنِ اسْتَشَارَ لَمْ يَعْدَمْ عِنْدَ الصَّوَابِ مَادِحاً، وَعِنْدَ الْخَطَإِ عَاذِراً»[8].

نعم، لا بُدَّ من حُسنِ الاختيارِ لمن تُشاورُه؛ فعن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام) -من كتابِهِ إلى الأشترِ لمّا ولّاهُ مصرَ-: «لَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلاً يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ وَيَعِدُكَ الْفَقْرَ، وَلَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ، وَلَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ»[9].

3. التوكُّلُ على الله
فإذا جمعَ الإنسانُ بينَ تركِ العَجَلَةِ، والمشورةِ، وصمَّمَ على القيامِ بأمرٍ ما، فعليهِ ألّا يغفلَ عنِ التوكُّلِ على اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فذلكَ راجعٌ إلى الإيمانِ بأنَّ مقاليدَ الأمورِ بيدِ اللهِ تعالى، وأنَّ الإنسانَ مهما أحسنَ الصنعَ التدبيرَ، فالأمرُ بيدِ الله، وهوَ القائلُ في كتابِه: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[10]، وفي الحديثِ عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «أَقْوَى النَّاسِ إِيمَاناً، أَكْثَرُهُمْ تَوَكُّلاً عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ»[11].

بل إنَّ تيسيرَ الأمور، وتجاوزَ المصاعبِ والعقباتِ، وسيلتُهُ حُسنُ التوكُّلِ على اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فعن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ ذَلَّتْ لَهُ الصِّعَابُ، وَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الْأَسْبَاب‏»[12].

في الختام، نتوجَّهُ بالعزاءِ إلى صاحبِ العصرِ والزمان، وإلى وليِّ أمرِ المسلمين، وإلى المجاهدينَ جميعاً، باستشهادِ الإمامِ محمّدٍ الجواد (عليه السلام)، الذي يُصادفُ آخرَ شهرِ ذي القَعدة.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج75، ص81.
[2] سورة الإسراء، الآية 11.
[3] الشيخ الصدوق، الخِصال، ج1، ص100.
[4] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص197، الخطبة 140.
[5] سورة آل عمران، الآية 133.
[6] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص58.
[7] الشيخ الريشهريّ، ميزان الحكمة، ج3، ص1835.
[8] الحلوانيّ، نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، ص123.
[9] السيّد الرضيّ، نهج البلاغة، ص430، الكتاب 53.
 [10] سورة المائدة، الآية 23.
[11] الآمديّ، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص196.
[12] الليثيّ الواسطيّ، عيون الحكم والمواعظ، ص426.

28-05-2025 | 12-02 د | 26 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net