الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
أهلُ المعروفِ

العدد 1668 16 ذو القعدة 1446 هـ - الموافق 14 أيار 2025م

ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب

كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع القيّمين على شؤون الحجّكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع جمعٍ من العُمّالإعداد المجاهدين الثقافيّينموجِباتُ القُربمراقباتفَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِمراقباتمُؤَاخَاةُ اَلْأَتْقِيَاءِ
من نحن

 
 

 

التصنيفات
أهلُ المعروفِ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

عنِ الإمامِ الصادقِ (عليهِ السَّلامُ): «تَنافَسوا في المَعروفِ لِإِخوانِكُم، وَكونوا مِن أهلِهِ، فَإِنَّ لِلجَنَّةِ باباً يُقالُ لَهُ المعروفُ، لا يَدخلُهُ إِلَّا مَنِ اصطَنَعَ المعروفَ في الحياةِ الدُّنيا؛ فَإِنَّ العبدَ لَيَمشي في حاجةِ أخيهِ المُؤمنِ، فيُوَكِّلُ اللهُ عزَّ وجلَّ بِهِ مَلَكَينِ؛ واحداً عن يَمينِهِ، وآخَرَ عن شِمالِهِ، يَستغفِرانِ لَهُ ربَّهُ، وَيَدعُوانِ بِقَضاءِ حاجتِهِ»[1].

مِن أَهَمِّ التَّعاليمِ التي وَرَدَت عن أَهلِ بيتِ العِصمةِ والطهارةِ لِشيعتِهِم ومواليهِم، المُواظَبةُ على التَّكاتُفِ والتَّعاطُفِ في ما بَينَهُم، وَمِن أَبرزِ مَظاهرِ ذلكَ قَضاءُ حَوائجِ بَعضِهِم بَعضاً؛ فَالمؤمنُ يَرى في طَلَبِ الحاجةِ إِلَيهِ مِن أَخيهِ رَحمةً ساقَها اللهُ إِلَيهِ، فَفي الحديثِ عنِ الإمامِ الصادقِ (عليهِ السَّلامُ): «أَيُّمَا مُؤمِنٍ أَتاهُ أَخوهُ في حاجةٍ، فَإِنَّما ذلكَ رَحمةٌ مِنَ اللهِ ساقَها إِلَيهِ وَسَيَّبَها لَهُ، فَإِن قَضى حاجتَهُ كانَ قَد قَبِلَ الرَّحمةَ بِقَبولِها، وَإِن رَدَّهُ عن حاجتِهِ وَهُوَ يَقدِرُ على قَضائِها، فَإِنَّما رَدَّ عن نفسِهِ الرَّحمةَ التي ساقَها اللهُ إِلَيهِ وَسَيَّبَها لَهُ»[2].

وَمِمَّا يَنبَغي أَن تَكونَ عليهِ نِيَّةُ مَن يَقومُ بِخِدمةِ عِبادِ اللهِ، أَن يَكونَ ذلكَ تَقَرُّباً إِلى اللهِ عزَّ وجلَّ، فَفي المَرويِّ عنِ الإمامِ الصادقِ (عليهِ السَّلامُ): «مَن سَعى في حاجةِ أَخيهِ المُسلِمِ طَلَبَ وجهَ اللهِ، كَتَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ لَهُ أَلفَ أَلفِ حَسَنةٍ، يَغفِرُ فيها لِأَقارِبِهِ، وَجِيرانِهِ، وَإِخوَانِهِ، وَمَعارِفِهِ»[3].

وَمِن أَهَمِّ ما يُرتَّبُ على خُلوصِ النِّيَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ، وَمِنَ الآدابِ البارزةِ في خِدمةِ عِبادِ اللهِ، أَلَّا يَرى الإِنسانُ لِنَفسِهِ فَضلاً أَو مَنَّةً، فَفي رِسالةِ الإِمامِ الخُمينيّ (قُدِّسَ سرُّهُ) إِلى وَلَدِهِ السيِّدِ أَحمد: «لا تَرَ لِنَفسِكَ أبداً فضلاً على خَلقِ اللهِ حينَ تَخدِمُهُم، فَهُمُ الذينَ يَمُنّونَ عَلَينا حَقّاً بِفَضلِ كَونِهِم وَسيلَةَ اللهِ جلَّ وعَلا. لا تَسعَ لِكَسبِ الشُّهرةِ وَالمحبوبيّةِ عَبرَ الخِدمةِ، فَهذا بِحدِّ ذاتِهِ حِيلةٌ مِن حَبائلِ الشَّيطانِ الَّذي يُوقِعُنا في شِباكِهِ. وَاخترْ في خِدمةِ عِبادِ اللهِ ما هُوَ أَكثَرُ نَفعاً لَهُم، لا لَكَ وَلا لِأَصدقائِكَ، فَهذا الاختيارُ علامةُ الصِّدقِ في الحَضرةِ المُقدَّسةِ للهِ جلَّ وعَلا».

وَتَحقَّقُ عَدَمِ المِنَّةِ بِسَترِ العَملِ عن أَعيُنِ النَّاسِ، وَعَدمِ التَّحدُّثِ بِهِ، وَهُوَ مِنَ الآدابِ المُهِمَّةِ التي وَرَدَت في حديثٍ عن أَميرِ المُؤمنينَ (عليهِ السَّلامُ) أَنَّهُ قالَ: «لا يَستقيمُ قَضاءُ الحَوائجِ إِلَّا بِثَلاثٍ: بِتَصغيرِها لِتَعظُمَ، وَسَترِها لِتَظهَرَ، وَتَعجيلِها لِتَهنَأَ»[4].

وَلا بُدَّ مِنَ المُبادَرةِ إِلى قَضاءِ حاجةِ المُؤمنِ، وَالإِسراعِ في تَنفِيذِها، مِن دونِ اضطرارِهِ إِلى التَّكرارِ، حَتّى لا يَشعُرَ بِالمَهانةِ وَالإِذلالِ.

وَلأَنَّ قَضاءَ الحَوائجِ مِمَّا يُحبُّهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، فَلْيَغتَنِمِ الإِنسانُ فُرصةَ قَضاءِ حاجةِ مُؤمنٍ، وَيَطلُبْ مِنَ اللهِ حاجتَهُ، وَهذا ما فَعَلَهُ النبيُّ موسى (عليهِ السَّلامُ)، حينَ اغتَنَمَ فُرصةَ سَقيهِ لِابنتَيِ النبيِّ شُعَيبٍ (عليهِ السَّلامُ)، فَقالَ: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾[5]، وَقَدِ استَجابَ اللهُ دُعاءَهُ.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص195.
[2] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج72، ص174.
[3] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج2، ص197 – 198.
[4] الآمديّ، غرر الحكم ودرر الكلم، ص789.
[5] سورة القصص، الآية 24.

14-05-2025 | 12-09 د | 45 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net