الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1666 01 ذو القعدة 1446 هـ - الموافق 29 نيسان 2025م

مهلاً عن معاصي الله

كريمةُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في مراسم عزاء ذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام)بيان الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) إثر الحادثة التي تعرّض لها ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عبّاساجتناب الذنوب أهمّ الأعمالمراقبات

العدد 1665 23 شوال 1446 هـ - الموافق 22 نيسان 2025م

هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ

فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع كبار مسؤولي السلطات الثلاث في البلادالبصيرة تحتاج إلى عزم وإرادة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الشهادةُ عِزٌّ أبديٌّ
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

لقدْ أعلى اللهُ مقامَ الشهادةِ في سبيلِهِ، وبذلِ الرُّوحِ ابتغاءَ مرضاتِهِ، ويُعلِّمُنا كيفَ نتأدَّبُ أمامَ عظمةِ تلكَ الدماءِ؛ ففي الوقتِ الّذي نجدُ فيهِ أنَّ الموتَ حقٌّ، وأنَّهُ أمرٌ لا مفرَّ منهُ، ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾[1]، برغمِ ذلكَ كلِّهِ، نجدُهُ سبحانَهُ وتعالى يأمرُنا بالتأدُّبِ أمامَ عظمةِ الشُّهداءِ: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾[2]؛ فتشريعاً وتعظيماً، وحتّى على المستوى اللَّفظيِّ، نهى اللهُ عزَّ وجلَّ عن أن يُطلَقَ على الشُّهداءِ أنَّهم أمواتٌ؛ وذلكَ لأنَّ حياةَ الشهادةِ نصرٌ محتومٌ، يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّهُ): «إنْ قُتِلنا أو قَتَلْنا، فإنَّ الحقَّ معَنا. إنْ قُتِلنا، فإنَّنا سَنُقتَلُ في سبيلِ الحقِّ، وهذا هو النَّصرُ، أو قَتَلْنا، ففي سبيلِ الحقِّ، وهو النَّصرُ أيضاً».

لذا، كانتِ الشهادةُ فوزاً عظيماً أيضاً، وهذا ما أشارَ إليهِ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّهُ) عندما قالَ عنِ العِزِّ: «الشهادةُ عِزٌّ أبديٌّ»، وعنِ الفخرِ: «كانتِ الشهادةُ فخراً للأولياءِ، وهيَ فخرٌ لنا أيضاً»، «إنَّ الاستشهادَ في سبيلِ اللهِ فخرٌ لنا جميعاً».

ويتجلَّى ذلكَ الفوزُ في المقامِ المعنويِّ الخاصِّ، يقولُ (قُدِّسَ سرُّهُ): «يجبُ أن يعلمَ عملاءُ أمريكا أنَّ الشهادةَ في سبيلِ اللهِ لا يُمكنُ أن تُقاسَ بالغلبةِ أوِ الهزيمةِ في ميادينِ القتالِ، مقامُ الشهادةِ نهايةُ العبوديَّةِ والسَّيرِ والسُّلوكِ في العالَمِ المعنويِّ».

ويشرحُ لنا الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّهُ) كيفَ يُمكنُ للشهادةِ أن تختصرَ الطَّريقَ، وتصلَ بالشهيدِ إلى لقاءِ اللهِ تعالى، فيقولُ في إحدى كلماتِهِ: «لَرُبَّما كانَ السِّرُّ في ذلكَ، أنَّ الحُجُبَ الَّتي في ما بينَنا وبينَ اللهِ تعالى وتجَلِّياتِهِ، تنتهي كلُّ هذهِ الحُجُبِ إلى الإنسانِ نفسِهِ؛ الإنسانُ هو الحجابُ الأكبرُ، وكلُّ الحُجُبِ الظُّلْمانيَّةِ أو الحُجُبِ النُّورانيَّةِ تنتهي إلى الحجابِ الَّذي هوَ الإنسانُ بذاتِهِ، فنحنُ الحجابُ بينَ ذواتِنا وبينَ وجهِ اللهِ؛ فإذا أزالَ أحدٌ هذا الحجابَ في سبيلِ اللهِ، وانكسَرَ الحجابُ بفضلِ التَّضحيةِ بحياتِهِ، فإنَّهُ يكونُ قد كسَرَ جميعَ الحُجُبِ، مثلَ حجابِ الشخصيَّةِ وحجابِ الأَنِيَّةِ. نعم، ينكسرُ هذا الحجابُ بالجهادِ والدِّفاعِ في سبيلِ اللهِ، وفي سبيلِ بلادِ اللهِ والعقيدةِ الإلهيَّةِ».

والعظمةُ الخاصَّةُ أيضاً تُكتَبُ لأولئكَ الَّذينَ قدَّموا عمراً مديداً في خدمةِ هذا الدِّينِ، ثمَّ ختمَ اللهُ لهم بكرامةِ الشهادةِ، يقولُ الإمامُ الخمينيُّ (قُدِّسَ سرُّهُ): «كم هم سعداءُ أولئكَ الَّذينَ يقضونَ عمراً طويلاً في خدمةِ الإسلامِ والمسلِمينَ، وينالونَ في نهايةِ عمرِهِم الفيضَ العظيمَ الَّذي يتمنَّاهُ كلُّ عشَّاقِ لقاءِ المحبوبِ! كم هم سعداءُ وعظماءُ أولئكَ الَّذينَ اهتمُّوا طيلةَ حياتِهِم بتهذيبِ النَّفسِ والجهادِ الأكبرِ، وفي نهايةِ أعمارِهِم التحقوا بركبِ الشُّهداءِ، معزَّزينَ، مرفوعي الرَّأسِ! كم هم سعداءُ وفائزونَ أولئكَ الَّذينَ لم يقعوا في شِباكِ الوساوسِ النَّفسيَّةِ وحبائلِ الشَّيطانِ طيلةَ أيَّامِ حياتِهِم، في بأسائِها وضرَّائِها، وخرقوا آخرَ الحُجُبِ بينَهم وبينَ المحبوبِ، وبِلِحاهُم المُخضَّبةِ بالدِّماءِ التحقوا بركبِ المجاهدينَ في سبيلِ اللهِ تعالى».

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين


[1] سورة الزمر، الآية 30.
[2] سورة البقرة، الآية 154.

19-02-2025 | 17-34 د | 157 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net