الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1666 01 ذو القعدة 1446 هـ - الموافق 29 نيسان 2025م

مهلاً عن معاصي الله

كريمةُ أهلِ البيتِ (عليهم السلام)كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في مراسم عزاء ذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام)بيان الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) إثر الحادثة التي تعرّض لها ميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عبّاساجتناب الذنوب أهمّ الأعمالمراقبات

العدد 1665 23 شوال 1446 هـ - الموافق 22 نيسان 2025م

هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ

فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مع كبار مسؤولي السلطات الثلاث في البلادالبصيرة تحتاج إلى عزم وإرادة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الموت هجرة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن المجيد يُفَسّر الموت كما انه يفسّر الحياة ويُبَيّن ما له الربط بالانسان وما بينهما من التعادل، فهل الموت كالحياة موجب لكمال الانسان ورُقّيه او انّه موجب لهلاكه و زواله.

إنّ الوهم النازل يَرَى الموتَ إنهِداماً للميّت وهَدْماً لِلحيّ، فالذي يموت فهو يفنى ويضلّ فـي الأرض ويصير تراباً و دوداً. وانّ العقل الكامل الذي اَثارَ دفينَتَه الوحيُ، يَرَى الموتَ هجرةً مِن موطنٍ إلى آخر هجرةً متكاملة أي اللُّبْس بعد اللُّبْس, لا متفاسدة الى الخَلْع واللُّبْس حتى يسلب شيء وجودي و يُعطىٰ شيء وجوديّ آخر لأنّ المسلوب بالموت هو النقص والقصور, ومن البَيّنِ اَنّ مرجع سلب النقص ونفي القصور الى ثبوت الكمال والتمام، لأنّ النقص وكذا القصور امر عدميّ ومرجع سلب العدميّ إلى الأمر الوجودي، حيث إنّ الحياة الدنيوية بالقياس الى الحياة البرزخية ناقصة و قاصرة، فالذي يموت فهو ينتقل من الناقص الى الكامل ومن القاصر الى التامّ فلا يفوت منه شيء اصلاً ولذا يعبّر عن الموت بالوفاة لا بالفوت وقد تكرّر التوفّي فـي القرآن المُفسِّرِ للموت بانّه اخذٌ تامٌ لا يفوت به من الانسان شيء اصلاً: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ الْمَوْتِ الذي وُكِّلَ بِكُمْ. فاذا لم يَفُت من الانسان شيء اصلاً ولم يَضلّ منه جزءٌ اصلاً، فلا يكون الموت الاّ وفاةً وهجرةً من دارٍ محدودة الى دار أوسع وأرفع و يؤيّده قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ، لأن الذائق يَهْضِمُ المذوق و يُحَوّله ويُسَيْطر عليه دون العكس ولذا لم يقل سبحانه: ‌"كل نفسٍ يذوقها الموت‌" فكأس الموت مشروب للانسان.

وحيث إنّ الموت هجرة وتحوّل فالانسان الذائق الشارب للموت يصير مُسَلّطاً على التغيّر ويُبَدّله بالثبات بحيث يتحول التغيّر الى الثبات لانّ كل حركة لابدّ وأن تزول بالوصول الى المقصد ولا معنى لدوام الحركة واستمرارها اذ الحركة طلبٌ ودوام الطلب بمعنى اللغو واللعب اذ لا هدف ولا مقصد له وإلاّ لسكن واستقرّ بعد الوصول اليه. وما ورد فـي القتيل فـي سبيل الله بأنه حيٌّ مرزوق عند الله لا يفيد الإختصاص ـ فـي تجرّد الروح ولا فـي البقاء بعد الموت ولا فـي الاشتغال بما يلتذّ به ـ بالشهيد. نعم له مكان ومقام قَلّ من يُدانيه وكثر مَن يَتمنّاه قائلاً ليتنـي كنت معك فأفوز فوزاً عظيماً. وهذا هو لسان القرآن أي علمه ومعرفته وثقافته ودراسته وما إلى ذلک، اذ ليس المراد من هذا اللسان هو اللسان الأدَبـي المحض من الصرف والنحو واللغة والمعانـي والبيان والبديع ونحوها.


* آية الله الشيخ جوادي آملي

12-03-2013 | 13-09 د | 1623 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net