إذا كنت مسؤولا عن أسرة أفرادها كثر، فسوف تشعر بانزعاج كبير من تخصيص وقت مستقطع لكل فرد منها، لأن هذا الأمر يزيد من أعبائك، ولضيق الوقت وعدم قدرتك على تخصيص وقت لكل واحد منهم، ولكن هذا الفعل من الناحية العقلية والصحية والنفسية يفيدك كثيرا، على الرغم من صعوبته وجهده، إلا أنه يفجر طاقات نفسية لديك ويريحك من مشكلات نفسية عدة قد تصيبك. ومن جانبه أوضح الدكتور مصطفى محمود، أخصائي علوم نفسية، أن الإنسان لديه طاقات نفسية عديدة لا يمكنه اكتشافها بمحض الصدفة، إلا إذا تعرض لمواقف تجعله يتوقف أمام هذه الطاقات، ويستطيع إخراجها وبلورتها، واستقطاعك لوقت مخصص لكل فرد من أفراد محيطك يعطيك هذه الفرصة بسهولة، فكل فرد في العائلة لديه ثقافة وتفكير ونفسية مختلفة، وخاصة إذا كانوا مختلفين في المرحلة العمرية ومتباينين في الثقافة والشخصيات، وهو ما يسمح للمسؤول عن الأسرة الواحدة أن يصبح ملما بالعديد من أنماط الشخصيات ويستطيع احتوائهم جميعا، واستخراج كل طاقاته النفسية والعقلية معهم وفي مشكلاتهم وحياتهم. هذا الأمر يجعل من المسؤولية تنفيسا عن الصراعات والكبت النفسي، مثلما هو حمل ثقيل على كاهل الإنسان، وهو ما يجعل الإنسان قادرا على تقبل مسؤولياته بصدر رحب وبتمتع شديد.