ولعلّ حفظ دماء الشهداء لا يقلّ في مشقّته أحياناً عن الشهادة ذاتها. والمشاقّ التي تحمّلها الإمام السجّاد (عليه السلام) على مدى ثلاثين سنة، والصعوبات التي كابدتها زينب الكبرى (عليها السلام) سنوات طويلة، تدخل في هذا السياق؛ فقد كابدوا الكثير حتّى استطاعوا حفظ هذه الدماء، ومن بعدهما لقي جميع الأئمّة (عليهم السلام) مثل هذا العناء حتّى عصر الغيبة. ونحن اليوم مكلَّفون بمثل هذا الواجب، مع اختلاف ظروف اليوم عمّا كانت عليه آنذاك؛ فحكومة الحقّ -أي حكومة الشهداء- قائمة اليوم والحمد لله، فنحن إذاً في ظلّها مكلَّفون بمسؤوليّات جسيمة.
(من كلام للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 29 ذي الحجّة 1417هـ)









