الجهاد يعني الحضور في ميدان المجاهدة مع السعي الهادف والإيمان، هذا ما يصحّ أن نقول عنه جهاداً. لهذا، فإن قال تعالى: ﴿وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾[1]، أي الجهاد بالنفس والجهاد بالمال، فأين يكون الجهاد بالنفس؟ هل ينحصر بالذهاب إلى الحرب وحمل الأنفس على الأكفّ لتقديمها؟ كلاّ، إنّ أحد أنواع الجهاد بالنفس هو أن تقضوا وقتكم من المساء وحتّى الصباح على مشروع تحقيقيّ أو بحثيّ، من دون أن تلتفتوا إلى مرور الوقت.
الجهاد بالنفس هو أن تضحّوا بأوقات ترفيهكم وراحة أجسامكم، وتعرضوا عن ذاك العمل الذي يدرّ الكثير من المال والمدخول، وتقضوا وقتكم في هذا المحيط العلميّ والبحثيّ حتّى تستنبطوا حقيقة علميّة حيّة، وتقدّموها كباقة ورد إلى مجتمعكم، هذا هو الجهاد بالنفس. وقسم صغير منه هو الجهاد بالمال.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 23/06/2010م)
[1] سورة التوبة، الآية 41.