يُعَدّ الموقفُ الإيجابيّ، بل وحتّى الهجوميّ، أهمّ من الموقفِ الدفاعيّ في العملِ التبليغيّ. وإنّ ما قيل بشأنِ دفعِ الشُّبُهاتِ والمغالطاتِ ومعالجتِها، ينبغي أن لا يجرّ الجهازَ التبليغيّ إلى الغفلةِ عن مهاجمةِ مسلّماتِ الثقافةِ المنحرِفةِ السائدةِ في العالم، وربّما في بلدِنا.
إنّ ثقافةَ الغربِ المفروضةَ والتلقينيّةَ تتّجهُ بسرعةٍ متزايدةٍ نحو الانحرافِ والانحطاط؛ فالحوزةُ الضليعةُ بالفلسفةِ والكلامِ لا تكتفي بالدفاعِ في وجهِ إثارةِ الشُّبُهات، بل تخلقُ تحدّياتٍ فكريّةً تجاه هذا الانحرافِ والضلال، وتُجبِرُ المُدّعين المُضلّلين على الردّ.
يندرجُ إعدادُ هذا الجهازِ التعليميّ ضمن أولويّاتِ الحوزة؛ وهذه هي تربيةُ «المجاهدِ الثقافيّ». فبالنظرِ إلى حراكِ أعداءِ الدين، الذين يسعَون جاهدين لتجنيدِ القوى، وخاصّةً في بعضِ المجالاتِ المُهمّة، ينبغي التعامُلُ مع إعدادِ هذا الجهازِ بجديّةٍ قصوى وبوتيرةٍ سريعةٍ.
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 2025/05/07م)