الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1608 10 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 21 آذار 2024 م

أحسنُ الحسنِ

ثلاثُ حسراتٍكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في محفل الأنس بالقرآن الكريمنداء الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) بمناسبة حلول العام 1403هـ.ش. وعيد النوروزصوم الجسد وصوم النفسمراقباتمراقباتشهر الفُرصكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء أعضاء مجلس خبراء القيادةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في يوم التشجير وأسبوع الموارد الطبيعيّة
من نحن

 
 

 

التصنيفات
المنبر الخطابي كأقدم وسيلة للتبليغ‏
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم

حوار حول: المنبر الخطابي كأقدم وسيلة للتبليغ‏
الحوار مع: سماحة الشيخ عبد الحميد ينابي‏


- سؤال: ما هو رأيكم بما يعتقده البعض من ضرورة ترك الوسائل القديمة للتبليغ كالمنبر والخطابة بالأخص في هذا العصر حيث التطور العلمي والتكنولوجي وظهور وسائل وأدوات جديدة؟

جواب: يمكن القول وبالالتفات إلى مقتضيات العصر أن الخطابات ذات الطابع القديم والتقليدي لم تعد مفيدة. لقد كانت تلك الأساليب (القديمة) مفيدة في ذاك الزمان حيث كان الناس يتعلمون أصول وفروع دينهم منها. في الماضي كان المبلغون هم صوت العلماء والمراجع الكبار حيث ينشرون بخطاباتهم ومواعظهم المعنويات الدينية وجوانب من حياة المعصومين في إنحاء البلاد. لقد تحدث المبلغون وبشكل مسهب حول كربلاء وما تمتع به أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) من صبر وثبات وصفاء حتى أصبحت هذه الأمور راسخة في نفوس الناس ونحن نعلم أن الإمام الخميني (قده) قد بدأ دعوته من المسجد. لذلك يمكن القول أن كل ما لدينا اليوم هو من تلك المجالس والخطابات والمنابر. وإذا انتشرت اليوم الوسائل والأساليب الجديدة وكان ينبغي الاستفادة منها إلا أن هذا لا يعني تعطيل الخطابة، فالخطابة تبقى على مكانتها على رغم التطورات التي حصلت.

- سؤال: ما هي الأمور التي تعتقد أنها تؤدي إلى موفقية الخطيب الديني؟

جواب: يجب على الخطيب الديني أن يتحلى ببعض الصفات والأمور الخاصة التي تساهم في موفقيته وهنا نشير إلى أهمها:

1 - ينبغي على المبلغ أن يحمل في داخله همَّ التبليغ الديني، وأن يشعر بأن تبليغ الدين وظيفة ملقاة على عاتقه. فإذا فُقد هذا الاحساس والحرارة، كان المنبر والخطاب غير مفيد حتى ولو كان متطابقاً من الناحية الفنية مع فنون الخطابة والكلام. الكلام المؤثر هو الذي يخرج من القلب. كان الشهيد دستغيب مخلصاً وكان عندما يتحدث يخرج الكلام من داخل قلبه، لذلك كان كلامه مؤثراً. ينبغي على المنبري أن لا ينظر إلى المنبر باعتباره وظيفة أو شغلاً، بل يجب أن ينظر إليه باعتباره مكاناً يفيض بالمعنويات التي يجب إيصالها للآخرين.

2 - الإخلاص أحد الشروط الأساسية للمنبر والخطابة. ولن يتمكن الشخص من الوصول إلى أي مكان من دون الإخلاص في القول.

3 - ينبغي أن يمتلك المنبري المعلومات اللازمة والضرورية. ويجب أن يكون مطلعاً على علوم الأخلاق، والتاريخ، والسياسة، وأصول العقائد والفلسفة و... حيث يجب أن يدخل ساحة التبليغ مسلحاً بمعلومات متنوعة.

4 - يجب على المنبري أن يعرف مخاطبه فيقدم المعلومات بناءً على استعداداته وموقعه.

5 - ويجب على المنبري أن يتحدث بناءً على احتياجات المخاطب. فإذا كان الخطيب عارفاً بالمخاطبين، يمكنه الإعداد لموضوعات تتناسب معهم، وأما إذا كان الخطيب غير مطلع على المخاطبين. فلا يمكنه الحديث بناءً على معلومات جمعها في وقت سابق، بل يجب أن يعمل جاهداً لتقديم معلومات تكون مفيدة لهم. هنا في هذه النقطة الأخيرة تلعب سعة المعلومات دوراً أساسياً في تشخيص وضع المخاطب وتقديم المناسب من المعلومات. إن أحد الإشكالات الأساسية التي ابتلي بها بعض الخطباء هو أنهم يتحدثون بناءً على معلومات قد نظموها مسبقاً من دون مراعاة وضع المخاطبين، لا بل قد يظهر بعض الخطباء وكأنه يريد إفهام المخاطبين ما يريد بالقوة، لذلك يجب على الخطيب أن يتحدث بناءً على ذهنية المخاطبين.
6 - التحدث بشكل عادي وطبيعي. قد يكون من المفيد تعلم أساليب الآخرين واللهجات التي ينطقون بها. إلا أنه ينبغي على كل شخص الحديث بأسلوبه وطريقته.

- سؤال: ما هي المواضيع التي يجب الاهتمام بها في الوقت الحاضر بناءً على ما يقتضيه العصر؟

جواب: أعتقد أن الأولوية في العصر الراهن هي للحديث حول المسائل العقائدية والأخلاقية. طبعاً يجب أن يختلف البحث باختلاف المواقع المختلفة. أما اختيار الموضوع فيجب أن يخضع لوضع المخاطبين حيث يجب مراعاة الطبقات المتنوعة من الطلاب والتلاميذ والمعلمين والأطباء والأشخاص العاديين. وفي هذا الإطار يجب الإشارة إلى نقطة هامة وهي أن بعض الخطباء يعمدون منذ بداية الخطبة إلى نهايتها للحديث حول المسائل السياسية، ولكن يجب الإشارة إلى أن توضيح بعض المفاهيم السياسية ضمن الأبحاث الاعتقادية والأخلاقية قد يكون أكثر فائدة على مستوى القبول.

- سؤال: إلى أي مدى يجب أن يتدخل الخطيب في تبيين الأوضاع السياسية مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أجنحة سياسية متعددة؟

جواب: نحن عندنا سياسة دينية، والسياسة الدينية لا تنفك عن الدين. ومن هنا يجب على المبلغ الديني التعرض للقضايا السياسية وتوضيح طريق الحق للناس. أما النقطة الهامة في هذا المجال فهي كيفية الدخول إلى الأبحاث السياسية. يجب التعرض للمسائل السياسية بعد مراعاة الأصول الدينية واتخاذ مواقف نابعة من تلك الأصول. وعند وجود خطوط سياسية متعددة يمكن التحدث عن الطريق الذي سنسلكه وكونه طريق إمام العصر والزمان الذي طلب منا اتباع «رواة أحاديثنا» في زمن الغيبة. وفي الوقت الحاضر يجب ملاحظة إلى أين يذهب علماء ومراجع الدين الذين هم على قدر من الوعي والحكمة والدراية. ونحن مكلفون باتباعهم من الناحية الدينية. ذلك لأن الإمام(عجل الله تعالى فرجه) قال: «فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله». هذا هو طريقنا ونحن لا يمكننا اتباع الألاعيب السياسية الدنيوية.

- سؤال: قد يقف شخص أثناء الخطبة ويبدأ الحديث بما لا علاقة له بالموضوع، والهدف إيجاد حالة اضطراب داخل الجلسة. ماذا يجب العمل في هذه الحالة؟ وهل تمتلكون تجربة خاصة؟

جواب: أعتقد أن هكذا حالات قد حصلت لي. في بداية انتصار الثورة كان بعض المنافقين يحضرون المسجد ويجلسون في أماكن متعددة ويأخذون بطرح أسئلة متفرقة بغية إحراج الخطيب وإخراجه عن الموضوع الأساسي. هنا يجب على الخطيب أن ينتبه جداً حيث لا يجب أن تؤدي مواجهة هكذا حالات إلى الضياع، بل يجب التعامل مع هذه الحالات بهدوء وتقديم إجابات منطقية والطلب من أصحاب الأسئلة تقديم أسئلة منطقية يقبلها العقل. ويمكننا أن نطلب منهم الانتظار حتى انتهاء الخطبة حيث يمكن بعدها الجلوس والحديث فيما أرادوا.

- سؤال: قد يلتفت الخطيب إلى أنه قدم معلومات خاطئة بحضور جمع غفير من الناس، ماذا يجب عليه أن يفعل في هذه الحالة؟

جواب: يجب أن يتحدث بصراحة مع الناس ويقول لهم: لقد أخطأت. أتذكر أنني أخطأت عدة مرات، ثم أتيت في اليوم التالي وقلت للناس: إن المعلومات التي ذكرتها بالأمس كانت خاطئة والصحيح هو كذا وكذا.. لا يمكن التهاون أو التساهل في موضوع الدين، وعندما يخطى‏ء الإنسان تصبح ذمته غير بريئة. لذلك يجب عليه أن يوضح الخطأ. في بعض الأوقات كنت لا أتذكر آية من الآيات أو رواية، فكنت أتمالك نفسي إلى حدود بعيدة، وأقتصر على إخبار الناس بمضمون الآية والرواية ولا أقول لهم الآية أو الرواية فيما إذا كنت غير واثق منها. في العديد من الأحيان كنت أصارح الناس وأقول: نسيت الآية أو الرواية، لا يوجد خجل في هكذا أمور. فالاعتراف بالخطأ أفضل من قراءة آية بشكل غير صحيح.

- سؤال: ما هي الكتب التي توصون الخطباء بمطالعتها؟

جواب: بدايةً ينبغي على الخطيب أن يعلّم الناس الدين بشكل صحيح. ولذلك يجب عليه مراجعة المصادر الأساسية والصحيحة. وأما أهم المصادر الدينية فهي القرآن الكريم وروايات الأئمة الأطهار(عليه السلام). طبعاً يجب الالتفات عند مطالعة الروايات إلى صحة سندها، ويجب تعلم هذه الأمور بشكل دقيق لنتمكن من نقلها للآخرين بشكل صحيح. ويجب اختيار المعلومات التي يتمكن المخاطب من إدراكها وتقديمها له. قد نتمكن من ذكر بعض الروايات لمجموعة ولا نتمكن من ذكرها لمجموعة أخرى.


* (بتصرّف)

29-02-2012 | 02-14 د | 2156 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net