الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة الخامسة عشرة- العدد: 828 - 11 ربيع الثاني 1430هـ الموافق 7 نيسان 2009م
قضاء حوائج الناس

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع الرئيسيّة:
- قضاء حوائج الناس تكليف عام.
- قيمة قضاء حوائج المؤمنين وخدمتهم.
- قضاء حوائج الناس أفضل من العبادة.
- ضرورة الإسراع في خدمة الناس.

الهدف:
التعرّف على قيمة قضاء حوائج الناس ودوره في بث روح التضحية والإيثار في المجتمع.

تصدير الموضوع:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "... من كان في حاجة أخيه كان الله له في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من سرّ مسلما سره الله يوم القيامة"(رسائل الشهيد الثاني، ص324).

مدخل:
الإسلام ليس منهج اعتقاد وإيمان في القلب فحسب، بل هو منهج حياة إنسانية واجتماعية واقعية، يتجسّد فيها الاعتقاد والإيمان ممارسة عملية في جميع جوانب الحياة ومتطلّباتها الفردية والاجتماعية، وذلك على مبدأ التراحم والتكافل والتناصح والمودة والإحسان والتضحية والإيثار، قال الله تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى(المائدة،2)، وهذا ما يلزم الأفراد بالكثير من الواجبات تجاه بعضهم البعض كأفراد، وتجاه المجتمع ككيان اجتماعي يحتضن الجميع، من أهمها خدمة الناس وقضاء حوائجهم.

1- قضاء حوائج الناس تكليف عام:
لقد وضع الإسلام منهجاً متكاملاً في العلاقات بين البشر، يقوم على أساس مراعاة حقوق أفراد المجتمع وبث روح التعاون والخدمة المتبادلة بينهم، قال الله تعالى: ﴿إنّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاء ذي القُربى ويَنهى عَنِ الفَحشَاءِ والمُنكَرِ والبَغي يَعِظُكم لَعلَّكُم تَذَكَّرونَ(النحل، 90). فالتقيد بهذا الأمر الإلهي يعصم الإنسان عن التقصير في حقوق الناس، ويدفعه للعمل الدؤوب في خدمتهم، وأداء مسؤوليته تجاههم، وقد حثّ النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كل مسلم ليكون مسؤولاً في بيئته الاجتماعية، من خلال الاهتمام بأمور المسلمين ومشاركتهم في آمالهم وآلامهم، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : "من أصبح لا يهتم بأُمور المسلمين فليس بمسلم"(الكافي 2: 163)، ودعا الإمام الصادق عليه السلام إلى الالتصاق بجماعة المسلمين فقال: "من فارق جماعة المسلمين قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه" (الكافي 1: 405).

2- قيمة قضاء حوائج المؤمنين وخدمتهم:
من جملة ما يؤكد الإسلام عليه في معرض التكافل الاجتماعي، هو ضرورة قضاء حوائج المؤمنين بعضهم لبعض.

في الحديث عن الامام الصادق عليه السلام قال:
"أوحى الله عزوجل إلى داود: إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي.
فقال داود: يارب وما تلك الحسنة؟
قال: يُدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة.
فقال داود عليه السلام : حق لمن عرفك ألا يقطع رجاءه منك"
.

وحينما سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله، قال:"اتّباع سرور المسلم".

قيل: يا رسول الله وما إتّباع سرور المسلم؟ قال: "شبعة جوعه، وتنفيس كربته، وقضاء دينه."

وفي حديث آخر يصور لنا مدى أهمية قضاء حوائج المؤمنين بهذا الاسلوب الرائع..

وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام ... قال:
"... إذا بعث الله المؤمن من قبره، خرج معه مثال يقدمه أمامه، فكلما رأى المؤمن هولاً من أهوال يوم القيامة، قال له المثال: لا تجزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عزّوجل، فما يزال يبشره بالسرور والكرامة من الله سبحانه حتى يقف بين يدي الله عزوجل ويحاسبه حساباً يسيراً، ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه، فيقول له المؤمن: رحمك الله نِعَم الخارج معي من قبري! مازلت تبشّرني بالسرور والكرامة من الله عزوجل حتى كان ما كان، فمن أنت؟ فيقول له المثال: أنا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله لأبشرك" .

3- قضاء حوائج الناس أفضل من العبادة:
ورد في العديد من الروايات أن خدمة المؤمنين لبعضهم البعض وتعاونهم وترابطهم المادي والمعنوي أفضل من بعض العبادات المستحبة. عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: "... لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة حتى عدّ عشر حجج.." .

فكم يكون سامياً ذلك المجتمع الذي يسعى بل يهرع كل واحد لقضاء حوائج إخوانه بهذه الروحية العالية والنية الخالصة. ثم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
"والله لقضاء حاجة المؤمن خير من صيام شهر واعتكافه" .

ولا مانع من أن يطلب المؤمن العون والحاجة من أخيه، يقول الإمام الصادق عليه السلام : "إذا ضاق أحدكم فليُعلم أخاه ولا يعين على نفسه" .

4- ضرورة الإسراع في قضاء الحوائج وخدمة الناس:
يحدثنا الإمام الصادق عليه السلام قائلاً:
"إنّ الرجل ليسألني الحاجة فأبادر بقضائها مخافة أن يستغني عنها فلا يجد لها موقعاً اذا جاءته" .

فحينما يسألك شخص حاجته فبادر إلى قضائها ولا تماطل فقد يتغيّر الوضع ويستغني عنها فتفوتك بذلك فرصة عظيمة، ويقول عليه السلام في حديث آخر:
"من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه" .

5- العمل والجزاء:
دعا القرآن الكريم جميع المسلمين إلى التمحور حول العمل الصالح، فالإسلام يعطي العمل الصالح القيمة الأساسية ويجعله محور التنافس في المجتمع. ففي أكثر من مائة وعشرين موضعاً، يؤكد القرآن الحكيم على الربط العضوي بين الإيمان والعمل الصالح، ويصرح بأن الذين يرثون الأرض هم الصالحون.

والصلاح ليس شيئاً جامداً، وإنّما هو حركة وعمل في الاتجاه الصحيح. وهو ليس فقط في أمور الدين كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وإنما كل عمل يحكم العقل والدين بصلاحه، فبناء المساكن صلاح، وتعبيد الشوارع صلاح، وإقامة المصانع صلاح، وزراعة الأرض صلاح، وكل ما كان من شأنه عمارة الأرض فهو عمل صالح.

وبالمقابل يؤكد القرآن الحكيم على أن ما نعمله من خير وخدمة للناس، سنجده عند الله، يقول تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لاَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ البقرة:110

فإن كل عمل نعمله في طريق الخير فهو لنا، حتى لو كان في مظهره من أجل الآخرين، لأنّنا حينما نعمل للآخرين، فان هذا العمل سيتضاعف وتعود الينا نتائجه من حيث نشعر أو لا نشعر.

وفي آية أخرى يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً... آل عمران:30

ويقول سبحانه: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ الزَّلزَلَةِ:7-8

إذن، فإن أعمال الخير وأعمال الشر تبقى ولا تزول، وهي محور جزاء الإنسان في الدنيا والآخرة. ومن أجل أن يدفعك الإسلام إلى أن تجتهد في سبيل عمل الخير، ولا تدع عمل خير إلا وتقوم به، ولا تبقي من عمرك لحظة إلا وتعمّرها بعمل الخير، فان القرآن يبين أنّه في يوم القيامة سيُنصب ميزان توضع في كفة منه أعمال الإنسان الخيرة وفي الكفة الأخرى أعماله الشريرة، وآنئذ يشعر الإنسان بقيمة حبة الخردل من عمله، هذه الأعمال الصغيرة التي قد نستهين بها اليوم، إلاّ أننا نشعر بقيمتها غداً، ففي ذلك اليوم إذا رجحت كفة الحسنات على كفة السيئات، يحق لك أن تفتخر، أما اليوم وقبل أن تعرف مصيرك فلا تستطيع أن تقول شيئاً، يقول تعالى:
﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ القَارِعَةِ:8-11

6- قضاء حاجة المسلم من أفضل الاعمال:
فى الحديث:
"أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام..."(مجمع الزوائد، الهيثمي، ج8، ص191)

قال الإمام الصادق عليه السلام : "لا تتصدّق على أعين الناس ليزكّوك فإنّك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك، ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطّلع عليها شمالك؛ فإنّ الذي تتصدّق له سرّاً يجزيك علانية" (بحار الأنوار: 78/284).


1- بحار الأنوار، ج71، ص283، ح1.
2- المصدر، ح2
3- بحار الانوار، ج71، ص283، ح3
4- بحار الأنوار، ج71، ص284، ح4.
5- المصدر، ص285، ح6.
6- المصدر، ص287.
7- المصدر، ص286، ح9.
8- المصدر، ح11.

12-03-2010 | 17-08 د | 3391 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net