الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1471 25 ذو الحجة 1442 هـ - الموافق 05 آب 2021م

الصدقة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق



قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾[1].

أيّها الأحبّة،
إنّ من أعظم فضائل أمير المؤمنين الإمام عليّ (عليه السلام) أنّ آياتٍ مباركة نزلت بحقّه، تشير إلى فضائله وسماته الصالحة، ومن ذلك تصدّقه على أحد الفقراء والمساكين أثناء الصلاة، إذ دخل عليه سائلاً، فمدّ الإمام يده مشيراً إلى خاتم في خنصره اليمنى، فنزعه الفقير من إصبعه، وكان ذلك بمرأى من النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله)، فأنزل الله –تعالى- الآية المباركة: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾.

هذه الحادثة، إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ -علاوة على فضل أمير المؤمنين (عليه السلام)- على فضل الصدقة ومكانتها عند الله وأوليائه؛ ولذلك نجد أميرَ المؤمنين (عليه السلام) كيف كان حريصاً على أداء هذا الأمر وهو في صلاته وعبادته، بل وأنزل الله في ذلك آيةً من آيات كتابه.

هذا، وثمّة العديد من الآيات والأحاديث التي تؤكّد فضل الصدقة وعظمتها في الإسلام.

قال -تعالى-: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾[2].

وعن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «خُلَّتان لا أحبّ أن يشاركني فيهما أحد؛ وضوئي فإنّه من صلاتي، وصدقتي فإنّها من يدي إلى يد السائل، فإنّها تقع في يد الرحمن»[3].

صدقة السرّ والعلن
إنّ الصدقةَ على نوعين؛ منها ما كان في العلن، ومنها ما كان في السرّ، وكلاهما ذُكر في الكتاب الكريم، إشارةً إلى فضلهما، إذ قال -تعالى-: ﴿إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾[4].

آثار الصدقة
إنّ للصدقة آثاراً عظيمة على حياة المتصدِّق في الدنيا وفي الآخرة، ومن تلك الآثار:

1. دفع البلاء: عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «الصدقة تمنع سبعين نوعًا من أنواع البلاء»[5].

2. زيادة العمر: عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «تصدّقوا، وداووا مرضاكم بالصدقة، فإنّ الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض، وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم»[6].

3. دفع ميتة السوء: عن الإمام الباقر (عليه السلام): «البرّ والصدقة ينفيان الفقر، ويزيدان في العمر، ويدفعان سبعين ميتة سوء»[7].

4. جلب الرزق: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «إذا أملقتم، فتاجروا الله بالصدقة»[8].

5. تُظِلُّ المتصدّقَ في القيامة: عن الإمام الصادق (عليه السلام): «أرض القيامة نار ما خلا ظلِّ المؤمن، فإنَّ صدقته تظلّه»[9].

تعاظم نفع الصدقة
إنّ الصدقة، وإن كانت في الواقع انتقاص من المال، إلّا أنّها تنمو بفضل الله، إن من جهة أجرها، وإن من جهة آثارها اللّاحقة على أموال المتصدّق، حيث يباركه الله، ويفتح له أبواب الرزق، قال -سبحانه-: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾[10].

عن الإمام الصادق (عليه السلام): «قال الله -تعالى-: إنّ من عبادي من يتصدّق بشقّ تمرة، فأربيها له كما يربي أحدُكم فلوَه، حتّى أجعلها له مثل جبل أحد»[11].

من أداب التصدّق

1. الاستتار عند العطاء
وهو بغية حفظ ماء وجه السائل والمحتاج، وهذا ما كان يعمد إليه الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) في بعض مواقفهم، منها ما عن اليسع بن حمزة، قال: كنتُ في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أحدّثه، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام، إذ دخل عليه رجل طُوالٌ آدمُ[12].
فقال: السلام عليك يابن رسول الله، رجلٌ من محّبيك ومحبّي آبائك وأجدادك (عليهم السلام)، مصدري الحجّ، وقد افتقدْتُ نفقتي، وما معي ما أبلغ مرحلةً، فإن رأيت أن تُنهِضَني إلى بلدي، ولله عليّ نعمة، فإذا بلغتُ بلدي تصدَّقتُ بالذي تُوَلِّيني عنك، فلستُ موضعَ صدقة.
فقال له: «اجلس، رحمك الله!» وأقبل على الناس يحدّثهم حتّى تفرّقوا، وبقي هو وسليمان الجعفريّ وخيثمة وأنا، فقال: «أتأذنون لي في الدخول؟».
فقال له سليمان: قدّمَ اللهُ أمرَك.
فقام ودخل الحجرة وبقي ساعة، ثمّ خرج وردّ الباب، وأخرج يده من أعلى الباب، وقال: «أين الخراسانيّ؟«.
فقال: ها أنا ذا.
قال: «خذ هذه المئتي دينار، واستعن بها في مؤنتك ونفقتك، وتبرّك بها، ولا تصدّق بها عنّي، واخرج فلا أراك ولا تراني»، ثمّ خرج، فقال له سليمان الجعفريّ: جُعلتُ فداك! لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟
فقال: «مخافة أن أرى ذلَّ السؤال في وجهه لقضائي حاجتَه، أما سمعت حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله): المُستَتِر بالحسنة يَعدِل سبعين حجّة، والمذيعُ بالسيّئة مخذول، والمُستَتِر بها مغفورٌ له...»[13].

2. الصدقة بأحبّ المال
عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله -عزّ وجلّ-: ﴿أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾[14]، قال: «كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهليّة، فلمّا أسلموا أرادوا أن يخرجوها من أموالهم فيتصدّقوا بها، فأبى الله -عزّ وجلّ- أن يخرجوا إلّا من أطيب ما كسبوا»[15].

3. التبكير بها وافتتاح النهار بها وختمه
عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «بكّروا بالصدقة، فإنّ البلاء لا يتخطّاها»[16].
عن الإمام الصادق (عليه السلام): «باكروا بالصدقة فإنّ البلايا لا تتخطّاها، ومن تصدّق بصدقة أوّل النّهار دفع الله عنه شرّ ما ينزل من السماء في ذلك اليوم، فإن تصدّق أوّل اللّيل دفع الله عنه شرّ ما ينزل من السماء في تلك اللّيلة»[17].

4. الصدقة على كلّ مخلوق
عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنّ الله -تبارك وتعالى- يحبّ إبراد الكبد الحرّى، ومن سقى كبداً حرّى من بهيمة وغيرها أظلّه الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه»[18].
وعنه (عليه السلام): «ليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن، وهي تقع في يد الربّ -تبارك وتعالى- قبل أن تقع في يد العبد»[19].

5. عدم المنّ بالصدقة
عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): «من أسدى إلى المؤمن معروفاً ثمّ آذاه بالكلام أو منّ عليه، فقد أبطل الله صدقته»[20].


[1] سورة المائدة، الآية 55.
[2] سورة التوبة، الآية 104.
[3] الشيخ الصدوق، الخصال، ص33.
[4] سورة البقرة، الآية 271.
[5] المتّقي الهنديّ، كنز العمال، ج6، ص346.
[6] المصدر نفسه، ج6، ص371.
[7] الشيخ الصدوق، الخصال، ص48.
[8] نهج البلاغة، ج4، ص57.
[9] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج4، ص3.
[10] سورة البقرة، الآية 276.
[11] الشيخ الطوسيّ، الأمالي، ص125.
[12] أي أسمر اللّون.
[13] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج4، ص24.
[14] سورة البقرة، الآية 267.
[15] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، ج9، ص465.
[16] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج4، ص6.
[17] الحرّ العامليّ، وسائل الشيعة، ج9، ص384.
[18] الشيخ الكلينيّ، الكافي، ج4، ص58.
[19] المصدر نفسه، ج4، ص3.
[20] العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، ج93، ص142.

05-08-2021 | 10-37 د | 1209 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net