أيّها السادة، إنّ جميعَكم أو أغلبَكم تشغلون وظائفَ دينيّة؛ فإمّا عالم، أو إمام جماعة، أو مدرِّس، أو واعظ، أو مبلِّغ للدين، ولا شأن لكم في إدارة شؤون البلاد، لكن في الوقت نفسه أنتم علماء، وتحت المجهر الدقيق والنظرة المتشائمة والنفس الخبيثة للعدوّ؛ فيجب على العلماء أن يراقبوا تصرّفاتِهم بشدّة، في الأقوال والأعمال، في السلوك الفرديّ والأسريّ، في أبنائهم وأقربائهم، بما في وسعِهم ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهاَ﴾، فمن الممكن أن ينتسبَ شخصٌ آخر بقرابة، ويمكنه السيطرة عليه ومراقبته، بل يخلق له مشاكل كثيرة، فيجب علينا الأخذ بقول الباري -جلَّت قدرتُه- عندما يخاطب المؤمنين على لسان نبيّه (صلّى الله عليه وآله): ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً﴾، ويجب أن يكون جلّ تبليغكم في مجال خضوع القلوب للباري -تعالى- والتسليم له...
(من كلامٍ للإمام الخامنئيّ (دام ظلّه)، بتاريخ 24 شعبان 1414هـ)