يقول الإمام الخميني قدّس سرّه:
يجب تدريس العلوم المعنويّة في الجامعات إلى جانب العلوم الماديّة، ولا بدّ من
تدريس تلك الأمور الإنسانيّة والتربويّة، بأيدي أشخاص يعرفون التّربية الإسلاميّة،
ويعرفون الإسلام. يجب ألّا يظنّ بعض هؤلاء بأنّه ليس في الإسلام شيءٌ عن المجتمع،
أو أنّ الأمور التربويّة قليلة في الإسلام. إنّ للإسلام آراءً أعمق من جميع المدارس
الفكريّة حول الأمور الإنسانيّة والتربويّة، وهي على رأس قضايا الإسلام. كما أنّ
فيه القضايا الاقتصاديّة. لا يمكننا أن نجلس اليوم ليربّي من لديهم تربية غربيّة
أولادنا، كما كانوا يحملون إلينا من الغرب هداياهم الفكريّة التي كانوا يفسدون بها
أولادنا، يجب أن تكون تربية أبنائنا تربية قرآنيّة، وليس الأمر كما تصوّر البعض بأن
مجرّد معرفة آيتين من القرآن تعني أنّنا أصبحنا علماء القرآن وعلماء الإسلام.
الّذين لا يستطيعون قراءة القرآن قراءة صحيحة، يعتبرون أنفسهم علماء الإسلام. إنّ
من لا يعرفون أحكام الإسلام، واقتصاده وثقافته، ولا يعرفون علوم الإسلام العقليّة
يدّعون بأنّ هذه الأشياء غير موجودة في الإسلام، حسنًا، إذا كنت لا تدري فكيف
تتكلّم. لابدّ من وجود المتخصّصين وإحضارهم من الحوزات العلميّة، يجب أن يمدّوا
أيديهم نحو الحوزات العلميّة، لأنّ هناك متخصّصين من هذا الطّراز فليفتحوا
الجامعات، ولكن يجب أن يستدعوا العلماء الموجودين في حوزات إيران، وخاصة حوزة قم
العلميّة لتدريس العلوم الإنسانيّة.
صحيفة الإمام (ترجمة عربية)، ج15، ص 359-360.