من الأشياء التي تُعينكم [المبلّغين] هو ما ذكره أمير المؤمنين بشأن النّبي
المكرّم: "طبيب دوّار بطبّه قد أحكم مراهمه وأحمى مواسمه"2. فلا ينبغي أن نحبس
أنفسنا وراء الطاولة وداخل الغرفة، فظهورنا بشكل إداري نحن جماعة المبلّغين
والعلماء ليس لصالحنا، ومهما كانت مسؤوليتنا؛ فلا ينبغي أن نفقد هذه الحالة
الطّلابية الحوزويّة حيث الأُنس بالنّاس والتحرّك بينهم، والحديث بلُغَتهم
والاستماع إلى همومهم.
فنحن قد شاهدنا هذين الوضعين بين العلماء، فمنهم من لم يكن له أي صفة رسميّة
وإداريّة وأمثالها، لكنه كان يتصرّف مع النّاس عند لقائهم كشخص إداريٍّ جامد لا
يتمتّع بأية مرونة أو اهتمام أو محبّة أو بَشاشة. وقد شاهدنا عكس هؤلاء، أشخاصاً
كانوا يتولّون مسؤوليات إداريّة، ولكنّهم في أيّ مكان تواصلوا مع الناس فيه تصرّفوا
بمحبة وأبويّة وإشفاق واهتمام، هذا هو الصّحيح والحَسن.
11/7/2010 م