لقد رأينا علماء من أصحاب الكمالات كانوا على إيمان راسخ ودرجات عالية ومن أهل الصبر والاستقامة والثبات في الايمان بنحو لا يمكن معه مقارنة علو مقامهم بما نحن فيه بأي وجه من الوجوه وإذا حدثنا به هذا الجيل فإنه يعجز عن تصديقه والقبول به، وفي الحقيقة لقد كانت درجاتهم وكمالاتهم ومقاماتهم مما يعجز عنه البيان، وان الانسان ليخجل من نفسه عند الحديث عنها فهل ان البلاءات الدنيوية والمادية لم تكن تنزل على رؤوسهم؟ بلى كانت تنزل عليهم ولكن تاثيرها فيهم كان ضعيفا بينما تأثيرها فينا قوي لاننا قد خربنا توجهنا الى الله والاخرة وصرنا مصداق قوله تعالى: "ومن اعرض عن ذكري" وعملنا على اعمار حياتنا الدنيوية مما لم يرجع علينا بغير الاذى والتعب في الدنيا والحرمان من الدرجات والمقامات والكمالات كما قال تعالى: "ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى"، اننا لنحزن اذا قلّ من مالنا او ضاع تومان واحد من مجموع الخمسين تومانا التي نملكها ونأسف على ما خسرناه وفقدناه.. ان التفاوت بيننا وبينهم كبير جدا ومن العجيب ان هذا التفاوت الكبير قد تحقق في مدة قليلة وقصيرة وكأنه قد حدثت طفرة.. اذن فالطفرة المستحيلة جازت هنا في حقنا لقد كانت مقاماتهم وكراماتهم تحكي كرامات الانبياء والاولياء.
* في مدرسة اية الله الشيخ بهجت
المقدس