الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1215 - 06 ذو الحجة 1437 هـ - الموافق 08 أيلول 2016 م
الأضحى عيد التضحية والعبادة

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق


 
 الهدف:

 التعرّف على فلسفة العيد وأبعاده الدينية والتربوية في الإسلام.
 
المحاور:
مفهوم العيد.
عرفة قرين العيد.
الأبعاد الدينية والاجتماعية للعيد.
أعمال ومستحبات عيد الأضحى.
حقوق المجاهدين في يوم العيد.
 
تصدير:
عن الإمام الرّضا (عليه السلام): قال: "كان أبو جعفرٍ عليه السلام يقولُ: ما مِنْ برٍّ وَلا فاجِرٍ يَقِفُ بِجِبالِ عَرَفاتُ فَيَدْعو اللهَ إلّا اسْتَجابَ اللهُ لَهُ، أَمّا البرُّ فَفِي حَوائِجِ الدّنْيا وَالآخِرَةِ، وَأَمّا الفاجِرُ فَفي أَمْرِ الدُّنْيا".
 
مفهوم العيد:
العيد في اللغة مأخوذ من عاد بمعنى العود أي عاد إليه، أو مأخوذ من العادة بمعنى اعتاده[1]، والعيد في الإسلام هو يوم محدّد نصّت عليه الشريعة الإسلامية المقدّسة وحدّدت له أعمالاً وآداباً ومراسم خاصة. وما يدلّ على عظم شأن العيد أن الإسلام قد قرن كل واحد من عيديه العظيمين بشعيرة من شعائره الهامة التي لها جلالها الخطير في الروحانيات، ولها خطرها الجليل في الاجتماعيات، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية، هاتان الشعيرتان هما شهر رمضان الذي جاء عيد الفطر مسك ختامه، والحج الذي كان عيد الأضحى بعض أيامه، فهذا الربط الإلهي بين العيدين، وبين هاتين الشعيرتين كاف في الحكم عليهما، وكاشف عن وجه الحقيقة فيهما، وأنهما عيدان دينيان بكل ما شرّع فيهما من سنن، بل حتى ما ندب إليه فيهما من أمور ظاهرها أنها دنيوية كالتجمّل، والتحلي، والتطيب، والتوسعة على العيال، وإلطاف الضيوف  والمرح واختيار الأطايب، واللهو مما لا يخرج إلى حد الإسراف؛ فهذه الأمور المباحة داخلة في الطاعات إذا حسنت النية؛ فمن محاسن الإسلام أن المباحات إذا حسنت فيها النية وكانت لشكر نعمة الله انقلبت قربات يثاب المؤمن عليها، ومن القيم العميقة التي يحملها العيد أنه يعبّر عن تحقّق العودة إلى الله تعالى والرجوع إليه، فالحاج والصائم اللذان يؤديان فروض الطاعة من الإحرام والطواف والصوم ... يمارسان نوعاً من العودة إلى الله تعالى، ليمنّ الله عليهما بالرحمة والمغفرة وبهذا يتحقّق فرح وسرور المؤمنين. ولهذا اعتبر أمير المؤمنين(عليه السلام) أن بإمكان المؤمن أن يحوّل كل أيّامه إلى أعياد، فقال(عليه السلام): (كل يوم لا نعصي الله فيه فهو عيد)[2] . وهذا له صلة بالمعنى اللغوي للعيد،  فهو كل يوم فيه جمع، واشتقاقه من: عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، ويقال: عيَّد المسلمون: شهدوا عيدهم، قال ابن الأعرابي: سُمِّيَ العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة بفرحٍ مجدد[3].
 
عرفة قرين العيد:
إنّ سرَّ الوقوف بعرفة، يكمن في أنّ الحاجّ عندما يرى اجتماع الخلق على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وطوائفهم وسعيهم، أن يذكر ازدحام الخلق يوم القيامة، فيخلص النيّة، ويبتهل الى الله بقلب خاشع، ونفس خاضعة لله تعالى. ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "الحَجُّ عَرَفَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ"[4].
 
ليوم عرفة فضائل عديدة، نذكر أهمّها:
1- يوم للإقرار بالذنوب: فإنّ الإقرار بالذنب يستبطن العبوديّة لله، والاعتراف بالتقصير، والخروج عن الصراط المستقيم. فعن الإمام الباقر عليه السلام: "لا واللهِ ما أرادَ اللهُ مِنَ العبدِ إلّا خُصْلَتَيْنِ: أَنْ يُقِرُّوا بِالنِّعَمِ فَيِزيدَهُمْ، وَبِالذُّنوبِ فَيَغْفُرها لَهُمْ"[5].
2- يوم للتوبة والاستغفار: ورد في الروايات، أنّ وجه تسمية صحراء عرفات بهذا الاسم، يعود إلى أنّ آدم اعترف فيها بذنبه، وتاب إلى ربّه، واستغفره فتاب عليه[6].
3- يوم مشهود: عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النّاس وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ7، قال عليه السلام: "المشهودُ يومُ عرفةَ والمجموعُ لهُ النّاس يومَ القيامةِ"[7].
4- يوم لتعميم الفضل: روي أنّ الإمام عليَّ بن الحسين (عليه السلام) سمع في يوم عرفة سائلاً يسأل النّاس، فقال له: "وَيْحَكَ أَغَيْرُ اللهِ تَسْأَلُ في هذا الْيَوْمِ، إِنَّه لَيُرْجى ما في بُطونِ الحَبالَى في هذا الْيَوْمِ أَنْ يَكونَ سَعيداً[8].
 5- يوم المغفرة لعظيم الذنوب: عن الإمام عليّ (عليه السلام): "إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: "العُمْرَةُ إلى الْعُمْرَةِ كَفّارَةُ ما بَيْنَهُما، والحجَّةُ المُتَقَبَّلَةُ ثَوَابُها الجنّة، وَمِنَ الذُّنوبِ ذُنوبٌ لا تُغْفَرُ إلّا بِعَرفاتَ"[9].
 
الأبعاد الدينية والاجتماعية للعيد:
للعيد في المفهوم الإسلامي فلسفة ودلالات هامّة ينبغي الإهتمام بها ومراعاتها وهي:

أ- البعد الديني والعبادي للعيد:
العيد شعيرة من شعائر الله تعالى، التي ينبغي أن تظهر وتبرز في المجتمع الإسلامي، ومنها استحباب التكبير والتهليل والتحميد صبيحة العيد، واما لإجتماع للصلاة وغيرها من الأعمال والمستحبات إلا للتأكيد على هذا الجانب. فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (زيّنوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس).
 
ب- البعد الاجتماعي للعيد:
فالتلاقي والتزاور وغيرها من المظاهر في العيد تحقق حالة إنسانية تزيد من التواصل والترابط الحميم بين أفراد المجتمع، فقد ورد الحث الشديد على التزاور في الله ولقاء الإخوان، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (من زار أخاه المؤمن إلى منزله لا حاجة منه إليه كتب من زوار الله، وكان حقيقاً على الله أن يكرم زائره) .
 
ج- إبراز الزينة والبهجة والسرور:
صحيح بأن بهجة العيد وزينته ليست لذات العيد، بل لما يحمله العيد من معان ومفاهيم عظيمة في الإسلام تتجلى في غفران ذنوب الحاج، وقبول حجّه وسعيه..، إلا أن هذا لا يتنافى أبداً مع إبراز مظاهر الزينة المعنوية بالتهليل والتكبير، والزينة المادية من خلال التجمّل في اللباس للكبار والصغار، وتبادل التهاني والتبريكات بأجواء تسودها البهجة والسرور. ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (إن الله يحب إذا خرج عبده المؤمن إلى أخيه أن يتهيّأ له وأن يتجمّل).
 
د- معونة الفقراء:
وذلك بالسعي الجدي للمشاركة في تحمّل المسؤولية تجاه الفقراء والمستضعفين لنشعرهم جميعاً بفرحة العيد، وليكن شعارنا العمل ليفرح الناس كل الناس بالعيد، وذلك من خلال التعاون والتكافل والإيثار، فقد ورد أن علياً اشترى ثوباً فأعجبه فتصدّق به، وقال سمعت رسول الله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة الجنة).
 
أعمال ومستحبات عيد الأضحى:
لهذا اليوم المبارك الذي يباهي الله ملائكته بحجاج بيته كما أورد الكفعمي - بالإضافة لصلاة العيد- آداب ومستحبات سواء على الناسك أم على غيره وهي:
- أن تدعو بعد فريضة الصّبح  بدعاء اَللّـهُمَّ إني تَوَجَّهْتُ إليك بِمُحَمَّد إمامي الخ وقد أورد الشّيخ هذا الدّعاء بعد صلاة العيد .
- الغسل ووقت الغسل من الفجر إلى حين أداء صلاة العيد،
- تحسين الثّياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكّة للصّلاة تحت السّماء فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) لعبيد بن زياد: إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإيّاك أن تتزيّن إلا في أحسن زيّ قومك..).
- أن لا تخرج لصلاة العيد الّا بعد طلوع الشّمس، وأن تدعو بما ورد من الأدعية الخاصة في العيدين
- زيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليلة من ثلاث ليالي غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ليلة الفطر، وليلة الأضحى ...) .


[1] المعجم الوسيط، ص 635.
[2] شرح النهج، 20/73
[3] لسان العرب 3-319
[4] تذكرة الفقهاء، العلّامة الحلّي، ج8، ص171.
[5] الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص 426.
[6] الحجّ والعمرة في الكتاب والسنّة، الريشهري، ص249.
[7] الوسائل، ج10، ص23.
[8] جواهر الكلام، الشيخ الجواهري، ج19، ص60.
[9] دعائم الإسلام، القاضي المغربي، ج1، ص294.3

09-09-2016 | 10-51 د | 2223 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net